اللواء وائل ربيع في حوار لـ«النبأ»: أؤيد تطبيع العلاقات بين مصر وإيران.. والمثليين والملحدين أسوأ من الشيعة
الدور المصري في الأزمة السودانية ذكي جدا
القاهرة لن تتدخل عسكريا في الملف السوداني
الحديث عن توطين الفلسطينيين في سيناء مرفوض شكلا ومضمونا
إعادة «تيران وصنافير» للسعودية كان من باب «إرجاع الحق لأصحابه»
أين جامعة الدول العربية مما يحدث في السودان؟
هل ينتظر العرب من إسرائيل لتحل لهم مشاكلهم؟
مواجهة المد الشيعي لا يكون بمقاطعة طهران
مصر لن تترك الدول العربية لقمة سائغة لأي قوى خارجية
مصر لا تتدخل في شئون الدول ولا تسمح لأحد بالتدخل في شئونها
العرب ليس لديهم مشروع مثل إيران وتركيا وإسرائيل
على المصريين أن يدركوا المؤامرات التي تحاك ضد بلدهم
أجهزة المخابرات أصبحت مسئولة عن ملفات سياسية تمس الأمن القومي
الوساطة الإسرائيلية لحل الأزمة السودانية «قاس على النفس»
إسرائيل تعمل ضد المصالح المصرية وتدعم إثيوبيا في ملف سد النهضة
اتفاقيات التطبيع التي تبرمها بعض الدول العربية مع إسرائيل «سخيفة»
العلاقة بين مصر وإسرائيل ينطبق عليها مقولة «اللي في القلب في القلب»
تنمية سيناء قمة الذكاء والتخطيط الاستراتيجي من القيادة السياسية
معاهدة السلام مع إسرائيل لا تمنع مصر من تنمية سيناء
مصر تعمل على إفشال مخطط فصل سيناء عن الوطن الأم
الكم الخيالي التي تحصل عليه أجهزة المخابرات من المعلومات «مشكلة»
أكاديمية ناصر العسكرية أصبحت تلعب دورا توعويا لمواجهة الفكر المتطرف في عهد الرئيس السيسي
أجهزة المخابرات أصبحت تعتمد على السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي للحصول على المعلومات وتجنيد العملاء والجواسيس
لهذه الأسباب.. سيصبح من المستحيل إقامة دولة فلسطينية
صفقة القرن يتم تنفيذها على أرض الواقع
قال اللواء وائل عبد الحكيم ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة والقيادي السابق بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أنه يؤيد عودة العلاقات بين مصر وإيران إذا رأت القيادة السياسية أن ذلك يصب في صالح مصر، مشيرا إلى أن دور مصر في الأزمة السودانية ذكي جدا، مؤكدا أن مصر لن تتدخل عسكريا في الملف السوداني.
وأضاف «ربيع»، في حواره لـ«النبأ»، أنه سيصبح من المستحيل إقامة دولة فلسطينية في المستقبل في ظل سياسة الاستيطان الإسرائيلية، مؤكدا على أن صفقة القرن يتم تنفيذها على أرض الواقع، مشددا على أن مصر لن تترك الدول العربية لقمة سائغة لأي قوى خارجية، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يضع مصر فوق كل شئ وأن تعمير وتنمية سيناء سوف يقضى على الإرهاب وعلى أي مخططات تسعى لفصل سيناء عن الوطن الأم، مشددا على أن الحديث عن توطين الفلسطينيين في سيناء مرفوض شكلا ومضمونا، وأن إعادة جزيرتي تيران وصنافير للسعودية كان من باب «إرجاع الحق لأصحابه».. وإلى تفاصيل الحوار
في البداية ما هو تعليقكم على ما يحدث في السودان وتأثيره على الأمن القومي المصري؟
في البداية لا بد من التأكيد على أن السودان هو العمق الاستراتيجي لجمهورية مصر العربية، وبالتالي ما يحدث في السودان من توتر عسكري وقتال داخلي يؤثر على الأمن القومي المصري، وخاصة الأمن المائي، وأمن البحر الأحمر، لا سيما من ناحية قناة السويس وباب المندب، وبالتالي هناك تشابكات كثيرة في العلاقات بين مصر والسودان، لذلك اتمنى الأ يصل الأمر إلى حرب أهلية، وخاصة أن هناك أطرافا إقليمة ودولية مؤيدة لحميدتي، وهذا يثير الكثير من علامات الاستفهام، لأن ما يقوم به حميدتي هو انقلاب على النظام السياسي في السودان.
