«ادفع تجد ما يسرك»..
شكاوى أولياء الأمور تهدد مستقبل طلاب مدارس الشركات التعليمية فى حلوان
اتجهت وزارة التربية والتعليم خلال السنوات القليلة الماضية إلى إنشاء مجموعة من المدارس المتطورة التي تقدم مناهج تعليمية بتقنيات تكنولوجية حديثة مستخدمة الجيل الثالث تحت مسمى «مدارس الشركات التعليمية» بالشراكة مع مجموعة من رجال الأعمال؛ لتطبيق المناهج التعليمية الأمريكية المتطورة سعيًا في إخراج أجيال جديدة تواكب سوق العمل.
وعلى غير رغبة وأهداف الوزارة، يرى مجموعة من أولياء الأمور المتعاملين مع تلك المدارس أنها تحولت من مشروعات نبيلة لتخريج نشء متطور وفق معايير سوق العمل الجديدة إلى «بيزنس» للتكويش على أموال أولياء الأمور دون وجه حق -على حد وصفهم- مستغلين حيل متعددة في تحقيق ذلك.
البداية عندما قامت إدارة إحدى مدارس الشركات الكائنة بمدينة حلوان الواقعة أقصى جنوب القاهرة، بجمع المصروفات الدراسية من الطلاب بقيمة أعلى من الرسوم المحددة من قِبل الوزارة.
وتأتي الطامة الكبرى عندما اكتشف أولياء الأمور أن إدارة المدرسة تريد تحصيل الرسوم دون إعطاء أولياء الأمور إيصالات تحصيل؛ مما يشير إلى تحصيل تلك الأموال بالمخالفة للقانون.
استغاثات وشكاوى
وحصلت «النبأ» على شكوى تقدم بها مجموعة من أولياء أمور طلاب مدرسة بريت للغات بحلوان، ضد المدرسة إلى الوزارة بتهمة مخالفة القوانين ورفع أسعار السنة الدراسية أضعاف المقرر من قِبل الوزارة.
ويروي محمد صبحي الشاعر، أحد المتقدمين بشكوى إلى الوزارة وولي أمر طالب وطالبة بالمدرسة، لـ«النبأ» تفاصيل معاناته، قائلًا إن الوزارة تفاعلت مع الشكوى وأجبرت المدرسة على الالتزام بالمصروفات المحددة وعمل مقاصة لاسترداد المبالغ الزيادة التي تم تحصيلها.
وأوضح أن رغم قصر الفترة الزمنية على تقديم الشكوى وتفاعل الوزارة معها والاستجابة، إلا أن إدارة المدرسة قررت خوض «لعبة جديدة» لنهب أولياء الأمور -على حد قوله- بمطالبتهم بزيادة سنوية للمصروفات الدراسة عن العام 2023-2024 لتصل قيمة المصروفات الجديدة إلى 21500 جنيه بدلًا من المقرر بشكل رسمي وهو 17000 جنيه.
وأوضح «الشاعر» أن إدارة المدرسة بعد دفع المصروفات تقوم بتسليم إيصالات لولي الأمر بقيمة أقل بحوالي 5 آلاف جنيه وليس بكامل قيمة المصروفات المدفوعة بالمخالفة للقانون.
وأشار إلى أنه يتم إجبار أولياء الأمور على دفع قيمة المصروفات الدراسية بشكل كامل ودفعة واحدة قبل نهاية شهر يوليو الجاري للمراحل الانتقالية سواء الابتدائي أو الإعدادي بالمخالفة لقرار الوزير بدفعها على 4 دفعات متساوية.
وأضاف أنه يتم مطالبة أولياء الأمور بدفع المصروفات مبكرا قبل نهاية شهر 7 وإرغامهم على ذلك قبل المواعيد المحددة من قِبل الوزارة وقبل إصدار المنشور الخاص بمصروفات العام الجديد.
وأوضح «الشاعر» أن الكارثة الكبرى أنه تم إلغاء وحل مجلس الآباء منذ عام ونصف وعلى غير المعتاد في أي مدرسة وبذلك يتم منع الآباء من إيصال الشكاوى أو التواصل وتنظيم أي تجمعات للاعتراض الجماعي على قرارات المدرسة للانفراد بأولياء الأمور، معقبًا: «والسبب أنهم كانوا يريدوا من مجلس الآباء الوقوف بجانبهم وتأييد قراراتهم مقابل تخفيض خاص لأبنائهم».
وأضاف أن الإدارة تقوم بغلق كافة سبل التواصل مع أولياء الأمور سواء تليفونيًا أو عبر «الواتس أب» من خلال خاصية الحظر «بلوك» حتى لا يستطيع ولي الأمر الوصول إليهم للاستفسار عن أي شيء يتعلق بالعملية التعليمية نتيجة الاعتراض على قرارات الإدارة.
واختتم «الشاعر» حديثه لـ«النبأ» مطالبًا بإنشاء حساب بنكي للمدرسة تحت إشراف وزارة التربية والتعليم بحيث يتم توريد المبالغ المالية من خلالها هذا الحساب.
ومن جانبها تؤكد «النبأ» أنها لا تسيء لأحد ولا تسعى لصنع عداوات مع إدارة المدرسة المذكورة، ولكن الجريدة في الوقت نفسه تمارس دورها المهم في تغطية الأحداث، في كل القطاعات على مستوى الجمهورية، وذلك تطبيقًا لدور الجريدة وصحفييها في كشف الحقائق، وتنتظر الجريدة أي رد من المدرسة المذكورة إعمالا بأن حق الرد مكفول بالقانون للجميع.