رخص وانحدار على مائدة رمضان.. برامج فضائح المشاهير تغضب الجمهور
رخص وانحدار أخلاقي، فضائح بالجملة وكشف للمستور، تصنع واستخاف بالعقول، سعيًا خلف التريندات الرخيصة على حساب حيوات المشاهير الشخصية، هذه الكلمات تصف ما أطلق عليه السواد الأعظم من الجمهور برامج فضائح المشاهير، لاسيَّما وأن مقدموها يعملون على صناعة التريندات لجلب المزيد من المشاهدات، بالتسخين والتوقيع بين ضيوفهم وآخرين من المشاهير، تارة باستغلالهم جهل الضيوف مثلما فعلت بسمة وهبة مقدمة برنامج «العرافة» مع سعد الصغير، وأخرى بالاتفاق مع الضيوف على «تمثيلة» استخفافًا بعقل المشاهد، مثلما حدث في حلقة مغني المهرجانات حسن شاكوش وزوجته، ووسائل أخرى سار عليها كل مقدمي هذا النوع من البرامج، فكيف يرى الجمهور تلك البرامج؟ وماذا عن ردود فعله بشأنها؟
برامج فضائح المشاهير تغضب الجمهور
اتسعت دائرة البرامج الحوارية الساخنة هذا الموسم الرمضاني، وبلغ عدد5 برامج، تتنافس جميعها على الوصول إلى أعلى مستوى من تسلية الناس، متخذين الوقيعة بين الضيوف ومعارفهم وزملائهم، والانحطاط بمستوى الأسئلة المطروحة على الضيف لـ«تسخين» الحلقة.
يتربع برنامج «العرافة» للإعلامية بسمة وهبة عرش القائمة السوداء لـ«برامج الفضائح»، والذي لم تخلٌ حلقة واحدة منه من تيمة الأسئلة المنحطة، أو تصنع بعض المواقف للوصول إلى التريند، مثلما حدث في أحدث حلقات البرنامج مع المطرب محمد فؤاد، بعدما أظهرت مقدمة البرنامج تفاعلها مع الأخيرخلال غنائه أغنية «طمني عيك»، وتركت الاستديو، الأمر الذي دفع الجمهور باتهامها بالتصنع و«الأفورة».
الأمر ذاته ينطبق على نظيراتها من مقدمي برامج شبيهة، مثل «حبر سري» لـ أسما إبراهيم، و«أنا والقناع» تقديم منى عبدالوهاب، و«vip» لـ أميرة بدر، و«استجواب» لـ نور الدين عصام.
التهزيق تيمة برامج فضائح المشاهير
بات لسان حال الجمهور الرافض لهذا النوع من البرامج، يردد ملعون المال الذي يدفع مقدمي البرامج والضيوف إلى «تهزيق» أصدقائهم ومعارفهم وأنفسهم، وملعون الإعلام القائم على الفضائح، لاسيَّما بعد تحول الإعلاميات إلى خرابات بيوت.
«البحث عن فضيحة» لم يعد اسم فيلم، ولكنه منهجية لبرامج المذيعات «خرابات البيوت»، القائمة على البحث عن أسرار الضيف وفضحه وتهزيقه، وفقًا لـ سميرة موسى.
البرامج القائمة على الفضائح والنميمة وكشف المستور على الشاشات أمام الملايين، مثل «العرافة» و«حبر سري»، لا تمت للأخلاف بصلة، وكان أولى من فضح الناس خلال الشهر الكريم، نشر الوعي الديني والأخلاق الكريمة بين الناس، وفقًا لما تراه وفاء محمد.
ترقب الناس واهتمامها بهذه النوعية من البرامج، سببًا في تكاثرها وتفشيها، ومن الأولى مقاطعتها حتى لا يصل مقدموها إلى أغراضهم التي تتمثل في نسب مشاهدة عالية، حسب أحمد المقدم، الذي أن الشهرة التي بلغها مقدمي تلك البرامج لم يكونوا يحلمون بها.
الستينات كانت بدايات هذا النوع من البرامج، والتي اتخذت الطابع الاجتماعي، لتقريب النجوم -خصوصًا الدرجة الأولى- من جماهيرهم، ولكن مؤخرًا توغلت نسخة مشوهة منها، قائمة على الفضائح وحسب، واستضافة فناني الرجة الثالثة والترسو، لاسيَّما الذين تنحصر إنجازاتهم على «خناقات» وزيجات متعددة، وفضائح لا حصر لها، للهسًا وراء المشاهدات العالية، وفقًا للناقدة عزة هيكل.
وتؤكد «هيكل»، أن النجاح لا يتم رصده عن طريق المشاهدات، لاسيّّما وأنه ليس لدينا مرصد إعلامي، وعليه فهذه البرامج ليست ناجحة، ولا تتعدى كونها مجرد تسلية رخيصة.