إيطاليا تسعى لخلق مستعمرة جديدة في ليبيا
لطالما كان التدخل الخارجي السافر في الشأن الداخلي الليبي سببًا في استمرار حالة الفوضى السياسية والتدهور الامني والاقتصادي في البلاد، وهو الهدف الرئيسي الذي على اساسه شن حلف شمال الاطلسي هجماته الجوية على الاراضي الليبية والتي ادت إلى اسقاط نظام حكم الرئيس معمر القذافي عام ٢٠١١.
التدخل الخارجي لم يتوقف عند ذلك بل استمر حتى يومنا هذا، ومع مرور الوقت تتزايد اكاذيب الغرب لدرجة انهم بدؤوا ينسون ما يقولونه واصبحت التصريحات مُتضاربة، وهو ما كان واضحًا وضوح الشمس خلال تصريحات وزير الخارجية الايطالي انطوني تاجاني حول بخصوص إفريقيا وليبيا على وجه الخصوص.
فخلال لقاء صحيفة "أفينيري" مع وزير الخارجية الايطالية، قال الاخير ان التدخلات الخارجية في ليبيا وغيرها من الدول أدت لتدهور الامن والاستقرار بها. تصريح يُعتبر إعتراف واضح من احد المسؤولين بدول الغرب بأن تدخلها في الشان الليبي هو سبب معاناة الشعب الليبي.
تاجاني خلال اللقاء الصحفي كشف ان تدخل دول الغرب في ليبيا وغيرها من دول العالم ليس بهدف تحقيق مطالب الشعب من عيش حياة كريمة والاستفادة من خيرات اراضيهم وتشكيل حكومة ديمقراطية واختيار رئيس الدولة بصورة حرة ونزيهة، بل سببها الخوف من التوسع الصيني والروسي في بعض الدول وفق اتفاقيات تجارية وعسكرية وغيرها، وهو ما لايخدم مصالح اوروبا.
حيث قال في هذا السياق: " من المعروف أن الوجود المتزايد للصين، أضحى منذ بعض الوقت، أحد اللاعبين الاقتصاديين الرئيسيين في قارة إفريقيا كما دخلت روسيا الميدان منذ فترة طويلة، وهي جهة فاعلة تلعب دورًا على أساس استراتيجية سياسية عسكرية. لا تتوافق مصالح الدولتين دائمًا، لكن من المؤكد أنهما غالبًا ما تعارضان المصالح الغربية، الأمر الذي يدفع الأتحاد الاوروبي للإنخراط بشكل أكبر في القارة".
وأسمى أنطونيو تاجاني التدخل الغربي السافر في الشأن الليبي بالشراكة وقال أن إيطاليا تسعى لإنشاء شراكات قوية وتطلعية مع دول إفريقيا كونها في السنوات القادمة ستصبح القارة الأكثر إكتظاظًا بالسكان وأصغرها شبابًا، وستكون بشكل متزايد مركز ديناميكيات متعددة ومُعقدة، مع تداعيات لا يمكن إنكارها على إيطاليا وما حولها من دول أوروبا.
الجدير بالذكر أن إيطاليا بدأت بالفعل بتنفيذ خططها في ليبيا، وبالأخص في الجنوب، حيث وقعت منظمة آرا باتشي الإيطالية، إتفاقية مع حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية، بحضور عميد بلدية أوباري، أحمد ماتكو، لدمج الشكان المحليين ومجتمعات المهاجرين في المنطقة من خلال فتح مكاتب ومناطق مخصصة لتوفير الخدمات التعليمية والتدريب المهني ومشاريع مدرة للدخل وأخيرًا تدنيس المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين في ليبيا.
الخبير في الشأن السياسي الليبي، أحمد المتولي، قال أن تصريحات وزير الخارجية الإيطالي وتحركات بلده في الداخل الليبي هو محاولة واضحة وصريحة لتغير ديموغرافية ليبيا وخلق دولة داخل الدولة قابعة تحت السيطرة الأوروبية تُحقق أهداف وأجندات دول الغرب وتكون بوابة مفتوحة لخلق الصراعات في ليبيا ودول الجوار وهو أمر مرفوض رفضًا باتًا.