رئيس التحرير
خالد مهران

ﺧخ

علي جمعة يعدد مكاسب العاشر من رمضان عند المسلمين

النبأ

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، خلال خطبة الجمعة عن يوم العاشر من رمضان: "فهذا رمضان، شهر القرآن، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} وبركة رمضان وقد أنزل الله فيه القرآن في ليلة هي خير من ألف شهر، في ليلة مباركة، في ليلة يُفرق فيها كل أمر حكيم، في ليلة هي نقطة فارقة، هذا الشهر له بركاته وله نفحاته على المسلمين وعلى العالمين.

انتصارات العاشر من رمضان

 في العاشر من رمضان نَصَرَ الله سبحانه وتعالى المؤمنين على أعدائهم، فأصبح يومًا من أيام الله، قال تعالى: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ}، في العاشر من رمضان له عند المسلمين مذاق خاص، في هذا اليوم فُتِّحت أبواب السماء، وانتقلت إلى الرفيق الأعلى السيدة خديجة بنت خويلد التي سَلَّم عليها ربها، قال لها النبي ﷺ: «إن جبريل يُقْرِئكِ من الله السلام» فقالت: عليك وعليه السلام.

وتابع: السيدة خديجة عليها السلام هي التي آوت ونصرت وأيَّدت رسولنا الكريم بالمال وبالجاه وبالقوة وبالنفس، السيدة خديجة هي حِبُّ رسول الله ﷺ، أوصل لها جبريل سلام ربنا سبحانه وتعالى.

وأكمل علي جمعة: في العاشر من رمضان وفي السنة الثالثة قبل الهجرة انتقلت إلى الرفيق الأعلى، فكان العاشر من رمضان من الأيام التي يحتفي بها المسلمون. وفي العاشر من رمضان تحرَّكت قوات المسلمين من المدينة إلى مكة، فوصلت مكة في عشرين منه.

كما في العاشر من رمضان بدأ الفتح الذي كان نقطة فارقة أيضًا في تاريخ المسلمين وفي تاريخ البشرية، وفي العشرين من رمضان فتح الله مكة للمسلمين، فالعاشر من رمضان هو بداية الخير، وفيه تُفَتَّح أبواب السماء.

وفي العاشر من رمضان يوم يحتفي به المصريون؛ لأنه اليوم الذي انتصروا فيه على لويس التاسع بالمنصورة وأسروه ووضعوه في دار القاضي ابن لقمان.

وبين أن العاشر من رمضان تَمَّم الاحتفال به بنصر عظيم من جنود مصر الأشاوس الذين أعزُّوا كل مصري ورفعوا رأسه، وجعلونا نسير في العالمين ونحن في كرامة وفي عزة وفي فخر، فالحمد لله الذي مَكَّننا في الأرض، ومكننا من صد العدوان ومن رفع الطغيان.

وأشار علي جمعة أنه في العاشر من رمضان نحتفل به كل عام لنُذَكِّر أنفسنا كيف انتصرنا، وأن النصر يتأتَّى بأمرين: بالإخلاص والصواب. أما الإخلاص فقد أمرنا الله به أن نحرر النية لله، والنبي ﷺ يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»، {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، إخلاص تحقق في قلوب المصريين بعد تعرّضهم لعدوان شديد احتُلت فيه أرضهم، ولكن لا بد مع الإخلاص من العمل، ولا بد في العمل أن يكون على عِلم، ولا بد أن يكون على صواب، ولذلك قال الفُضَيْل بن عِياض بعدما تَتَبَّع واسْتَقْرَأ الشريعة: لا يقبل الله العمل إلا بالإخلاص والصواب.

وشدد: إذا أردنا أن نُنْجِح أعمالنا فعلينا أن نستعيد البرنامج الذي رضي الله عنا فيه ونَصَرَنا، إنه برنامج يتلخَّص في كلمتين: الإخلاص والصواب. نعم، لقد أخلص الجيش المصري النية لله، وقدَّم الشهداء أنفسهم راضين في سبيل الله، من أجل أن يُحرِّرُوا الأرض التي لم تُحَرَّرْ في بلاد أخرى وإلى يومنا هذا، إذن فهو عمل عظيم وهو نصر جليل، فالحمد لله الذي مكننا في الأرض.

واختتم قائلا: "قام ذلك على العلم، {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ}، نعم في هذا اليوم نُذَكِّر، نحتفل، نتذكر الدروس، ولا ننسى الشهداء الذين سبقونا إلى رب العالمين، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُشَفِّعهم فينا يوم القيامة".