ما هو تقييمكم للدور المصري في الملف السوداني؟
الدور المصري ذكي جدا، فرغم أن مصر لا تنحاز لأي طرف في هذه الأزمة، إلا أن هناك قناعة مصرية على أن الجيش السوداني بقيادة البرهان هو الأساس في الدولة، لأن الجيش هو الذي يحافظ على وحدة الدولة واستقرارها، أما قوات الدعم السريع فهي مجرد ميليشيات وعصابات، والجهود المصرية تقوم على عدم تقسيم السودان والحفاظ على وحدته، لذلك مصر طرف أساسي في كل المبادرات التي يتم طرحها من جانب القوى الدولية والإقليمية، لأن تقسيم السودان أو تقسيم أي دولة عربية ليس من مصلحة مصر، لذلك مصر لاعب رئيسي في كل الملفات العربية، حتى الملف السوري ليس بعيدة عنه.
هل تدخل مصر عسكريا في الملف السوداني وارد؟
استبعد هذا السيناريو، لا سيما وأن سياسة مصر منذ فترة طويلة قائمة على عدم التدخل عسكريا في أي شأن داخلي عربي، ودائما تعتبر أي خلاف عربي هو شأن داخلي.
ما هو تقييمكم للموقف العربي من الأزمة في السودان؟
هناك بعض الدول العربية لها مصالح مع حميدتي وتدعمه، لكن مجمل الموقف العربي مع وحدة السودان وعدم تقسيمه، رغم تضارب المصالح بين الدول العربية في هذا الملف، لكن هذا التعارض في المصالح لا يصل إلى حد السماح بتقسيم السودان.
ما هو تقييمكم لموقف جامعة الدول العربية من الأزمة في السودان؟
ما زال موقف جامعة الدول العربية مقتصرا على بيانات الشجب والاستنكار، كما يحدث في كل المشكلات العربية، لذلك نحن في حاجة إلى تفعيل الكثير من الاتفاقيات داخل الجامعة مثل، اتفاقية الدفاع العربي المشترك، واتفاقية السوق العربية المشتركة، وبالتالي جامعة الدول العربية ليس لها دور واضح في السودان ولا في أي مشكلة عربية، حتى وصل الأمر إلى إعلان إسرائيل عن استعدادها لاستضافة البرهان وحميدتي، إسرائيل وهى دول احتلال وتحتل دول عربية وتضرب غزة أعلنت عن استعدادها للوساطة بين البرهان وحميدتي لحل مشكلة السودان، أين جامعة الدول العربية من ذلك؟، وهل العرب ينتظرون إسرائيل لكي تحل لهم مشاكلهم؟، هذا موضوع قاسي على النفس.
مصر دائما تطالب بعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية.. لكن ألا تعتقد أن الموقف العربي المنقسم والمتشرذم مما يحدث في العالم العربي هو سبب التدخل الخارجي في الشئون الداخلية للدول العربية؟
طبعا، معظم المشاكل في الدول العربية أساسها خارجي، الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى فرض قيمها مثل حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق المثليين والديمقراطية بالقوة، دون مراعاة القيم التي تؤمن بها الشعوب الأخرى ومنها الشعوب العربية والإسلامية، والتي يتعارض الكثير منها مع الكثير من القيم الأمريكية، فمثلا حقوق المرأة في الإسلام لا يوجد لها مثيل في العالم، فالمرأة في الإسلام تحصل على كامل حقوقها، ولا علاقة للإسلام بما يحدث من تجاوزات ضد المرأة في الدول العربية والإسلامية، فكلها تصرفات فردية لا علاقة لها بالإسلام، والولايات المتحدة دائما تستخدم سياسة «فرق تسد»، وهي ترى أن أي تقارب يحدث بين الدول العربية أو بين الدول العربية وإيران ضد مصالحها ومصالح إسرائيل، لذلك هي وإسرائيل يعملان على إفشال التقارب الأخير الذي تم بين إيران والمملكة العربية السعودية، كذلك يعملان على إفشال عودة سوريا لجامعة الدول العربية.
