عميد كلية آثار القاهرة السابق يكتب: إكذوبة غزوة بدر
يحتفل المسلمون في 17 رمضان من كل عام بذكرى معركة بدر الكبرى أو يوم الفرقان التي وقعت أحداثها
في مثل هذا اليوم من عام2هجرية الموافق 13 مارس 624م؛ ولما كانت هذه المعركة هي أول مواجهة بين الإيمان والشرك وبين الحق والباطل ولذلك صارت إحدى ثوابت الدين والتاريخ الإسلامي المبكر الذي
يحاول المستشرقون الجدد أوالمراجعون أو التنقيحيون الجدد في أوروبا وأمريكا وأنصارهم وأتباعهم ومريدهم من الشرقيين من المحيط إلى الخليج هدمه وتقويض دعائمه وزلزلة ثوابته والتشكيك في رموزه وأصوله وأحداثه لإثبات أن الإسلام صنيعة عباسية، وأن كل ما حدث قبل 132هجرية/750م لاعلاقة له بالإسلام سواء محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم ومكة المكرمة والكعبة المعظمة والخلفاء الراشدين ومن ثم الفتوحات العربية أما الأمويين فقد كانوا من العرب المسيحيين النساطرة والخلفاء المروانيون لاعلاقة لهم بمكةو إنما هم من ال مرو بخراسان حتى أن عبد الله بن الزبير لا وجود له وإنما هو الزنبيل حاكم كرمان وغير ذلك من الغرائب العجائب والفتاوى غيز المسبوقة والتي لاتتسق مع الواقع والأدلة التاريخية والاثرية على السواء. ؛ ولا مع المنهج العلمي السليم.
غير إن مايعنينا في هذا المقام من هذه الغرائب وتلك العجائب تلك الفتوى العجيبة المتعلقة بمعركة بدر وفحوي هذه الفتوى هي إكذوبة معركة بدر وأنها لا وجود لمعركة بهذا الاسم بين المسلمين ومشركي قريش؛ وأن هناك خطأ من النساخ في كتابة اسم بدر في سورة الأنفال وأن الصحيح في ذلك هو معركة تبوك بين المسلمين وبين الروم؛ ومصدر هذه الفتوى محمد المسيح الفاسي المغربي الذي يستضيفه هو وغيره من اتباع مدرسة الاستشراق الجديد إبراهيم عيسى؛؛؛؛؛؛
وقد تناول المسيح هذا الموضوع تحت عنوانين الأول غزوة بدر بين الأسطورة والواقع والثاني هو حقيقة غزوة
بدر وسوف نرد على هذه الفتوى بالأدلة العلمية والمنهج العلمي السليم في يوم 17رمضان إن شاء الله. ولعل مااوردناه هنا إنما يمثل خطورة وتهديدا للامن القومى المصري والعربي من خلال حرب الهويات وتزوير التاريخ وتضليل الناس والتشكيك في أصول الإسلام وثوابته ورموزه وحقائقه ولذلك ناشدنا السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإصدار قرار جمهوري بإنشاء المجلس الأعلى للتاريخ للقضاء على هذه الظاهرة غير العلمية التي طفح الكيل منها غربا وشرقا؛ ونادينا مرارا وتكرارا علماء التاريخ الإسلامي والآثار والحضارة الإسلامية والجمعيات والاتحادات المتعلقة بالتاريخ والمؤرخين؛ فضلا عن مؤسسة الأزهر الشريف بالرد العلمي على هذا التيار الهدام ؛ كما ناشدنا وسائل الإعلام بمنع العبث بالتاريخ في برامجهم من خلال الاستعانة بغير المتخصصين أوعدم إستضافة أنصار هذا التيار ومنهم محمد المسيح وحامد عبد الصمد وكريستوف لوكسنبرج وبوين ووفاء سلطان وهالة وردي وسلوى بالحاج ويوسف زيدان وغيرهم؛ فضلا عن الملحدين واللادينيين والمشلوحين من الكنيسة المصرية كالقمص زكريا بطرس وهو ماابرزناه في مقالات وفيديوهات عديدة سابقة. فتابعونا وإنتظرونا في اليوم الموعود والمحدد أعلاه إن شاء الله؛
لنفضح نواياهم ونكشف المستور وراء دوافعهم الخبيثة والهدامة وأغراضهم الدنيئةو الحقيرة؛؛؛؛ ونقول قول
الحق والحق أحق إن يتبع وفقا للمنهج العلمي السليم وهو المنهج النقدي التحليلي المقارن الأدلة التاريخية والاثرية على السواء؛ وراء دوافعهم الخبيثة والهدامة.
بقلم: الدكتور محمد حمزة عميد كلية الآثار جامعة القاهرة