الورقي
هل تؤثر المخاوف المالية على الصحة؟
يشرح الخبراء كيف يمكن أن تؤثر المخاوف المالية على صحتك، حيث وجدت دراسة استقصائية العام الماضي أن ثلثي المبحوثين (66٪) يعتقدون أن مخاوف تكلفة المعيشة تسبب تدهورًا في الصحة العقلية للأشخاص.
والعلاقة بين علم النفس والمخاوف المالية معروفة جيدًا، ولكن هل فكرت يومًا في مدى تأثير القلق بشأن أموالك على صحتك الجسدية؟
لماذا تؤثر المخاوف المالية على صحتك؟
قد تشعر أحيانًا بالقلق وكأن كل شيء في رأسك، ولكن يمكن أن يظهر التوتر جسديًا بعدة طرق، حيث إنه يؤثر على كل نظام، بدءًا من ضربات القلب وحتى التنفس وأدمغتنا".
في حين أن القليل من التوتر يمكن أن يكون شيئًا جيدًا لأنه يحفزنا على اتخاذ الإجراءات ويحافظ على سلامتنا، إلا أنه قد يكون ضارًا على المدى الطويل.
وينتج عن الإجهاد العالي الاستجابة للقتال أو الهروب، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الكورتيزول والأدرينالين، وهذه الهرمونات لديها القدرة على قمع الجهاز الهضمي والجهاز المناعي والتناسلي وتزعج النوم بشكل كبير.
العلامات والأعراض
بعض العلامات التي تشير إلى أن ضغوط المال تؤثر على صحتك تكون أكثر وضوحًا من غيرها، حيث تشمل المؤشرات الرئيسية قلة النوم، والتهيج، وانخفاض الطاقة، والبكاء.
كما أن بعض الناس يفتقدون للشهية ولا يشربون كمية كافية من الماء، كما يمكن أن تحدث بعض المشكلات الأخرى مثل؛ الصداع النصفي، وآلام الظهر والعضلات، ومشاكل الجهاز الهضمي، والأرق، وارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب.
اختيارات غير صحية
بالإضافة إلى الأعراض غير المرغوب فيها، يمكن أن يؤدي التوتر إلى الانخراط في سلوكيات غير صحية، فعلى سبيل المثال، الإفراط في تناول الطعام وتعاطي الكحول والمخدرات، بالإضافة إلى السلوكيات المستقرة مثل مشاهدة التلفزيون والألعاب يمكن أن تؤدي إلى تدهور صحة الشخص وموارده المالية.
إن تناول الوجبات السريعة مقابل جرعة الدوبامين أو المزيد من القهوة لمواجهة الليالي التي لا تنام، مع عدم وجود طاقة كافية لممارسة الرياضة، يمكن أن يخلق حلقة مفرغة، فالنظام الغذائي السيئ يؤدي إلى الخمول البدني ويخلق ظروفًا نفسية معاكسة نتيجة لذلك، مثل القلق والاكتئاب، فالمشكلات الجسدية مثل السمنة والسكري وأمراض القلب تزيد جميعها من المخاطر نتيجة سوء التغذية وقلة التمارين الرياضية وسوء الصحة العقلية.
إدارة الإجهاد
ولإعادة صحتك إلى المسار الصحيح، يقول خبراؤنا إنها حالة تتعلق بمعالجة أعراض التوتر، بالإضافة إلى السبب، مع كون الوعي هو الخطوة الأولى، فمن الضروري الانتباه إلى جسدك وملاحظة متى تشعر بتأثير التوتر، وهنا يمكن أن تكون التمارين فعالة للغاية في التخلص من التوتر، ولا يجب أن تكون شاقة.
فوجود هرمون السيروتونين بشكل طبيعي يتيح لنا وضوح الفكر، والمزيد من الطاقة والدافع لمواجهة تحديات الحياة، كما أن المشي البسيط في الهواء النقي يسمح للعقل بإبطاء طنينه المستمر ويوفر إطلاقًا خفيفًا للإندورفين؛ لتقليل القلق وتشجيع العمل.