ما هي الرسائل التي تريد توصيلها من كتابك الأخير«مستقبل القضية الفلسطينية في ظل الاستيطان الإسرائيلي وصفقة القرن»؟
أهم رسالة هي أنه في ظل سياسة الاستيطان الإسرائيلية الحالية سيكون شبه مستحيل إقامة دولة فلسطينية في المستقبل، لأن الاستيطان يعني الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين منها وإحلال اليهود بدلا منهم، وبالتالي حدوث تغيير ديموجرافي كبير لصالح الدولة اليهودية المزعومة أو الموعودة، لا سيما وأن الحكومات الإسرائيلية تسعى إلى تقنين المستوطنات.
تحدثت في الكتاب أيضا عن صفقة القرن..كيف تناولت هذه القضية؟
كل ما تفعله إسرائيل على أرض الواقع هو تطبيق لصفقة القرن، صفقة القرن تم صياغتها في تل أبيب، والموافقة عليها وطرحها من واشنطن، واطلقوا عليها «الخطة الأمريكية للسلام»، أمريكا وإسرائيل تحاولان تقنين ما تفعله تل أبيب على الأرض من استيطان وتغيير ديموغرافي وتهجير للفلسطينيين من أراضيهم، ونقل السفارة الأمريكية للقدس جزء من صفقة القرن ويعكس الدعم الأمريكي الكبير لتل أبيب، لذلك الدول العربية رفضت هذه الصفقة شكلا وموضوعا.
ماذا عن مزاعم توطين الفلسطينيين في سيناء التي يتم إثارتها كل فترة؟
هذا الكلام مرفوض شكلا ومضمونا، إسرائيل تريد تصدير المشكلة الفلسطينية لدول الجوار مثل مصر والأردن ولبنان، ترحيل الفلسطينيين خارج أراضيهم مناف للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بالكامل، والأرض التي تحتلها إسرائيل هي تاريخيا أراض فلسطينية، مصر ترفض هذا الطرح شكلا ومضمونا وترفض الحديث فيه من الأساس.
ماذا عن مصطلح السلام الاقتصادي التي تم تداوله الفترة الماضية؟
هو فكرة إسرائيلية، في البداية كانوا يقولون الأرض مقابل السلام، ثم السلام مقابل الأمن، والأن يقولون السلام مقابل الاقتصاد، من خلال إقامة شراكة اسرائيلية مع الدول العربية، وهذا يدخل في اطار ما يسمى مشروع دمج إسرائيل في المنطقة، من أجل أن يتم نسيان الأراضي الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين، لكن مبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية في القمة العربية ببيروت عام 2002 اشترطت إقامة دولة فلسطينية قبل التطبيع مع إسرائيل، وما يحدث الأن هو العكس، وهو قيام بعض الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل قبل إقامة الدولة الفلسطينية ونسوا ما يحدث في فلسطين، وأنا اعتبر اتفاقيات التطبيع التي تبرمها بعض الدول العربية مع إسرائيل أو ما يسمى باتفاقيات إبراهيم «كلام سخيف».
كيف ترى الحديث عن «الدين الإبراهيمي»؟
الدين عند الله الإسلام، وسيدنا إبراهيم عليه السلام كان مسلما، وإيمان المسلم لا يكتمل إلا بالإيمان بكل الأنبياء والرسل، وهذه حقائق ثابتة في الدين الإسلامي، اليهود دائما يفسدون الأديان الأخرى «الإسلام والمسيحية»، الكل يرفض ما يسمى بالدبن الإبراهيمي شكلا وموضوعا وعلى رأسهم الأزهر الشريف.
كيف ترى الدور الإسرائيلي في ملف سد النهضة الإثيوبي وما يتردد كل فترة عن وجود ضغوط من تل أبيب على مصر لتوصل مياه النيل لإسرائيل؟
نقل مياه النيل لإسرائيل بدا الحديث عنه في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وهذا يفسر التواجد الإسرائيلي المكثف على المستوى الاقتصادي والأمني في دول القرن الأقريقي، والمقصود من هذا التواجد هو الضغط على مصر اقتصاديا، إسرائيل زودت إثيوبيا بصواريخ دفاع جوي«سبايدر» الفاشلة بعد أن أقنعت إثيوبيا بأن مصر تريد ضرب السد، وهذا غير حقيقي وبعيد عن فكر القيادة السياسية، ومصر تريد حل هذا الموضوع عن طريق المفاوضات والحلول السياسية بعيدا عن الحلول العسكرية والأمنية.
