السعودية تقرر تخفيضات مفاجئة لإنتاج النفط يوليو المقبل
ارتفعت أسعار النفط بعد أن قالت السعودية إنها ستخفض مليون برميل يوميا في يوليو المقبل، كما اتفق أعضاء آخرون في أوبك +، وهي مجموعة من الدول المنتجة للنفط، على استمرار خفض الإنتاج في محاولة لدعم الأسعار المتدهورة.
تمثل أوبك + حوالي 40 ٪ من النفط الخام في العالم ويمكن أن يكون لقراراتها تأثير كبير على أسعار النفط، في التعاملات الآسيوية يوم الاثنين، ارتفع خام برنت بنسبة 2.4٪ قبل أن يستقر عند 77 دولارًا للبرميل، وقالت أوبك + إن أهداف الإنتاج ستنخفض بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا أخرى من 2024.
جاء الاجتماع الذي استمر سبع ساعات يوم الأحد للدول الغنية بالنفط على خلفية هبوط أسعار الطاقة.
وارتفعت أسعار النفط عندما غزت روسيا أوكرانيا العام الماضي، لكنها عادت الآن إلى المستويات التي كانت عليها قبل بدء الصراع.
في أكتوبر الماضي، اتفقت أوبك +، وهي الصيغة التي تشير إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، أي نحو 2٪ من الطلب العالمي.
في أبريل من هذا العام، وافقت المجموعة على تخفيضات أخرى كان من المقرر أن تستمر حتى نهاية هذا العام. لكن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قال إن محادثات الأحد أدت إلى "تمديد الاتفاق حتى نهاية عام 2024".
وكان وزير الطاقة في السعودية الأمير عبد العزيز بن سلمان قال إن خفض بلاده البالغ مليون برميل يوميا قد يمدد لما بعد يوليو إذا لزم الأمر، وقال "هذه مصاصة سعودية" فيما يعتبر محاولة لتحقيق الاستقرار في السوق.
قبل بدء اجتماع أوبك + الذي استمر يومين، كان من المتوقع على نطاق واسع أن تقوم كارتل النفط بتخفيضات الإنتاج لدعم الأسعار. يبدو أن معظم الأعضاء عارضوا الفكرة، لأن أي تخفيضات ستؤثر على عائدات النفط، وهي ضرورية لمواصلة إدارة اقتصاداتهم.
كان قرار المملكة العربية السعودية بإجراء تخفيض طوعي بمقدار مليون برميل يوميًا غير متوقع ولكنه لم يكن مفاجأة كبيرة، بصفتها الدولة الرائدة في المجموعة، وكذلك أكبر مصدر للنفط، كانت الشركة الوحيدة في وضع يمكنها من خفض الإنتاج.
من وجهة نظر الرياض، من الأهمية بمكان أن يظل سعر النفط الخام فوق 80 دولارًا للبرميل حتى تصل إلى نقطة التعادل، حيث يريد المسؤولون السعوديون رفع الأسعار لمواصلة إنفاق مليارات الدولارات على مشاريع طموحة يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في الوقت الذي يحاول فيه تنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن النفط.
كما تؤكد الخطوة التي اتخذتها السعودية على التوقعات غير المؤكدة للطلب على الوقود في الأشهر المقبلة. من المتوقع أن تؤدي المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، وخاصة مخاوف الركود في الولايات المتحدة وأوروبا، إلى مزيد من الضغط على أسعار النفط الخام.
موقف الغرب
واتهم الغرب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بالتلاعب بالأسعار وتقويض الاقتصاد العالمي من خلال ارتفاع تكاليف الطاقة، كما اتهمت المجموعة بالوقوف إلى جانب روسيا رغم العقوبات بسبب غزو أوكرانيا.
وردا على ذلك، قال المطلعون على أوبك إن السياسة النقدية للغرب على مدى العقد الماضي دفعت التضخم وأجبرت الدول المنتجة للنفط على العمل للحفاظ على قيمة صادراتها الرئيسية.