رئيس التحرير
خالد مهران

بمشاركة السعودية.. ماذا تعني محادثات السلام في اليمن؟

اليمن
اليمن

أثار التقارب المفاجئ بين السعودية وإيران، اللتين أشعل تنافسهما حرب اليمن، بصيص أمل في تحقيق انفراجة في حل واحدة من أسوأ أزمات العالم.

بعد ثماني سنوات من الحرب الأهلية الطاحنة في اليمن، حيث مات مئات الآلاف من الأشخاص بسبب العنف والجوع، وأثارت جولة جديدة من المحادثات هذا الأسبوع بصيص أمل في تحقيق انفراجة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

والفرق بين هذه المفاوضات وتلك التي جرت في السنوات الماضية ليس في ساحة المعركة، ويخشى بعض المحللين من أن المحادثات قد تؤدي ببساطة إلى مرحلة مختلفة من الصراع المعقد، وبدلًا من ذلك، فإن العامل الذي يلفت الانتباه هو التقارب المفاجئ الشهر الماضي بين قوتين إقليميتين، السعودية وإيران.

لسنوات، غذى الخصمان صراعًا بالوكالة أدى إلى تفاقم الحرب، مما أدى إلى مقتل أكثر من 350 ألف شخص، كثير منهم بسبب الجوع، في ما كان بالفعل أفقر دولة في المنطقة، لكن المحادثات الأخيرة بين إيران والسعودية خلقت تفاؤلًا.

وظل القتال في اليمن هادئًا نسبيًا في الأشهر الأخيرة، على الرغم من انقضاء الهدنة في أكتوبر الماضي، وانخرط الطرفان في محادثات سلام بوساطة عمان المجاورة، لكن تلك الاجتماعات استمرت دون نهاية واضحة تلوح في الأفق حتى هذا الشهر.

تفاصيل المحادثات

تجمع المفاوضات في العاصمة اليمنية، صنعاء، بين المملكة العربية السعودية، التي تقود تحالفًا عسكريًا تدخل في اليمن في عام 2015 والحوثيين، المتمردون المدعومون من إيران والذين يسيطرون على العاصمة والشمال الغربي لليمن.

بدأ الصراع عندما اجتاح مقاتلو الحوثي شمال اليمن إلى صنعاء في عام 2014، مما أدى إلى نزوح الحكومة المعترف بها دوليًا، وتدخل التحالف الذي تقوده السعودية في عام 2015 في محاولة لإعادة تلك الحكومة، حيث شن حملة قصف مدمرة استمرت سنوات.

نشرت وكالة الأنباء السعودية التي يديرها الحوثيون، الأحد، صورًا لوفدين عماني وسعودي يلتقيان بمهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين.

وكتب محمد البخيتي، المسؤول الحوثي، على تويتر يوم الأحد "من الواضح أن أجواء السلام تخيم على المنطقة، مما يشجع التفاؤل والأمل".

وقال أحمد ناجي، محلل اليمن البارز في مجموعة الأزمات الدولية إن وفودًا سعودية زارت صنعاء من قبل، لكن مع اتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية، فهناك زخم جديد في المنطقة.

وقال سفير المملكة العربية السعودية في اليمن، محمد الجابر، على تويتر، إنه جاء إلى صنعاء لإجراء مناقشات "لتثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار" و"استكشاف سبل الحوار" التي يمكن أن تصل إلى حل سياسي شامل للبلاد.

أهداف المفاوضات

الأهداف الفورية أساسية، حيث يسعى المفاوضون لإعادة الهدنة والانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من اليمن، ويريد المفاوضون أيضًا تمهيد الطريق لمحادثات أوسع لحل الصراع السياسي متعدد الأوجه في اليمن وإصلاح الاقتصاد المدمر.

من المرجح أن تتضمن الاتفاقية إقناع المملكة العربية السعودية بالحكومة اليمنية المتحالفة معها؛ لتسهيل دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية اليمنيين، الذين ظلوا دون تعويض لسنوات، وغالبًا ما يكونون المعيل الرئيسي لأسرهم.

ومن شأن ذلك أن يرفع العبء على وكالات الإغاثة الإنسانية، التي تكافح من أجل خدمة ملايين اليمنيين الجوعى الذين هم في أمس الحاجة إلى الغذاء.

ويمكن أن يفتح الاتفاق أيضًا المزيد من الرحلات الجوية من مطار صنعاء، مما يسمح لآلاف الأشخاص بالسفر للعلاج الطبي المنقذ للحياة، ورفع القيود المفروضة على الموانئ، وتوفير المزيد من السلع الأساسية وتخفيف التضخم. 

وتعد حرب اليمن أعمق من القتال بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين، ومع ذلك، فإن الصفقة بين الجماعتين ستمنح شرعية الحوثيين حتمًا.

وقالت الدوسري: "الحوثيون لن يتخلوا عن طموحهم في حكم اليمن كله"، و"بمجرد خروج السعوديين، سيتوسع الحوثيون عسكريا لإعادة تأكيد ما يرون أنه حقهم في ممارسة السيطرة على البلاد".

لماذا الانفراج بين السعودية وإيران مهم؟

على الرغم من أن الحرب تنطوي على أكثر من مجرد صراع بالوكالة، إلا أن التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران - التي اتُهمت مرارًا وتكرارًا بتزويد الحوثيين بالأسلحة - لعبت دورًا رئيسيًا في تلك الحرب.

ومن جانبهم فالمسؤولون السعوديون حريصون على إنهاء تورطهم العسكري في اليمن، والذي كان مكلفًا ومضرًا بسمعة المملكة الدولية. علاوة على ذلك، تسببت الضربات الصاروخية والطائرات دون طيار التي شنها الحوثيون على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية في مقتل العشرات من المدنيين وتدمير البنية التحتية، كما ألقى الصراع بظلاله على جهود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان؛ لتغيير اقتصاد المملكة.