كيف ترى العلاقات المصرية الإسرائيلية؟
لا أحد ينكر أن هناك معاهدة سلام وعلاقات دبلوماسية وسياسية بين مصر وإسرائيل، لكن في نفس الوقت إسرائيل تعمل ضد المصالح المصرية، مثل قيامها بدعم إثيوبيا عسكريا ضد مصر بزعم أن القاهرة تسعى لضرب سد النهضة، وبالتالي العلاقات السياسية والدبلوماسية بين مصر وإسرائيل شئ وما تفعله إسرائيل في الواقع والخفاء شئ أخر، يعني بالبلدي «اللي في القلب في القلب».
أنت أحد المدافعين عن سعودية جزيرتي تيران وصنافير.. كيف ترى التقارير التي تتحدث عن وجود خلافات بين السعودية ومصر حول تسليم الجزيرتين وما يتم تداوله من دور إسرائيلي في هذا الملف؟
حسب القانون والتاريخ والقياسات تيران وصنافير جزر سعودية كانت مصر تقوم بتأمينها فترة من الفترات، وبالتالي إعادتها للمملكة العربية السعودية كان من باب إرجاع الحق لأصحابه، والحديث عن وجود خلافات بين مصر والسعودية حول تسليم الجزيرتين هو مجرد كلام إعلامي ليس له أساس رسمي، يصدر من مصادر مجهولة غير موثوق بها، ويدخل في اطار الشائعات التي يتم نشرها عبر السوشبال ميديا، وحروب الجيلين الرابع والخامس، وبالتالي لا بد من الحصول على المعلومات من مصادر موثوق بها ومعروفة.
الفترة الأخيرة أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي ان سيناء أصبحت خالية من الإرهاب وأن هناك خطة ضخمة جدا لتعمير وتنمية سيناء وهناك مشاريع كبيرة وضخمة تم افتتاحها بالفعل.. كيف ترى ذلك؟
أولا لا يمكن القضاء على الإرهاب بنسبة 100%، الإرهاب شر، والخير والشر موجودان إلى يوم الدين، لكن نستطيع أن نقول أن مصر نجحت نجاحا منقطع النظير في اجتثاث الإرهاب من سيناء، ولكن ما زال هناك جيوب وخلايا نائمة، ولكن التنمية هي التي سوف تنهي على الإرهاب تماما في سيناء، وبالتالي فكر القيادة السياسية في تنمية سيناء وتنفيذ مشروعات ضخمة في شمال وجنوب سيناء قمة الذكاء وقمة التخطيط الاستراتيجي، لأن إهمال سيناء وعدم تنميتها العقود الماضية أدى إلى نمو الإرهاب وانتشار تجارة السلاح والمخدرات والبشر، وفي عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك لم يتم وضع طوبة واحدة في سيناء.
لكن كان يقال ساعتها أن معاهدة السلام مع إسرائيل تمنع تعمير سيناء وبالتالي المشكلة لم تكن في الرئيس محمد حسني مبارك؟
هذا غير حقيقي، لا يوجد بند واحد في اتفاقية السلام مع إسرائيل يمنع مصر من تعمير وتنمية سيناء، الرئيس السابق محمد حسني مبارك لم يكن مهتما بتعمير وتنمية سيناء، وهذا كان أحد عيوب السياسة في ذلك الوقت، والرئيس السيسي لم يهتم بتعمير وتنمية سيناء فحسب بل أنه يهتم بتنمية وتعمير كل أطراف الدولة مثل الصعيد، لأنه يدرك أن ترك الأطراف مهملة دون تنمية سيؤدي إلى نمو الإرهاب وظهور جماعات تطالب بالانفصال عن الدولة.
لكن هل تعتقد أن تعمير وتنمية سيناء من الممكن أن يقضي على مخططات فصل سيناء عن الوطن الأم وعلى رأسها الأطماع التاريخية والدينية لليهود وحلمهم في إقامة دولتهم المزعومة من النيل للفرات وكذلك حلم الجماعات الإرهابية في إقامة الولاية الإسلامية؟
مصر تدرك جيدا هذه المخططات، وتدرك أن مخطط إقامة دولة إسرائيل من النيل للفرات أو ما يسمى بالأرض الموعودة ثابت في العقيدة اليهودية، ومصر من خلال تنمية سيناء وتعميرها تعمل على افشال هذا المخطط الإسرائيلي وغيره من المخططات التي تسعى إلى فصل سيناء عن الوطن الأم.
