هل اللقاء السري بين وزيري خارجية ليبيا وإسرائيل تم بطلب من أمريكا والدبيبة؟
ما زال لقاء وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في روما يثير زوبعة سياسية داخلية وخارجية.
فقد كشفت، روميانا أوغراتشنسكا، وهي أستاذة جامعية متخصصة في الشأن الليبي وصاحبة عدة كتب حول ليبيا، عن تورط الولايات المتحدة الأمريكية في عقد هذا اللقاء، رغم الإعلان عن غضبها من كشف هذا اللقاء.
وأكدت روميانا أوغراتشنسكا، خلال لقاء أجرته معها قناة «فرانس24»، أن اللقاء بين الوزيرين لم يكن مجرد صدفة بل خطط له من قبل روما وبطلب من الولايات المتحدة الأمريكية التي تعمل من أجل أن يتم التطبيع بين إسرائيل وجميع الدول العربية.
وأشارت إلى أن وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، بلقائها وزير خارجية إسرائيل، قد خرقت قانونا قديما سن في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي. هذا القانون يمنع أي اتصال أو لقاء مع مسؤول إسرائيلي.
أما فيما يتعلق باللقاء الذي جمعها بوزير الخارجية الإسرائيلي، فيجب التوضيح بأنها ذهبت إلى روما برفقة إبراهيم دبيبة ابن أخ رئيس الوزراء ووليد اللافي مسؤول الإعلام في الحكومة الليبية.
ونظرا لأهمية هذين الرجلين، فالقول بأن لقاءها مع وزير خارجية إسرائيل كان بالصدفة أمر لا يمكن أن نصدقه.
فحسب المعلومات التي في حوزتي، لقد تم التباحث بشأن هذا اللقاء في الزيارة الأخيرة التي قامت بها المنقوش إلى روما التي اقترحت على ليبيا تطوير علاقاتها مع إسرائيل وذلك تحت الضغط التي مارسته واشنطن على ليبيا.
نحن نعلم بأن هناك ضغط كبير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إقناع الدول العربية بتطبيع العلاقات مع تل أبيب في إطار اتفاقيات أبراهام. وهذا ما يحدث في الحقيقة مع السعودية وليبيا أيضا.
من جهة أخرى، ورغم إقالة نجلاء المنقوش من منصبها من قبل دبيبة بهدف تهدئة الأوضاع، إلا أن الجميع يعلم بأنه هو الذي أرسلها إلى روما.
أكثر من ذلك، فمسألة تحسين العلاقات بين إسرائيل وليبيا كان موضوع نقاش بين وليام بيرنز رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية ورئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة خلال الزيارة التي قام بها المسؤول الأمريكي إلى طرابلس في شهر يناير 2023.
الدبيبة وافق على المطلب الأمريكي لكنه طلب من ضيفه منحه بعض الوقت لأسباب تتعلق بالرأي العام الليبي المناهض لإسرائيل.
فاللقاء الذي جمع نجلاء المنقوش مع إيلي كوهين يفترض أنه مرحلة من مراحل المحادثات.
ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد دبيبة يحاول استغلال هذه الورقة وأوراق أخرى من أجل الحصول على دعم دولي لكي يبقى أكثر في الحكم ولكي يظهر على أنه الرجل الذي لا غنى عنه.
وكانت وسائل إلام عبرية قد كشفت، أن الإدارة الأمريكية، وجهت، رسالة توبيخ إلى إسرائيل، بسبب الكشف لقاء وزير خارجية الاحتلال، إيلى كوهين، مع وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش.
ونقلت مواقع عبرية، عن مسئولين فى إسرائيل قولهم: إن الإدارة الأمريكية وجهت رسالة توبيخ إلى حكومة بنيامين نتنياهو، بعد تسريب لقاء كوهين ونجلاء المنقوش، الأمر الذي أفسد جهود بذلتها أمريكا على مدار عامين لتقريب وجهات النظر بين ليبيا وإسرائيل، وانضمام الدولة العربية لاتفاقيات أبراهام.
ووفق المصادر الإسرائيلية، فقد اعتبر الأمريكان أن ذلك "قد يكون أنهى جهد سنتين قامت به الولايات المتحدة لتقريب ليبيا من اتفاقيات أبراهام للتطبيع مع تل أبيب، ومن شأنه أن يدفع دولًا أخرى للانخراط في تفاهمات تعاون وتطبيع مع إسرائيل"، على حد قولهم.
واعتبروا التبرير الإسرائيلي حول الرد على أسئلة الصحفيين غير مقنع، لافتين إلى أنه "بعد تسريب الخبر كان يمكن للخارجية الإسرائيلية أن تقول للصحفيين: لا تعقيب، بدلًا من أن يخرج وزير الخارجية ويتغنى علنًا بلقاء سري!".