رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يكتب: الرد العلمي على حامد عبد الصمد ومحمد المسيح حول حقيقة سورة الفتح والفتح المبين

النبأ

يعد موضوع هذا المقال من الموضوعات الجديدة التي تسير في نفس التيار الاستشراقي الجديد في الغرب
الأوروبي وامريكا وتلامذتهم وانصارهم وأتباعهم ومريدهم من الشرقيين وعلى ذلك فهي تضاف إلى ماسبق من
موضوعات الهدف منها صناعة تاريخ بديل للاسلام المبكر  ومن ثم التشكيك في الروايات أو السرديات الإسلامية على إعتبار أن أقدمها  وهو سيرة ابن اسحاق  المتوفي151هجرية قد كتبت بأمر ابوجعفر المنصور  الخليفة العباسي الثاني136_158هجرية؛ ولا توجد أدلة أثرية مادية من وجهة نظرهم القاصرة. من جهة ثانية كما أن هذه الأدلة  المادية من العملات والنقوش والابنية قد فسرت بما يخدم توجهاتهم اي في الاتجاه المعاكس أو المغاير اي ضد الإسلام وليست معه أو في صفه من جهة ثالثة؛ ومن جهة رابعة يشككون في القران نفسه وتفسير آياته تفسيرا اراميا سريانيارعلي إن هذا التفسير قراءة جديدة لما صعب أو أشكل  على المفسرين لان الكلام كله غير عربي؛ أو تأويل بعض التفاسير بمايبعدها  عن حقيقتها وعن الواقع التاريخ وعن ان القرآن قد نقل بالتواتر قبل التدوين؛ وان القرآن يجب أن يرتب ويدرس وفق نزول آياته وليس وفق الترتيب النهائي  لسوره واياته.  وموضوع اليوم يناقش تلك الفتوى  غير المسبوقة حول سورة الفتح  وهي  السورة رقم 48 من سور القرأن الكريم وعددأياتها 29 أية شريفة؛؛  وفحوي هذه الفتوى إن هذه السورة لاعلاقة لها بصلح الحديبية عام 6 هجرية بين المسلمين ومشركي قريش؛ وإنما هي بين المسلمين وحلفائهم اليهود  والروم ( الدولة البزنطية) عام634م إعتمادا على ماذكره  المؤرخ الارميني سيبيوس والذي ذكر اسم محمد وهو مايعني إن الرسول صلى الله عليه وسلم  كان حيا عام 634م ولم يمت 632م كما هو ثابت ومعروف ؛  اماإذا كان الرسول قد مات 632م كما هو ثابت ومعروف عند المسلمين؛ فإن ذلك يؤكد من وجهة نظرهم ان القرآن ليس كلام الله المنزل وإنه عمل بشري وان آيات هذه السورة أضيفت بعد وفاة النبي؛ وعلى ذلك فإنه على ضوء هذه الفتوى يتم الغاء كل ماترتب على صلح الحديبية من نتائج عظيمة للاسلام ومن أبرزها رسائل الرسول للحكام والملوك المعاصرين له ومنهم كسرى  الفرس وهرقل الروم والمقوقس والنجاشي  وغيرهم؛ ومن أبرز المروجين لتلك الفتوى  من الشرقيين حامد عبد الصمد (مصري) ومحمد المسيح (فاسي مغربي) ولا تقتصر  الغرائب والعجائب  على هذه الفتوى فحسب؛ بل نجدهاايضافي  تفسيرات ما أنزل بها الله من سلطان ولم يسبق إليها ولاينطبق عليه سوي قول القائل ( قبل العلم رأس الجهل وإنصرف)؛ وتتعلق هذه التفسيرات ب( المخلفين من الإعراب) و( إن الذين يبايعو نك  تحت الشجرة)  و وهو الذي كف ايديهم عنكم أيديكم  عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم  عليهم) مع  ان هذه السورة باياتها واضحة وضوح الشمس لكل لبيب ولكل مؤمن وكذلك وعد الله بالفتح القريب والمغانم الكثيرة
(وأثابهم فتحا قريبا  ومغانم كثيرة)؛ وهناك سؤال مهم لهؤلاء الجهلة الاغبياء في العلم  إذا كانت  هذه السورة
تتعلق   بالمعركة  بين المسلمين  والروم كما أفتوا فهل الروم هم الكفار الذين صدوا المسلمين عن المسجد الحرام بدلالة قوله سبحانه وتعالي( هم الذين كفروا وصدوكم  عن المسجد الحرام والهدى) وبالتالي ما هي علاقة الروم وهم من اهل الكتاب؛ بالمسجد الحرام وتأدية العمرة؛؛؛  واخيرا البشارة بفتح مكة( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم مالم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا) اي فتح  مكةعام8 هجرية؛  فيا  ايها المستشرقون الجدد واعوانكم  كحامد عبد الصمد ومحمد المسيح ورشيد  ايلال ورشيد حمامي  وكريستوف لوكسنبرج  ووفاء سلطان وهالة وردي وذكريا اوزون وسامي الديب
ويوسف زيدان وإسلام بحيري وغيرهم من الملحدين  واللا دينيين  والعقلانيين وأصحاب الفكر الحر ومن يروج لهم عبر وسائل الاعلام من خلال إستضافتهم  مثل  ابراهيم  عيسى  إنكم  مهما حاولتم لم ولن تستطيعوا صناعة تاريخ بديل للاسلام المبكر قبل عام132هجرية/750م.

بقلم: الدكتور محمد حمزة  أستاذ الحضارة الإسلامية وعميد آثار القاهرة سابقا