دول الغرب تسعي لعرقلة تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا
تتعالى أصوات المستفيدين من حالة الفوضى الأمنية والتخبط السياسي الذي تعيشه ليبيا رفضًا لمخرجات اللجنة المشتركة لقوانين الإنتخابات 6+6 التي ستقود البلاد في القريب العاجل نحو إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة ينتظرها الشعب الليبي منذ سقوط حكم معمر القذافي عام 2011.
وبعد عدة أسابيع من الإجتماعات واللقاءات، أعلنت اللجنة المشتركة لصياغة قوانين الإنتخابات 6+6 من مدينة بوزنيقة المغربية أنها أنهت إعداد مشروعات قوانين الإستفتاء والإنتخابات منذ يوم 3 يونيو الجاري وأكدت اللجنة في بيان لها على صحة وسلامة الإتفاق على مشروع صياغة قانون إنتخاب مجلس الأمة بغرفتيه النواب والشيوخ، وقانون إنتخاب رئيس الدولة بالتصويت عليها بإجماع الحاضرين والتوقيع من جميع أعضاء اللجنة.
وإستنادًا على بيان اللجنة المشتركة، شرع مجلسا النواب والدولة إستكمال الخطوات اللازمة والممهدة لإجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية عبر إختيار حكومة مصغرة للإشراف على العملية الإنتخابية في عموم البلاد وسيتم الإعلان عنها في القريب العاجل.
تشكيل حكومة مصغرة للإشراف على الإنتخابات على الرغم من أنه مطلب شعبي إلا أن هنالك بعض الأطراف الخارجية الرافضة له لأسباب عديدة منها رفضهم لأن تكون خارطة الطريق ليبية-ليبية وبالأخص الحكومة التي تشرف على الإنتخابات، وتصر بعض الأطراف على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، أن تُشرف هي على تشكيل الحكومة أو تضع الآلية لها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كما حدث في اختيارات كل الحكومات السابقة.
في هذا السياق قال عضو مجلس النواب الليبي، علي الصول، أن تشكيل حكومة جديدة يحظى بتوافق وترحيب من الأعلى للدولة، إلا أن المجتمع الدولي يعرقل أي توافق حول تشكيل حكومة جديدة، نظرا لسعي بعض الدول إلى أن تصبح راعية لأي حكومة جديدة لتصبح تحت إشرافها.
ولفت الصول إلى أنه حال توافق البرلمان والأعلى للدولة على حكومة جديدة مصغرة وكافة الخطوات الأخرى المرتبطة بالانتخابات، فإن هذا التوافق يواجه بعرقلة المسار من قبل الدول التي لا تريد انتهاء الأزمة والانتقال لمرحلة استقرار.
وفي ذات الإطار، يرى الخبير والمحلل السياسي الليبي، أحمد سعدون، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتدخل عن طريق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للإنقلاب على مخرجات اللجنة المشتركة 6+6 لتولي زمام الأمور وتشكيل حكومة مصغرة تخدم مصالحهم وبذلك تضمن فشل إجراء الإنتخابات.
سعدون أضاف أنه من المتوقع في الأيام القادمة أن يعلن المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبد الله باثيلي، عن قيادة البعثة حوار موسع بين الأطراف الليبي متجاوزًا بذلك مجلسي النواب والدولة، وهو قرار مدعوم من قِبل دول الغرب نظرًا إلى بيانات السفارات الغربية التي تدعم قرارت البعثة الأممية الهدامة في ليبيا.
والجدير بالذكر إنه تم تسريب مسودة قانون الإنتخابات الذي سيصدر قريبًا بصورة رسمية من مجلس النواب الليبي، وكان من ضمن القوانين المادة التي تنص على ان تُجرى إنتخابات مجلس الأمة والرئيس الدولة خلال مائتين وأربعين يومًا من تاريخ صدور قوانين الإنتخابات، الأمر الذي يُرجح أن يتم إجراء الإنتخابات مطلع العام المقبل، ومن ضمن البنود هو أن تتكون الإنتخابات الرئاسية من جولتين، وهو نفس البند الذي كان متواجدًا في إنتخابات 2021 والتي فشلت بسبب تدخل دول الغرب وإفشال الجولة الأولى.
سعدون يرى أن دول الغرب ستكون مشاركة وبصورة واضحة في الإنتخابات الرئاسية رغمًا عن الشعب الليبي لتحقيق هدف واحد احد وهو ضمان عدم وصول القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر.
وأضاف سعدون أنه من المتوقع أن يتفوق المشير حفتر خلال الجولة الأولى من الإنتخابات، بينما في الجولة الثانية ستتدخل دول الغرب وتتلاعب بنتائج الإنتخابات لإيصال من يخدم مصالحهم على عكس المشير حفتر الرافض للتدخل الغربي في الشأن الداخلي الليبي.