ثروته فوق الخيال.. ليلة سقوط «الأسطورة» راعى المخدرات فى كوم أمبو
أدرك رجال وزارة الداخلية في محافظة أسوان أن عليهم دورًا كبيرًا في بناء الجمهورية الثانية التي أنطلقت مع الرئيس السيسي، الذي خطط لمصر بعد ثلاثة عقود، لذا كان خطة مديرية أمن أسوان، فى تطهير كافة معاقل الفساد من مروجى المواد المخدرة واستئصال أوكارهم الملعونة التى تفتشت فى ربوع قرى ومراكز المحافظة الخمسة، كالمرض السرطانى والتى استهدفت صحة ووعى الشباب وخلفت مصائب يومية من جرائم السرقات والقتل والبلطجة على يد مدمنيها لشراء الكيف.
فور وصول معلومات سرية ومهمة إلى مكتب مكافحة المخدرات، عن مقر اختباء «م. ر» والشهير بـ«أسطورة الكيف» فى كوم أمبو، الذي روج إنه مسنود ويصعب تطبيق القانون عليه، لكن رجال الأمن في أسوان داخل عقيدتهم بان القانون فوق الجميع.
كانت خطة سقوط «الأسطورة» مرسومة بدقة وحنكة على أعلى مستوى من رجال المهام الصعبة لاصطياد طباخ السم الذى كان سببًا فى تحويل منازل أسوان إلى «نعش كبير» بسبب الأحزان اليومية لضياع شباب فى عمر الزهور طعنهم الإدمان غدرًا ودمر مستقبلهم وأصبحت الملابس السوداء هى الزى الوحيد لأسرهم بعدما تحطمت قلوبهم على فلذات أكبادهم مقابل الثراء السريع.
سطورنا المقبلة تفجر تفاصيل وأسرار الحكاية.. وكيف سقط «أسطورة الكيف» فى قبضة رجال الأمن وإستجابة لحملة «النبأ»؟
وكشف مصدر تفاصيل من العيار الثقيل، مشيرًا إلى أن صاحب لقب «الأسطورة» جعل من مسقط رأسه داخل منطقة «عزبة حجاجى» أكبر بؤرة لتردد «الناس الشمال» من الخارجين عن القانون والمدمنين، وأصبح مشهد مؤذى نفسيًا وبصريًا فى عيون الفتيات والأطفال بجانب أن السمعة السيئة أصبحت تلاحق سكان تلك المنطقة الآبرياء تارة والتهديدات المستمرة حال الافصاح عن كواليس أفعال «خلفة العار» تارة أخرى مستغلًا عصا علاقاته ونفوذه وتهديدهم بعدد من لصوص الخفاء داخل ديوان مركز شرطة كوم أمبو وأنه «الفتى المدلل» لهم.
وتابع المصدر، أن الشواهد أصابت الناس بالخوف وجعلتهم يصدقون أدعائاته نظرًا لأن وكره لا يبعد أمتار عن ديوان مركز شرطة كوم أمبو، ويقف أمامه غواة الكيف بالطوابير ويصنف ضمن أغنى 5 شخصيات فى أسوان وثروته تفوق الخيال من أراضى وسيارات وعقارات وأموال فى البنوك وذهب يصعب حصرها، منوهًا أنه من شدة حرصه كان يسند ممتلكاته على الأوراق الرسمية لوالدته بقصد تأمين ثروته وحمايتها التى جناها على أجساد الشباب وقوت أسرهم بلا رحمة أو ضمير إنسانى، متوهمًا أنه أذكى من الجهات الرقابية.
وأوضح المصدر خلال حديثه لـ«النبأ» أن سر هروب «الأسطورة» خارج كوم أمبو ينطبق عليها المثل «بعد خراب مالطا» بعدما أفسد شبابها وجعل من شوارعها معرضًا كبيرًا لبيع المخدرات «علنى» ولا يخشى أحد من رجال إنفاذ القانون، وأضطر لذلك بسبب الحملات الجبارة من رجال مكتب مكافحة المخدرات التى نجحت فى تفتيت دويلات أباطرة الكيف وأحرقت أوكارهم ونسفت مخططاتهم الشيطانية داخل مركزى «كوم أمبو وإدفو»، كمحاولة للنجاة بنفسه وثروته بعد سقوط الذراع اليمن له «ابن عمه» وأصبحت العين عليه من كل إتجاه وذاع صيته بعد كتابة اسمه على الحوائط فى الشوارع والميادين بأنه راعي تجارة المخدرات فى كوم أمبو.
وأضاف، بالفعل بعد شعور «الأسطورة» بأنه أصبح تحت الميكرسكوب وأن «الكلابشات» الحديدية تقف له بالمرصاد ظل مختفيًا نحو 5 أيام وكأنه نزل فى سرداب أسفل الأرض ويصعب الوصول إليه، لكن لا يعلم بأن حيلة ومحاولاته لن تنجح أمام الأساليب الحديثة والمتطورة والتكتيكات التى رسختها وزارة الداخلية فى عهد اللواء محمود توفيق، وهو ما تحقق عقب ورود معلومة سرية مفادها أن المذكور مختبئ داخل مدينة الغردقة، وعليها تم تتبعه ورصده بسرية تامة المذكور وتبين أنه لن يظهر إلا بعد رحيل عاصفة التطهير الأمنية ويعقب ذلك ضخ أمواله واستغلالها كستار فى إقامة مشروعات وغسيلها فى أعمال ينوى تنفيذها.
وأوضح المصدر، بعد التأكد من إيجابية المعلومات وما رصدته التقنيات الحديثة، تم رسم خطة محكمة يصعب الطعن على إجراءات الضبط، ثم خرجت قوة مكبرة داهمت مقر اختبائه وتمكنت من ضبط «الأسطورة» وكانت برفقته زوجته، كما وجد بحوزته مضبوطات وأموال ضخمة تم إرفاقهما فى محضر الضبط، والنيابة العامة تباشر التحقيقات.
وأكد المصدر، أن الضربة التى سددتها أجهزة الأمن ضد «الأسطورة» واحدة من أهم الضربات التى حققت فرحة عارمة وكبيرة فى قلوب الأهالى وأعادت الأمل فى صدورهم مرة اخرى، مطالبين من «صاحب القلب الصلب» اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، باستمرار تلك الجهود الحثيثة فى ربوع المحافظة وتطهيرها من عناصر مازالت صداها مرتبط بالدم والنار والفساد وتنعم بالحرية داخل أسوان.