سر انتشار أحاديث نبوية تجيز تقبيل وحضن الزوجة فى نهار رمضان
انتشرت على مواقع الفيس بوك العديد من الأحاديث المتعلقة بالصيام، الكثير منها خطأ، ومنها ما يخص علاقة الزوج بزوجته في نهار رمضان، حيث انتشرت أحاديث تزعم أن النبي كان يباشر زوجاته في نهار رمضان.
وجاء من أبرز تلك الأحاديث: عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لأرَبِهِ».
من جانبه أوضح الشيخ أحمد صابر، أحد وعاظ الأوقاف، أن بعض العلماء قالوا إن هذا الحديث من خصوصيات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- للرحمة وليس للشهوة.
وأضاف، أن العلماء فسروا ذلك بوجود نوع من الرجال قادر بقوة على التحكم في مشاعره في نهار رمضان نحو زوجته، ونوع آخر لا يستطيع التحكم في نفسه، وغير قادر على السيطرة على مشاعره، فهذه طبيعته، فلا ضرر ولا ضرار، ومن هنا نجد أن هناك خطرا في الملامسة؛ لأنها ستكون مقدمات لأن يطأ الرجل زوجته في نهار رمضان، ولذا حذر العلماء من أن يقترب هذا النوع من الرجال غير القادر على السيطرة على مشاعره من زوجته أثناء صيامه، حتى لا يقع في المحظور، ومن هذا فالعلاقة بين الرجل زوجته في نهار رمضان لها ضوابط.
وتابع: «يخطئ كثير من الناس في الاستدلال بخبر سيدتنا أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقبل بعض نسائه في رمضان، وفي رواية وموضع وحال آخر (ويخرج إلى الصلاة)، ينبغي أن يفهم أن هذا الصنيع كان للرحمة وليس للشهوة.
وأشار الشيخ صابر، إلى أن هذه من خصوصيات سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعليه فغير رسول الله، عليه أن يبتعد عن مقدمات الشهوة، من باب سد الذرائع، مثل الكلمة التي تحمل إيحاءات معينة، أو النظرة الشهوانية، أو الاحتكاك أو القبلة وما أشبه، لأن هذا كله وإن لم يترتب عليه إنزال الشهوة، إلا أنه يترتب عليه تحريك الشهوة، وهذا يتنافى مع الصيام، لأن مفهوم الصيام الشرعي، الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، والإقدام على مثل هذه الأمور قد يوقع الإنسان في المحظور، والقاعدة الفقهية ما أدى إلى الحرام فهو حرام.
وقال الشيخ أحمد صابر، إن القبلة من مقدمات الشهوة، وخاصة المتزوجين والمتزوجات حديثا، فقد كرهها فريق من العلماء للصائم، وأباحها له إن كان (يملك نفسه)، ولا تستثيره هذه القبلة، فإن كانت تستثيره كرهت مخافة إفساد الصيام، وذهب فريق من العلماء -ورأيهم هو الراجح- التفريق بين من يملك نفسه عند التقبيل، فيكره في حقه، سدا للذريعة إلى إفساد صومه، وإن كان يأمن على نفسه من ذلك، وبين من لا يملك نفسه عند ذلك فيحرم التقبيل بالنسبة له، لأن التقبيل مفسد للصيام مبطل له.
وقد نهى الله تعالى عن إبطال المرء لعمله، فقال تعالى: (ولا تبطلوا أعمالكم)، فكل سبب يفضي إلى إبطال العمل فهو محرم شرع.
وعن رأي جمهور العلماء في قبلة الزوج لزوجته أثناء الصوم، فقد قال النووي: «ذكرنا أن مذهبنا كراهتها لمن حركت شهوته، ولا تكره لغيره، والأولى تركها، فإن قبل من تحرك شهوته ولم ينزل لم يبطل صومه، وكره الإمام مالك القبلة في رمضان للشاب والكبير على السواء»، وقال جمهور العلماء: «القبلة لا تفطر الصائم إلا أن يكون معها إنزال، فإن أنزل معها أفطر، ولزمه القضاء دون الكفارة».