الأزمة السودانية.. تداعيات خطيرة على مصر ودول الجوار
حذر عدد من الخبراء والمنظمات الدولية من تداعيات خطيرة على مصر ودول جوار السودان لما يحدث من صراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
حيث قال المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، جانيز ليناركيتش إن خطر انتشار الأزمة السودانية إلى الدول المجاورة في المنطقة غير مستبعد.
وأضاف جانيز ليناركيتش إن "خطر انتشار الأزمة إلى الدول المجاورة في المنطقة خطر حقيقي".
وأضاف المفوض الأوربي، هناك دول "هشة للغاية" من بين الدول المجاورة للسودان، وبالتالي فإن عواقب تصعيد الصراع ستكون "كارثية".
كما شدد المفوض الأوروبي على أن المصالحة بين الطرفين المتعارضين في السودان يجب أن تكون على رأس الأولويات.
في سياق متصل، حذر برنامج الغذاء العالمي من أن العنف الدائر في السودان يمكن أن يسبب أزمة إنسانية في منطقة شرق إفريقيا بأكملها.
وقال مارتين فريك، مدير المنظمة في ألمانيا، "ثلث تعداد سكان السودان كان يتضور جوعا بالفعل قبل اندلاع الاشتباكات، الآن هناك نقص في كل شيء كما ارتفعت أسعار الغذاء بصورة كبيرة". كما تم تسجيل زيادات مماثلة في الأسعار في تشاد وجنوب السودان. وقد استقبلت الدولتان الآلاف من اللاجئين منذ بدء الفتال في السودان منذ أسبوعين.
وحذرت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، في أحدث تقاريرها، من أن امتداد الازمة في السودان للبلدان المجاورة وفي ضوء تدهور البيئة الأمنية، من شأنه زيادة المخاوف بخصوص تفاقم أزمة القروض المتعثرة لدى بنوك التنمية التي تركز على تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا ومصر".
وحذر عماد الدين حسين، الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة الشروق، من أن مصر ربما تكون الدولة الأكثر تضررا من هذا الصراع خصوصا إذا استمر وتوسع بحكم العلاقات الكبيرة والمتشعبة والتاريخية بين البلدين، مشيرا إلى أن هذا الموضوع يحتاج اهتماما وبحثا وتنقيبا شاملا عن كل تفاصيله واحتمالاته من كل المسئولين والخبراء وذوى الشأن حتى نستطيع مواجهته وتحييد آثاره أو على الأقل تقليل أضراره إلى أدنى مستوى ممكن.
من جهته يقول الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب، رئيس تحرير مجلة أحوال مصرية ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ملف اللاجئين السودانيين إلى مصر سيكون ضاغطا على الحكومة خاصة على الصعيد الاقتصادي إذا ما شهدنا موجة لجوء كبيرة.
وأضاف ان اللاجئين يحتاجون إلى مستلزمات رئيسية كاملة وهذا يترتب عليه مجموعة من الإجراءات التنظيمية، مشيرا إلى أن التوقعات تؤكد أن اللجوء نحو مصر سيكون كبيرا أكثر من أي دولة أخرى خاصة أن هناك ترحيب كبير من المصريين بهؤلاء اللاجئين إضافة إلى وجود نحو 5 ملايين سوداني في مصر.