هناك الكثير من المشاريع المتضاربة في الشرق الأوسط منها المشروع الإيراني بإعادة الامبراطورية الفارسية والحلم التركي باحياء الخلافة العثمانية وحلم إسرائيل في إقامة الدولة اليهودية من النيل للفرات.. وكل هذا المشاريع تقوم على السيطرة على الدول العربية ونهب ثرواتها.. كيف يواجه العرب كل هذه المشاريع؟
هذه مشاريع توسعية استعمارية، تقوم على نظرية اسمها «المجال الحيوي»، طبقها هتلر، وتعني توسع الدولة خارج حدودها، كل هذه المشاريع موجودة ويتم الحديث عنها من قبل مفكرين سياسيين في هذه الدول، لا يوجد مشروع عربي، هناك مشروع اسمه مصر، مصر لها حدود ومصالح مع الدول ولا تتدخل في شئون أحد ولا تسمح لأحد أن يتدخل في شئونها، مصر لا تعتدي على أحد ولا تسمح لأحد أن يعتدي عليها، مصر دولة لها مصالح تسعى للحفاظ عليها.
لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما يؤكد على دور مصر الثابت في الدفاع عن الأمن القومي العربي من خلال مقولته الشهيرة «مسافة السكة»؟
مقولة الرئيس السيسي «مسافة السكة»، المقصود بها تدخل مصر للدفاع عن أي دولة عربية تتعرض لاعتداء خارجي، وأن مصر لن تترك الدول العربية لقمة سائغة لأي قوى خارجية تريد أن تعتدي عليها.
ولا ننسى أيضا أن كل حدود مصر الأن ملتهبة ومشتعلة؟
على المصريين أن يكونوا مدركين أن الدولة المصرية تتعرض لمخاطر كثيرة في ظل حالة عدم الاستقرار التي تعيشها الدول العربية المحيطة بمصر مثل ليبيا والسودان وغزة وفلسطين، بالإضافة إلى المطامع الخارجية في غاز شرق المتوسط، وعدم الاستقرار في اليمن الذي يؤثر على الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب الذي يؤثر بدوره على الملاحة في قناة السويس، بالإضافة إلى أزمة سد النهضة الإثيوبي.
معروف أن جهاز المخابرات العامة المصرية من أقوى أجهزة المخابرات في العالم ودائما يتم عمل مقارنة بينه وبين الموساد الإسرائيلي..لماذا؟
هناك تنافس شديد بين أجهزة المخابرات في العالم، وكل هذه الأجهزة تعمل على الحفاظ على الأمن القومي للدول التابعة لها، وفي الفترة الأخيرة أصبح لأجهزة المخابرات دور سياسي، وفي الدبلوماسية الحديثة يقولون أن أجهزة المخابرات أسرع من المستوى السياسي، بالإضافة إلى أن علاقة رئيس الدولة بجهاز المخابرات العامة علاقة مباشرة، وهذا يساعد رئيس الدولة على سرعة اتخاذ القرار، لذلك نجد أن أجهزة المخابرات هي التي تتولى إدارة الملفات الساخنة بين الدول، وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي هو رئيس الموساد السابق، وبالتالي في الدبلوماسية الحديثة أصبحت أجهزة المخابرات مسئولة عن ملفات سياسية مهمة تمس الأمن القومي للدولة.
في ظل الثورة التكنولوجية والمعلوماتية وعصر السماوات المفتوحة والانترنت والسوشيال ميديا..هل حصول أجهزة المخابرات على المعلومات ما زال يعتمد بشكل أساسي على تجنيد العملاء والجواسيس أم أنه تغير؟
بالتأكيد تغير، فمعظم أجهزة المخابرات في العالم أصبحت تعتمد اليوم أكثر على السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي في الحصول على المعلومات، وخاصة الحصول على معلومات عن الشخصيات السياسية البارزة مثل المرشحين للرئاسة والمناصب السياسية الكبرى، وفي كل الأحوال لا يمكن التخلي عن العنصر البشري، والأن يتم تجنيد العملاء والجواسيس من خلال السوشيال ميديا، لكن أجهزة المخابرات في العالم تعاني من مشلكة كبيرة الأن وهي توافر الكم الكبير والخيالي من المعلومات، لا سيما وأن هناك كم كبير من هذه المعلومات غير صحيح ويدخل في اطار الشائعات، مما يدفع أجهزة المخابرات إلى فلترتها واستخرج المعلومات الصحيحة منها، ومن الممكن أن يتم اتخاذ قرارات على أساس معلومات مغلوطة وغير دقيقة أو غير صحيحة، وهناك معلومات خاطئة يتم تسريبها بشكل مقصود إلى أجهزة المخابرات من أجل اتخاذ قرارات خاطئة.
