إجراءات جديدة من الأوقاف لمنع الاختلاط في صلاة الأضحى
تستعد وزارة الأوقاف، لأداء صلاة عيد الأضحى 2023، والتي توافق الأربعاء 28 يونيو الجاري، العاشر من ذي الحجة 1444 هجريا، حيث عنونت الوزارة موضوع خطبة عيد الأضحى 2023 بعنوان: "الابن البار إسماعيل عليه السلام".
الاستعانة بالواعظات لمنع الاختلاط
وفي تعليمات صارمة أصدرت وزارة الأوقاف، تعليمات مشددة بشأن مصلى صلاة عيد الأضحى 2023 الخاص بالسيدات، خاصة بعد أزمة تكرار مشاهد الصلاة المختلطة للرجال والنساء التي ظهرت خلال عيد الفطر الماضي.
وأكدت في بيان لها، أن صلاة عيد الأضحى 2023 ستقام في جميع المساجد التي تقام بها الجمعة وفي الساحات التي تحددها كل مديرية في ضوء ضوابط وما تم في عيد الفطر المبارك، مع التأكيد على جميع المديريات باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير مصليات صلاة عيد الأضحى 2023 للسيدات سواء في المساجد التي تقام بها صلاة العيد أم في الساحات المقررة لصلاة العيد.
البيان ذاته شدد على ضرورة اتخاذ اللازم لتحديد المكان الخاص بالسيدات بما يحول دون تداخل الصفوف بينهن وبين الرجال، والاستعانة بالواعظات المعينات والمعتمدات بالوزارة للتعاون مع المديريات في تنسيق ذلك.
موضوع خطبة عيد الأضحى 2023
وقالت الأوقاف خلال خطبة عيد الأضحى 2023: إن عيد الأضحى يوم عيدنا الأكبر، موسم البشر والسرور، والفرح والسعادة بفضل الله تعالى وكرمه، حيث يقول الحق سبحانه: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}، وعندما قدم نبينا (صلى الله عليه وسلم) المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، قال: إن الله قد أبدلكم يهما خيرا منهما: يوم الفطر، ويوم النحر).
وأوضحت أن عيد الأضحى يوم عظيم مشهود من أيام الله تعالى؛ حيث يفرح فيه حجاج بيت الله الحرام بأداء مناسكهم، كما يفرح المسلمون بفضل الله عليهم في العشر، وشعيرة الأضحية، ولقاء الأهل والأحبة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)؛ ويوم القر: هو اليوم الثاني الذي يلي يوم النحر؛ لأن النّاس يقرون فيه بمنى بعد أن فرغوا من أعمال يوم النحر.
وشددت وزارة الأوقاف: الأضحى عيد التضحية والبذل والعطاء والبر، فهذا خليل الرحمن إبراهيم (عليه السلام) بعد أن بلغ من الكبر عتيا رزقه الله تعالى ولدا، ثم رأى إبراهيم (عليه السلام) منامه أنه يذبح ولده إسماعيل (عليه السلام) بعد ما بلغ سن الصبا، وفرح به قلبه، وقرت به عينه، حيث يقول الحق سبحانه: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)".
الموقف الشرعي لصلاة المرأة بجوار الرجل في العيد
بدوره كان الأزهر الشريف، سباقًا في بيان الموقف الشرعي لوقوف المرأة بجوار الرجل وإن كان من محارمها في صلاة العيد، حيث أشار في بيان سابق له إلى أن ذهاب الرجال والنساء إلى مصلى العيد أمرٌ مستحب لما أخرجه البخاري ومسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ. قَالَ: «لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا».
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية خلال جوابه سؤال: "ما حكم صلاة الرجال بجوار النساء في صلاة العيد؟"، أن حرص الرجال والنساء والأطفال على الخروج لصلاة العيد أمر محمود لما فيه من اجتماعٍ على الخير، وإظهارٍ للفرح بتمام عبادة الله عز وجل.
