من سائق سيرفيس إلى المليونير.. قصة صعود «رماح» بفضل توريد المخدرات في أسوان
لا يختلف أحد علي أن ما شهدته محافظة أسوان، منذ بداية شهر أغسطس، والمعركة التي شنها مكتب مكافحة المخدرات، بقيادة العقيد وسام حسين، علي مستوي دائرتي «كوم أمبو وإدفو» ضد مافيا الكيف، وسقوط أسماء رنانة من معاقل الفساد حتى أصبحت دواليبهم «هس هس» لا يجرؤ أن يتردد عليها أحد أما محروقة أو تساوت كالتراب فى الأرض.
من سائق سيرفيس إلى المليونير.. قصة صعود «رماح» في توريد المخدرات بأسوان
وراء تنفيذ الخبطات والنجاحات التي حققها مكتب مكافحة المخدرات، مع كل مأمورية ومداهمة محفوفة بالمخاطر، «كلمة السر» وهو الرائد محمود عبد الحميد، الذي تخطى الخطوط الحمراء وأصبح بمثابة «البعبع» وهدد عرش تجار المخدرات الذين كانوا أشبه بمشاهير «عالم المزاج»، ورغم التحذيرات لكن كان شغله الشاغل كيف يوقف نزيف السموم أن تصل إلي أجساد الشباب دون النظر للملاحقات الأخطبوطية من أصحاب المصالح لإفشال تلك المهام.
وتصاعدت الضربة الحديدية بسند القانون للرائد «محمود عبد الحميد» بعدما أسقط فى شباكه راعى توريد المخدرات والشهير بـ«رماح» وهو متخصص فى توزيع «الشغل» بنظام الجملة ونصف الجملة على عملائه من التجار سواء داخل مدينة كوم أمبو أو المراكز المجاورة فى أسوان.
قصة صعود «رماح» أغرب من الخيال، فهي واحدة من الأسرار المخفية فى الكواليس التى تحتاج إلى فك طلاسم حقائقها حتى تجسد فى مشهد سينمائي ودرامى، فهو شخصًا عاديًا بدأ حياته من مجرد «سائق سيرفيس» بمسقط رأسه فى مدينة كوم أمبو يقوم على توصيل الزبائن ويجمع الأجرة لسد احتياجاته الخاصة فى مواجهة طواحين الحياة، لكنه لم يكن كباقى أقرانه من أبناء المهنة الذين يبحثون عن قوت يومهم بشرف ونزاهة مهما كانت الصعاب.
وأتجه للاقتراب من مجموعة من مصاصي دماء الشباب ومروجى المخدرات لهم، وأخذ يبيع فى السموم حتى جمع أموالًا طائلة ثم تم ضبطه وسجنه، ورغم أن قانون السجن «تهذيب وتصويب وليس تعذيب» بمعنى أدق هو صحوة للرشد والإستقامة والرضا والعودة إلى النضفة الحسنة التى يحملها الطفل المولود لكن يبدو بعد خروجه أن جميع النصائح التى تلقاها كأنها كانت تمر على صنم وليس بشر، شخص يلهث وراء مطامعه مهما كانت الضريبة أن يحطم أحلام الشباب بل ويدفنها ويرسم مستقبلهم علي هيئة قرابين فى عيون أسرهم.
ولمع نجم «رماح» بقوة فى الآونة الأخيرة داخل مدينة كوم أمبو وأسوان، وأصبح يلقب بـ«الحاكم» بعدما أقترب من «عش الدبابير» من رجال فى جهاز الأمن، وأصبح يتردد على مكاتبهم ويستغل مواقعهم القيادية والحساسة وأسمائهم وكان يمثل لهم «الفتى المدلل»، ومن هنا ذاع صيته فى توزيع المخدرات حتى أصبح الراعي الأول بنظام الجملة ونصف الجملة للدواليب وأصبح من قبيلة الملايين، بالإضافة إلى أن التاجر «اللي ميعجبهوش ويأخر عليه الفلوس أو يفاصل» بتكون النتيجة أنه يهدده بعصا الأمن وأنه قادر على كسره حال خروج حملة بـ«الريموت كنترول»، حسبما كان يدعي دائمًا، نظرًا لأنه كان يمارس هذا النشاط دون المساس به.
إلا أن وصلت قصة «رماح» المثيرة برمتها علي مكتب الرائد محمود عبد الحميد، ومن هنا سطرت شهادة نهايته على يد أشرس ضابط فى مكتب مكافحة المخدرات والمعروف عنه أنه «مبيرحمش» وليس له مقعد فى قطار المجاملات والمخطئ يعاقب دون تهاون، وبالفعل بعد تقنين الإجراءات القانونية، قام برسم خطة محكمة ونصب له «مصيدة» غير متوقعة حال تواجده على أحد المقاهى فى مدينة كوم أمبو، وضبطه تحت سمع وبصر الجميع إلى سيارة الشرطة وديوان مركز كوم أمبو، وسادت حالة من الدهشة والفرحة بين الأهالي بالدور الكبير للرائد محمود عبد الحميد.
وتم إرفاق المضبوطات التي كانت بحوزة المتهم في محضر الضبط بالإضافة إلى فحص الملف الجنائي له، تبين أنه مطلوب علي ذمة أحكام جارية وهي 3 شهور تبديد و6 شهور تبديد وسنة تبديد، وتم عرضه علي النيابة العامة لتباشر سير التحقيقات.