ما هو دور أكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا في مواجهة الفكر المتطرف وتنمية الوعي القومي؟
أكاديمية ناصر للدراسات العليا بدأت تلعب دورا توعويا بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال تنظيم دورات متخصصة في مختلف المجالات، التكنولوجيا والتفكير التحليلي والنقدي وصناعة القرار وإدارة الأزمات، لتنمية الوعي لكل فئات الشعب المصري من الشباب وطلبة الجامعات وحتى الوظائف العليا في الدولة، وتنمية الوعي هو حائط الصد الرئيسي لمواجهة الفكر المتطرف، لأن الفكر المتطرف ينمو ويترعرع في غياب الوعي، والرئيس السيسي دائما يتحدث عن معركة الوعي في ظل الكم الهائل من الشائعات والمعلومات المغلوطة والمضللة التي يتم اطلاقها ضد الدولة المصرية عبر وسائل الإعلام المعادية والسوشيال ميديا.
كيف ترى التقارير التي تتحدث عن وجود محادثات في العراق بين مصر وإيران على عودة العلاقات بعد الاتفاق التي تم بين السعودية وايران.. وهل كما يزعم البعض أن تطبيع العلاقات بين مصر وإيران كان مرهونا بتطبيع العلاقات بين إيران ودول الخليج وعلى رأسها السعودية؟
أولا الحديث عن أن ملف العلاقات المصرية الإيرانية مرهون بالعلاقات الإيرانية الخليجية غير صحيح، لكن بعيدا عن المخططات الايرانية والخلاف السني الشيعي فإن الاتفاق بين السعودية وإيران يصب في مصلحة الطرفين، وهو قرار ذكي جدا من السعودية بعيدا عن التوجهات الأمريكية، ومصر من مصلحتها تطبيع العلاقات مع إيران، ومصر دائما لا تعتدي على أحد ولا تسمح لأحد أن يعتدي عليها، وبالتالي إذا كانت القيادة السياسية ترى أن تطبيع العلاقات مع إيران سيكون لصالح الأمن القومي المصري فلتفعل، السعودية فعلت ذلك لأنها رأت أن القرار يصب في مصلحة الأمن القومي السعودي.
لكن هناك مخاوف في مصر من مسألة نشر المذهب الشيعي؟
يمكن مواجهة هذا المشروع وتحييده من خلال إعادة العلاقات مع إيران، هناك من هو أسوأ من الشيعة مثل المثليين والملحدين، وبالتالي يجب تنحية موضوع الخلافات الدينية والمذهبية جانبا والتركيز على المصالح والعلاقات المشتركة، لا يوجد دولة في العالم بلا أجندة أو مشروع، المهم هو كيفية مواجهة هذا المشروع أو هذه الأجندة، أنا أؤيد تطبيع العلاقات بين مصر وإيران ما دام عودة العلاقات بين البلدين يصب في مصلحة الأمن القومي المصري.
كلمة أخيرة
السياسة الخارجية لمصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ناجحة جدا، وتتحرك في اطار المصلحة القومية لمصر، وهذا هو المهم، مصر كسرت سياسة الاستقطاب، ونجحت في إقامة علاقات متوازنة مع كل الدول، مصلحة مصر أصبحت فوق كل شئ، على الشعب المصري ألا يردد الشائعات التي يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي وأن يتأكد من مصدر المعلومات وأن يدرك أن هناك مخطط لاسقاط الدول من الداخل من خلال حرب المعلومات ونشر الفتن الدينية والطائفية والمذهبية، وعلى كل مواطن مصري أن يركز في تخصصه وألا يتدخل فيما لا يعنيه.