أحمد عبد العزيز يكتب: الأهلي يتحول إلى "محلل".. حمى البجاحة تجتاح مسؤولي كاف
تعمدت أن أعلق على ما يحدث من الاتحاد الإفريقي، قبل موعد مباراة العودة بين الأهلي والوداد المغربي في نهائي دوري الأبطال، بالدار البيضاء، لعدة أسباب، أهمها على الإطلاق ألا يبدو رأيي مرتبطا بنتيجة المباراة، التي ستحسم اسم الفريق الفائز باللقب، آملا بالطبع أن يكون بطلنا هو سيد إفريقيا بلا منازع الأهلي المصري.
اعتاد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، منذ أيام رئيسه الكاميروني المسن، عيسى حياتو، على وضع نفسه في موضع الشبهة، خاصة في مسألة اختياره لحكام المباريات الحاسمة، فإما أن يختار حكما تدور حوله شبهات الفساد والرشوة، كما فعل ـ على سبيل المثال ـ باختيار بتروس ماتبيلا الجنوب إفريقي، في مباراة الأهلي والزمالك، بمباراة السوبر الشهيرة جدا عام 1994.
وإما بأن يقبل، بعدها بسنوات، حسم البطولة الكبرى في القارة لصالح فريق ـ هو الترجي التونسي ـ بخطأ فاجر، عبارة عن لمسة يد رآها كل إنسان على وجه الأرض، باستثناء حكم المباراة الغاني جوزيف لامبتي، عام 2010.
وبقفزة زمنية بسيطة، نجد أن الاتحاد الإفريقي لم يتغير في سلوكه شيء، حتى بعد تغيير قيادته، فها هو تحت قيادة الملياردير الجنوب إفريقي، الدكتور باتريس موتسيبي، يخضع ـ بل ينبطح تماما ـ تحت قدمي فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، ونائب الأخ موتسيبي.
حمى البجاحة تحكم
الكارثة فيما يجري داخل الاتحاد الإفريقي هذه الأيام، ولن أصفه بالفساد، هو أن مسؤوليه أصيبوا بحمى البجاحة، فأصبحت تصرفاتهم الرامية إلى توجيه البطولات لصالح “لقجع” وألاضيشه، واضحة بفجر شديد، كأنهم يخرجون ألسنتهم للجميع قائلين: "محدش يقدر يحاسبنا"!
إن نظرة بسيطة على قرارات الاتحاد الإفريقي، فيما يتعلق باختيار حكمي الذهاب والعودة لنهائي البطولة الإفريقية هذا العام، تجعل كل ذي عينين يعرف بسهولة شديدة، إلى أين ستتوجه البطولة.
مباراة الذهاب أدارها حكم ليبي، وبصرف النظر عن مستواه المتدني، وشبهة التعمد في قراراته، فإن السؤال الرئيس للاتحاد الإفريقي هو: هل خلت القارة من الحكام حتى تأتينا في النهائي بحكم لا يلعب في بلاده، لأن النشاط متوقف أصلا، أو عائد منذ وقت قصير؟! ولماذا تستهين ببطولتك الرئيسة لهذا الحد؟!
ونأتي لمباراة العودة التي ستكون الأخيرة في حياة الحكم الإثيوبي، باملاك تيسيما، والذي يشهد بفساده طوب الأرض، إلا الاتحاد الإفريقي الأعمى الكسيح، وهو ما سيطرح سؤالا واقعيا آخر: هل تم اختيار هذا الحكم لإفساد المباراة، اعتمادا على أنه ليس لديه ما يخشاه، مهما اشتكى الأهلي وأنّت جماهيره؟!
فوزي لقجع قالها واضحة: "سنغير خريطة الكرة في إفريقيا"، وكم تمنيت أن يفعل ذلك بخطط واضحة لرفع مستوى فرق القارة، وإنشاء منظومة تحكيمية محترمة، لكن يبدو أنه اختار الطريق الأسهل، في ظل انبطاح الاتحاد الإفريقي له، لدرجة أن رئيسه طار إلى حيث “لقجع” حتى يحج إليه، قبل سويعات قليلة من مباراة أحد طرفيها فريق تابع لهذا الـ"لقجع"، الذي يدير منظومة الكرة الإفريقية من مكانه في كازابلانكا.
الأهلي يتحول إلى محلل
ولست هنا بصدد سرد وقائع معروفة، أو إثارة تساؤلات لن تجد من يجيب عنها، وإنما هو طرح لا بد منه، وصولا إلى نتيجة أراها واضحة تماما، وهي أن جميع الأندية الإفريقية، التي تحترم نفسها، يجب أن تتوقف عن المشاركة في بطولات الاتحاد الإفريقي، وأن تتركه ليعطيها لمن يراه، دون أن نمنحه غطاءً يجعل منظره طبيعيا أمام العالم، فهو لا يستحق هذا إطلاقا، ولا يأبه به، ولا يسعى إليه، فلماذا نمنحه ما لا يريده؟!
الاتحاد الإفريقي يستغل الفرق التي تشارك في بطولاته ليحولها إلى "محلل"، يغسل بها سمعته، ويجمّل بها وجهه القبيح، ولا أعتقد أن الأهلي ومعه أندية محترمة أخرى يقبلون ذلك على أنفسهم.
إنني وربما لأول مرة أدعو الأهلي للانسحاب من معركة يخوضها، وهو الذي عوّد جمهوره قبل لاعبيه، على قبول التحديات.
لكني أدعو إلى ذلك لأن الأهلي أوشك أن يتحول إلى "محلل"، كل دوره تجميل وجه الكاف، وغسل سمعته القذرة.
أيها العقلاء في القلعة الحمراء، أيا كانت نتيجة المباراة المتبقية، في تمثيلية الاتحاد الإفريقي المسماة دوري أبطال إفريقيا، فعليكم أن تتوقفوا عن المشاركة في هذه المهزلة، وأن تستغلوا قوة النادي الناعمة في ضرب هذا الاتحاد، وإجهاض مساعيه لتغيير خريطة الكرة في القارة، بالظلم والعدوان على العدالة، عليكم أن تجعلوه يعرف أنه دون الأهلي ستتحول أفراحه إلى مآتم، وستُعزف أهازيجه للأشباح، بعد أن تفقد بطولاته أكثر من نصف جماهيريتها، وتتحول إلى بطولات تُلعب في الظلام.
اتركوها لفوزي لقجع ليهنأ بها، حتى يكتب التاريخ أنه عندما غير خريطة الكرة الإفريقية، بالظلم والعدوان، كان ذلك في غياب الأهلي، الذي رفض أن يكون طرفا في هذه المهزلة البجحة الفاجرة، فالأهلي لا يجب أن يكون محللا لخطايا الكاف.
إلا صحيح هو الأخ أبو ريدة فيييييييييييييين؟!!