عودة سوريا للجامعة العربية.. انقسام حاد في موقف الدول الكبرى
قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لن تطبع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد وستظل عقوباتها على سوريا سارية المفعول.
وانتقدت الولايات المتحدة، قرار عودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، قائلة: إن دمشق لا تستحق هذه الخطوة، كما شككت في رغبة الرئيس السوري بشار الأسد في حل الأزمة ببلاده.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تعتقد، مع ذلك، بأن الشركاء العرب يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع الأسد للضغط من أجل حل الأزمة السورية، التي طال أمدها، وأن واشنطن تتفق مع حلفائها على "الأهداف النهائية" لهذا القرار.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوربي، بيتر ستانو، إلى أن الاتحاد يتمسك بعدم التطبيع مع سوريا، وعدم رفع العقوبات ضدها، أو المشاركة في إعادة إعمارها دون تغيير سياسي، مشيرا إلى أن دول الاتحاد ستبحث هذا الأسبوع تداعيات قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وتابع قائلا إن الاتحاد سجل موقف جامعة الدول العربية تجاه سوريا، وبدأ مشاورات مع الشركاء في المنطقة حول تداعياته.
واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن استئناف مشاركة سوريا في نشاط جامعة الدول العربية، سيسهم بتحسين الأجواء المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، وتجاوز تداعيات الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن.
وقالت زاخاروفا في بيان نشر على موقع الخارجية الروسية: «ترحب موسكو بهذه الخطوة التي طال انتظارها، وكانت نتيجة منطقية لعملية إعادة سوريا إلى أحضان الأسرة العربية»، مشيرا إلى أن موسكو كانت على اتصال دائم بالعواصم العربية، ودعتها باستمرار لاستئناف علاقاتها مع دمشق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين إن «الصين ترحب بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وتهنئها»، معربا عن اعتقاده بأن «عودة سوريا إلى الجامعة ستساعد الدول العربية على تعزيز وحدتها وتحسين نفسها، وتسريع التنمية وإعادة الإعمار في العالم العربي».
ورحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بنجاح سوريا في استعادة مقعدها في جامعة الدول العربية وهنأ حكومة وشعب سوريا على هذا النجاح، مشيرا إلى أن «حل الخلافات بين الدول الإسلامية والتقارب والتآزر بينها له نتائج إيجابية في الاستقرار وإرساء السلام الشامل، كما أنه يوفر الأرضية لتقليل التدخلات الأجنبية الهادفة للربح في القضايا الإقليمية، مؤكدًا أن إيران ترحب بهذا النهج».
وكانت جامعة الدول العربية قد أعلنت بداية هذا الأسبوع في بيان رسمي، أنها اتخذت قرارًا باستعادة سوريا عضويتها واستئناف مشاركتها في اجتماعات مجلس الجامعة، اعتبارًا من الأحد.
وقالت إنها قررت "استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات الجامعة، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارًا من 7 مايو 2023".
كما دعت إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج حول حل الأزمة وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 بمواصلة الجهود التي تتيح توصيل المساعدات الإنسانية لكل المحتاجين في سوريا.
وطالبت أيضًا بتشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام، لمتابعة تنفيذ اتفاق عمان والاستمرار بالحوار المباشر مع دمشق للتوصل لحل شامل للأزمة يعالج جميع تبعاتها.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بعد عودة سوريا إلى الجامعة إن الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه المشاركة في قمة الجامعة هذا الشهر "إذا ما رغب".
وردا على سؤال حول إمكانية مشاركة الأسد في القمة المقرر عقدها في السعودية، قال أبو الغيط في مؤتمر صحفي في القاهرة "عندما تُوجه الدعوة من قبل دولة الضيافة المملكة العربية السعودية، وإذا رغب أن يشارك فسوف يشارك". وإنه "بدءا من صباح غد الاثنين، لسوريا الحق في المشاركة في كل الاجتماعات".
وقال أبو الغيط، إن خطوة إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية هي بداية لعملية لحل الأزمة في سوريا، والتي ستكون "تدريجية"، مشددا على أن القرار لا يعني استئناف العلاقات بين الدول العربية وسوريا لأن الأمر متروك لكل دولة لتقرير ذلك وفق رؤيتها.