رئيس التحرير
خالد مهران

العلاقات الفرنسية الجزائرية.. هل تتأثر بمنع طائرات باريس للعبور إلى النيجر

النبأ

رفضت الجزائر طلبًا فرنسيا باستخدام أجوائها ا لعبور الطائرات الفرنسية إلى النيجر، مما أثار التساؤلات حول مصير العلاقات الفرنسية الجزائرية بعد تلك الحادثة، وهل يمكن أن تصاب بالفتور.

كشفت سارة كيرا، مديرة المركز الأوروبي الشمال افريقي، إنه رغم رفض الجزائر فتح اجوائها الجوية أمام. الطيران الفرنسي للوصول إلى النيجر، إلا أنه لن تتأثر العلاقات الفرنسية الجزائرية لأن  فرنسا مضطرة للتعامل مع الجزائر.

وعددت كيرا، أسباب تماسك العلاقات الفرنسية الجزائرية  اولا بسبب النفوذ الصيني والروسي في افريقيا، وفرنسا لا تريد ترك المجال بشكل كلي لتلك الدولتين في القارة السمراء، خاصة وأن الروس يحاولون التضييق على أوروبا، كما أن نيجيريا والجزائر من أكبر منتجي النفط والغاز في افريقيا وبينما تتخذ نيجيريا بريطانيا كحليف لها،  إلا أن الجزائر تعد حليفا للفرنسيين مما وطد العلاقات الفرنسية الجزائرية، كما أن فرنسا لا يمكنها خسارة حلفاء أكثر من ذلك في افريقيا، فنحن لا نتحدث فقط عن تراجع للنفوذ الأوروبي أمام الروسي في إفريقيا لكن نتحدث عن إنهيار لمنظمة الفرانكفون، لأن روسيا حاليا تمسح مخلفات الاستعمار وليس لمحاولة لتوسيع نفوذها فقط.

وأضافت رئيسة المركز الأوروبي الشمال افريقيا للدراسات، أن روسيا بدأت تهتم بتوسيع نفوذها في افريقيا منذ تدخل الناتو في ليبيا عام ٢٠١١، عندما شعرت أن الغرب بدأ يبتسم كعكة العالم بين دولة دون اكتراث للمصالح الروسية،  وهذا مرتبط أيضا بامدادات الغاز لأن روسيا تحاول قطع إمدادات الغاز القادمة إلى أوروبا  لاضطرار الأوروبيين الاعتماد على الغاز الروسي، خاصة مع العقوبات الغربية وهو ما يجعل الجزائر حليف لا غني عنه للفرنسيين.

واوضحت كيرا، أن فرنسا بدأت تقدم العديد من التنازلات للجزائريين  لتوطيد العلاقات الفرنسية الجزائرية ووافقت على العديد من الطلبات التي ظلت تطالب بها الجزائر لعقود، وذلك بعد أن زاد النفوذ الفرنسي في افريقيا مما يدل على أن تعامل الأوروبيين مع دول جنوب المتوسط رغم أنها دول هامة بالنسبة لاوروبا سواء من الناحية الاستراتيجية أو من ناحية السلع، إلا أنها كانت معاملة قاصرة في حق الشعوب وسياستهم كانت بها تسويف لكل ما هو في صالح تلك الشعوب وكانوا ينظرون لها بمثابة الحديقة الخلفية لهم والمخزن الممتلئ لهم بالموارد والذي يمكنهم استخدامه في أي وقت، وذلك أن الأوروبيين ينظرون إلى السياسة الخارجية من وجهة نظرهم ولا يقيمون وزن لوجهات النظر الأخرى.

واردفت أن الأوروبيين يفعلون ما في وسعهم الحيلولة دون وقوع الدول في احضان روسيا، وذلك مثلما حدث مع اليونان عندما انقذوها بعدما غرقت في الديون وشكلوا لها لجنة ثلاثية مما اثقل على ميزانية الاتحاد الأوروبي وهو ما يندرج على حالة العلاقات الفرنسية الجزائرية.