كواليس هجوم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي على علاقة ماكرون بالجزائر
أعلن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عن تاريخ نشر كتابه الثالث،الذي أثار الكثير من الجدل على الرغم من أنه لم يتم إصداره بعد، إذ يروي فيه نهاية ولايته الرئاسية من سنة 2009 إلى 2011.
وأجرى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مقابلة مطولة مع الجريدة الفرنسية "لوفيغارو"، حيث تطرق إلى العديد من المواضيع المختلفة أهمها الغزو الروسي لأوكرانيا وملف المهاجرين والأمن الداخلي الفرنسي، بالإضافة إلى الوضع في النيجر والملف الليبي ومستقبل العلاقات بين باريس وكل من الجزائر والمغرب.
لم يتردد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في التعبير عن رؤيته الحالية حول ما يقع في فرنسا وخارج حدودها، وفي تصريحه حول الغزو الروسي لاوكرانيا، أكد الخطأ "الذي ارتكبه فلاديمير بوتين حين قرر مهاجمة أوكرنيا"، لكنه شدد أيضا على ضرورة إيجاد مخرج للأزمة لأن "روسيا جارة لاوروبا وستظل كذلك". وقال "نحن بحاجة إلى الروس وهم بحاجة إلينا".
يدعو إلى الحقائق بدلا من الوعود الكاذبة
أقر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي
أنه كرس أيضا كتابه لموقع فرنسا داخل الاتحاد الأوروبي، ووصف الوعود التي قطعها الاتحاد للرئيس زيلينسكي حول انضمام أوكرانيا إليه بأنها "كاذبة". واستحضر في نفس السياق الوعود التي تقدم لتركيا منذ عقود، ثم قال إن أوكرانيا "حلقة وصل بين الغرب والشرق" ووجب أن تظل كذلك.
ماكرون يعيش وهم "الرجل المناسب في المكان المناسب"
أما في ما يخص أعمال الشغب التي عاشتها فرنسا على إثر قتل المراهق نائل على يد رجل شرطة،أفاد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أنه "لم يفاجأ" بالطريقة التي أدار بها إيمانويل ماركون الأزمة.
وعلى الرغم من دعمه له خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فذلك لا يعني أنه لن ينتقده، وقال "يعتقد إيمانويل ماكرون أنه رجل المرحلة، لكنني أعارضه بشدة في هذا الاعتقاد".
في نفس السياق، أثنى ساركوزي على الطموح الرئاسي لجيرالد دارمانان، فحسب أقواله، دارمانان "تعامل بطريقة أفضل" مع أعمال العنف، قبل أن يتساءل ما إذا كان وزير الداخلية سيتمكن من اتخاذ "الخطوة الأخيرة التي تؤدي إلى رئاسة الجمهورية" وأجاب: "أتمنى له ذلك".
"لسنا نكسب ثقة الجزائر ونحن نفقد ثقة المغرب"
في تعليقه على التقارب الذي يحاول ماكرون تحقيقه مع الجزائر وما سماه "بالمصالحة التاريخية" التي كان من المقرر أن تتحقق في الربيع بزيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس، لكنها أجلت لأسباب لم يتم الإعلان عنها.
ودعا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى عدم محاولة "بناء صداقة مصطنعة"، وأضاف أن القادة الجزائريين يستخدمون فرنسا “لتبرير إخفاقاتهم وافتقارهم للشرعية”، وقال إن سلطات الجزائر سترفض على الدوام "التصالح"، وأنها فقط بأمس الحاجة "لتحويل الانتباه عن فشلها".
أما في ما يخص العلاقات الديبلوماسية المتذبذبة بين فرنسا والمغرب، أعرب الرئيس الأسبق عن قلقه من تأثير جهود التصالح مع الجزائر على العلاقة مع الرباط، وقال "هذا التوجه يبعدنا عن المغرب، نحن نجازف بخسارة كل شيء، لسنا نكسب ثقة الجزائر ونحن نفقد ثقة المغرب".