الدم بقي ميه.. شهود عيان يروون لـ«النبأ» كواليس أبشع جريمة قتل بسوهاج|خاص
استيقظ أهالي قرية التل الزوكي التابعة لمركز طما شمالي محافظة سوهاج، على جريم بشعة، تمثلت في مقتل شاب على يد نجل عمه، باستخدام «بلطة» بسبب خلافات سابقة على ماكينة ري الأراضي الزراعية، تم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى المركزي تحت تصرف النيابة العامة، وضبط المتهم، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
تفاصيل مقتل شاب في قرية تل الزوكي بمركز طما بسوهاج
وفي التفاصيل، تلقى اللواء محمد عبد المنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من العميد خالد الجندي مأمور مركز شرطة طما، بورود بلاغ من فتاة يفيد بالعثور على جثة شقيقها مقتول داخل غرفته الكائنة بالأرضي في منزلهما بناحية قرية التل الزوكي بدائرة المركز.
انتقلت قوة من وحدة مباحث مركز شرطة طما، إلى مكان البلاغ، وتبين من خلال التحريات التي تمت تحت إشراف اللواء محمد زين مدير المباحث الجنائية، وقادها المقدم أحمد تعيلب رئيس مباحث المركز، العثور على جثة شاب يبلغ من العمر 28 سنة، غارقا في بركة من الدماء داخل غرفته الكائنة بالأرضي في منزلهما بناحية قرية التل الزوكي بدائرة المركز.
كما تبين من خلال مناظرة الجثة أن الشاب يرتدي كامل ملابسه، ووجود جرحين غائرين بالرأس والرقبة باستخدام «بلطة»، وتم إخطار النيابة العامة لمعاينة مسرح الجريمة، والتي أمرت بنقل الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرفها.
شهود عيان يررون اكتشاف جريمة قتل شاب في قرية التل الزوكي بسوهاج
وذكر شهود عيان لـ«النبأ الوطني» أن المنزل الذي عُثر على جثة الشاب بداخله؛ ملكا لوالده، ومكون من دور أرضي و3 طوابق علوي، وأن الضحية كان يقطن داخل غرفة بالطابق الأرض والتي عثر عليه مقتولا بداخله، وباقي الطوابق يقطنون فيه باقي أسرته (والدته وشقيقه وشقيقته).
وأضاف شهود العيان أن شقيق وشقيقة الضحية اكتشفا الجريمة، بأن دخلا عليه عرفته فوجداه غارقًا في بركة من الدماء، وتوجها عقب ذلك، لإبلاغ مركز شرطة طما، والتي حضرت إلى مسرح الجريمة، وفحصت جميع مداخل ومخارج الغرفة إلى أن توصلت للقاتل.
كشفت تحريات إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن سوهاج، عقب فحص مداخل ومخارج غرفة المنزل عن وجود كسر دلفة بشيش شباك الغرفة، وتوصلت إلى تحديد مرتكب الجريمة وتبين أن وراء ارتكابها، (نجل عم الضحية)، لوجود خلافات سابقة بينهما على ماكينة ري الأراضي الزراعية.
مباحث مركز طما تضبط المتهم في الجريمة
وتبين أن المتهم مبيت النية وعاقدا العزم على قتل نجل عمه، وفي سبيل ذلك انتظر سكون الليل الدامس، وتوجه إلى منزل الضحية، ودلف إلى المكان الذي أيقن تواجد المجني عليه نائمًا به داخل غرفة في الأرضي بمنزله من الشباك، واستغل نوم الضحية العميق فأجهز عليه بضربة في الرقبة باستخدم «بلطة»، وأجهز عليه بضربة ثانية على الرأس حتى تأكد من وفاته، وتركه غارقًا في بركة من الدماء وخرج من حيث أتى.
وعقب تقنين الإجراءات واستئذان النيابة العامة، تم استهداف المتهم بمأمورية من ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن سوهاج، تحت إشراف اللواء محمد زين مدير المباحث الجنائية، وقادها المقدم أحمد تعيلب رئيس مباحث مركز طما ومعاونوه وباقي القوة المرافقة، وأمكن ضبطه، والأداة المستخدم في الجريمة، وتم اقتياده إلى ديوان المركز، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وجاري العرض على النيابة العامة لتتولى مباشرة التحقيقات.
عقوبة القتل العمد في قانون العقوبات
القتل العمد جريمة صادمة للمجتمع، حيث يتساءل البعض من المواطنين، عن عقوبتها في القانون المصرى، وظروف تشديد العقوبات، ونرصد إليكم في السطور التالية، كيف يواجه القانون المصري هذه الجريمة النكراء.
وتنص الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات على أنه يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية القتل العمد) بالإعدام، إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى". وأوضحت أن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمدى، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، مما يعنى أن هناك تعدداً فى الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.
وتقضي القواعد العامة فى تعدد الجرائم والعقوبات بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد فى حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطاً لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات)، وقد خرج المشرع، على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمد فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلاً هذا الاقتران ظرفاً مشدداً لعقوبة القتل العمدى.
وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم، الذي يرتكب جريمة القتل وهي بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه فى نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى فى فترة زمنية قصيرة.
شروط تشديد العقوبة في قانون العقوبات
يشترط لتشديد العقوبة على القتل العمدى فى حالة اقترانه بجناية أخرى ثلاثة شروط، وهى: أن يكون الجاني قد ارتكب جناية قتل عمدى مكتملة الأركان، وأن يرتكب جناية أخرى، وأن تتوافر رابطة زمنية بين جناية القتل والجناية الأخرى وتصل عقوبته للإعدام.
ويفترض هذا الظرف المشدد، أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل، فى صورتها التامة. وعلى ذلك، لا يتوافر هذا الظرف إذا كانت جناية القتل قد وقفت عند حد الشروع واقتران هذا الشروع بجناية أخرى، وتطبق هنا القواعد العامة فى تعدد العقوبات.