جرائم لتعويض الهزائم.. الضالع اليمنية تنتقم من الحوثي
عجزت مليشيات الحوثي عن تحقيق أي اختراق ميداني في جبهات محافظة الضالع اليمنية، فلجأت لتصعيد الجرائم ضد المدنيين عبر الهجمات والاعتقالات.
وصعدت مليشيات الحوثي الإرهابية من جرائمها في محافظة الضالع لا سيما في المديريات الحدودية "دمت" و"الحشا" و"قعطبة"، ردا على خسائرها الميدانية في الجبهات والتي تكبدت فيها الكثير مؤخرًا.
وتعرضت المحافظة الحدودية منذ الذكرى الـ8 لتحريرها والتي تصادف 25 مايو من كل عام لسلسلة من الهجمات الحوثية البرية استهدفت جبهاتها في مسعى لتحقيق انتصار ميداني لرفع معنويات عناصرها، إلا أن جميعها باءت بالفشل بعد أن مرغت القوات الجنوبية أنوف المليشيات.
مصادر عسكرية أكدت لـ "العين الإخبارية" أن الهجمات الحوثية المتواصلة نفذتها مليشيات الحوثي تحت غطاء مكثف من الطيران المسير، والذي قصف على مدى الأيام الماضية مواقع وقرى محررة منها "بتار" و"المشاريح" و"الجب" في مديرية قعطبة شمالي المحافظة الجنوبية.
وذكرت المصادر أن مليشيات الحوثي بعد عجزها في تحقيق اختراق عسكري في الجبهات عمدت لشن سلسلة من الهجمات الانتقامية الإرهابية الدموية، والتي استهدفت عشوائيا قرى سكنية وسيارات إسعاف ومسؤولين.
هجمات انتقامية
لم تكن خسائر مليشيات الحوثي لتمر دون أن ترتكب جرائم إرهابية، لتعويض هزائمها والذي كان آخرها مساء الإثنين الماضي، بعد أن دفعت المليشيات بخلايا إرهابية لشن تفجير إرهابي استهدف مسؤولا أمنيا بارزا.
مصادر أمنية قالت لـ "العين الإخبارية" إن هجوما بعبوة ناسفة استهدف دورية لقوات الحزام الأمني، في خط مدينة "قعطبة" شمالي المحافظة، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة مسؤول أمني يدعى "العقيد علي العقلة".
وعلى إثر الهجوم نشرت قوات الحزام الأمني في الضالع عشرات الدوريات من أجل تتبع العناصر الإرهابية الفاعلة، وكذا رفع الجاهزية والتشديد في حواجز التفتيش الأمنية.
وجاء الهجوم الذي حمل بصمات مليشيات الحوثي بالتزامن مع سلسلة هجمات جوية نفذتها طائرات دون طيار للمليشيات استهدفت سيارات مدنية وطبية ومرفقا صحيا.
وقصفت طائرة مسيرة مليشيات الحوثي مركبة تابعة لأحد المواطنين في "الفاخر" في مديرية قعطبة، وذلك بعد يومين من هجوم مماثل استهدف سيارة "إسعاف" في نفس المنطقة، فضلا عن استهداف في هجوم آخر نقطة طبية في بلدة "حجر" إلى الجهة الشمالية الغربية من المحافظة.
وكثفت مليشيات الحوثي من استخدام الطائرات المسيرة بشكل غير مسبوق في محافظة الضالع، حيث تستغل المليشيات تهدئة السلام في خوض حرب استنزافية للقوات الجنوبية وذلك عبر شن عشرات الهجمات الجوية الغادرة.
وقال مصدر عسكري لـ "العين الإخبارية" إن الهجمات الإرهابية للطائرات المسيرة الحوثية خلفت عشرات الجنود بين قتلى وجرحى ما يستدعي تدخلا عاجلا من قبل القيادة الجنوبية، وقوات التحالف للحد من فاعلية الطائرات المسيرة للحوثيين.
اختطافات بالجملة
عقب فشل تحركاتها العسكرية وهجماتها الإرهابية، عمدت مليشيات الحوثي إلى انتهاج حملات الاختطافات العشوائية ضد المواطنين في القرى الخاضعة لسيطرتهم بضواحي الضالع، وسط توجيه اتهامات كيدية للمختطفين من أجل إرضاخهم وإجبارهم على الخضوع وتنفيذ توجيهاتهم.
وقالت مصادر محلية وإعلامية إن المليشيات الحوثية نفذت حملات مداهمة واختطافات طالت عشرات الأهالي والقرى التابعة لبلدة مريس ودمت والحشاء في الضالع، طالت أكثر من 90 مدنيا في المحافظة الجنوبية.
وأشارت المصادر إلى أن مليشيات الحوثي اختطفت 18 مواطنًا من خطوط التماس في قرى مريس ونقلتهم إلى سجون المليشيات في محافظة إب المجاورة.
وأوضحت المصادر أن المليشيات تعيش حالة تخوف مما تصفه بـ "الخيانة" من قبل أبناء تلك المناطق، كونها لا تمتلك أي حاضنة في تلك المناطق، وأن هناك رفضا شعبيا واسعا لتواجد عناصر الجماعة في مناطقهم.
في مديرية الحشا المجاورة داهمت مليشيات الحوثي منزل أحد المواطنين بالمديرية الواقعة شمال محافظة الضالع، جنوبي البلاد، ونهبت بعض أملاكه وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي.
وذكرت المصادر أن الحملة التي يقودها المشرف الحوثي المعيّن من قِبل المليشيات في المديرية المدعو "أبوخالد"؛ داهمت منزل المواطن ماجد سعيد المحمودي، في منطقة "عمارة" بمديرية الحشا.
وكانت مليشيات الحوثي أقدمت في 26 مايو الماضي على فرض حصار مطبق على سكان 3 قرى في مديرية الحشا شمالي الضالع وشنت حملة اختطافات طالت خلالها 72 مواطنا بينهم 15 طفلا، وفقا لذات المصادر.
ونددت منظمة "ميون" اليمنية لحقوق الإنسان في بيان بأشد العبارات بهذه الانتهاكات التي أقدمت عليها حملة مكونة من عشرات الآليات العسكرية ومئات المسلحين الحوثيين على قرى "المعاهرة" و"حبيبل المكيدم" و"الخرابة" في مديرية الحشاء في الضالع.
وأعلنت المنظمة عن تضامنها مع ضحايا القمع والتنكيل جراء هذه الحملة العسكرية، داعية في الوقت نفسه مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والناشطين إلى إدانة هذه الممارسات القمعية بحق سكان القرى المحاصرة، والعمل على فك الحصار والسماح بدخول الغذاء للمحاصرين وإطلاق سراح جميع المختطفين فورا.