وتابع: إذا أقيمت صلاة العيد فينبغي الفصل بين الرجال والنساء، فيصلي الرجال في الصفوف الأولى ثم الصبيان ثم النساء، فلا تقف المرأة عن يمين الرجل ولا عن شماله في الصلاة اتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أَبُي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ قال: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَفَّ الرِّجَالَ وَصَفَّ خَلْفَهُمُ الْغِلْمَانَ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ فَذَكَرَ صَلَاتَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا صَلَاةُ - قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَالَ: صَلَاةُ أُمَّتِي -». أخرجه أبو داود.
واستدل بما ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «قُومُوا فَلِأُصَلِّ لَكُمْ» قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا، قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَفَفْتُ وَاليَتِيمَ وَرَاءَهُ، وَالعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ. أخرجه البخاري.
وأشار إلى أنه من محاسن الشريعة الإسلامية أنها تصون المجتمع، وتسد أبواب الفتنة، وتقمع داعي الهوى، وتحافظ على الرجال والنساء معًا، وتمنع كُلَّ ما من شأنه أن يخدُش الحياءَ أو يتنافى مع الذوقِ العام، كما أن في هذا التنظيم والترتيب تعظيمًا لجناب العبادة، واحترامًا للوقوف بين يدي الله تعالى.
وأضاف: قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المعاني، وربى عليها صحابته وأمته، فعن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ مَكَثَ قَلِيلًا، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ، كَيْمَا يَنْفُذُ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ» أخرجه أبو داود، أي لئلا يتزاحم الرجال والنساء على باب المسجد، وفي الطريق الموصل إليه عند خروجهم.
كما ورد أنه صلى الله عليه وسلم رأى مرة اختلاط الرجال بالنساء في الطريق عقب خروجهم من المسجد، فلما رآهم صلى الله عليه وسلم أرشد أن يسير الرجال بوسط الطريق، وأن تسير النساء على حافتيه، فعن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله للنساء: «اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ» فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ. أخرجه أبو داود، انظري أختي الكريمة إلى مدى التزام هؤلاء المؤمنات أمر رسول الله، ومبالغتهن في طاعته، رضي الله تعالى عنهن.
ورغَّب رسول الله في تخصيص باب بالمسجد لخروج النساء، فعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله «لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ» قَالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ. أخرجه أبو داود، وانظر أخي الكريم إلى مدى التزام الصحابة لأمر رسول الله، ومبالغتهم في طاعته، رضي الله تعالى عنهم، مشددًا على أنه ينبغي ألا تصلي المرأة بجوار الرجل إلا في وجود حائل بينهما، فإن صلَّت بجواره دون حائل فالصلاة باطلة عند الأحناف، ومكروهة عند الجمهور.
واختتم إجابته: خروجًا من هذا الخلاف وحرصًا على صحة الصلاة بالإجماع، ومراعاة للآداب العامة التي دلَّت عليها الشريعة، وحثَّت عليها الفطرة، ووافقها العرف فإننا ننصح بالتزام الشرع في ترتيب الصفوف ووقوف كلِّ في مكانه المحدد له شرعًا، ونسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم.
ويحين موعد أداء صلاة عيد الأضحى بمحافظة الجيزة في تمام الساعة 6.22 دقيقة، وتؤدى في الساحات الآتية:
1- ساحة مسجد مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية.
2- ساحة مسجد المغفرة بحي العجوزة.
3- ساحة مسجد أسد بن الفرات بحي الدقي.
4- ساحة مسجد النيل بحي الدقي.
5- ساحة مسجد الاستقامة بميدان الجيزة.
6- ساحة مسجد الرحمن بشارع العشرين بحي بولاق الدكرور.
7- ساحة مسجد ال حمد بحي بولاق الدكرور.
8- مسجد الصباح بحي الهرم.
9- مسجد خاتم المرسيلين بحي العمرانية.