اللواء حاتم باشات وكيل جهاز المخابرات السابق لـ«النبأ»: لا يوجد بديل للرئيس «السيسي».. ومصر تدفع ثمن سياسة «الإخوان» في ملف سد النهضة
المرشحون المحتملون للرئاسة لم يقنعوا الشعب.. والرقابة الدولية على الانتخابات شئ طبيعي
يحسب للقيادة السياسية عدم الانجرار للتدخل عسكريا في المناطق «المشتعلة» رغم «التسخين»
إزالة مخطط تقسيم مصر من الخريطة «تخدير»..وحلم إسرائيل من النيل للفرات ما زال قائما
ليس هناك مبرر لاتخاذ موقف معادي من إيران بعد تطبيع العلاقات بين طهران ودول الخليج
«عبد الناصر» كان زعيما بحق و«مبارك» فتح الباب أمام إسرائيل وتركيا وإيران للتغلغل في إفريقيا
«السيسي» أحدث طفرة كبيرة في العلاقات المصرية الأفريقية
إعادة العصر الذهبي للقاهرة في القارة السمراء يحتاج إلى تركيز أكثر
«بوتين» تسرع في دخول أوكرانيا و« زيلينسكي» عميل زي «مرسي»
حلم أردوغان بعودة الخلافة العثمانية زاد رغم تحسين العلاقات بين أنقرة والقاهرة
مصر نجحت في القضاء تماما على فكرة عودة الإخوان للسلطة
الدور الدبلوماسي لجهاز المخابرات ضروري لأن مصر تقع في منطقة ساخنة ومهددة عبر العصور
«المصريين الأحرار» تأسس لمواجهة الإخوان.. وتعرض لـ«هزة» كبيرة بعد رحيل «ساويرس»
موقف مصر مما يحدث في السودان حكيم جدا
«حميدتي» ومن يقف وراءه الخاسر الأكبر من توحيد الجيش السوداني
ما يحدث في السودان حرب بالوكالة ستنتهي بتنفيذ مخطط «فصل دارفور»
أمتلك فيديوهات بشعة للتطهير العرقي ضد القبائل العربية في غرب السودان
ما يحدث في القارة السمراء «ربيع أفريقي» ضد الاستعمار القديم ونهب ثروات الشعوب
الاتحاد الأفريقي ليس صاحب قرار ويعمل لصالح أجندات أوروبية معروفة
تدخل «إيكواس» عسكريا في النيجر سيكون كارثة كبرى
الموقف العربي منقسم وممزق حيال ما يحدث في المنطقة.. والجامعة العربية ضعيفة
قال اللواء حاتم باشات، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق ورئيس لجنة الشئون الإفريقيا بالبرلمان سابقا، أنه لا يوجد بديل للرئيس عبد الفتاح السيسي في حكم مصر وأن المرشحين المحتملين للرئاسة لم يقنعوا الشعب، مؤكدا على أن مصر تدفع سياسة الإخوان في ملف سد النهضة.
وأضاف «باشات»، في حواره لـ«النبأ»، أنه يحسب للقيادة السياسية عدم الانجرار للتدخل عسكريا في المناطق «المشتعلة» في العالم العربي رغم محاولات «التسخين»، مشيرا إلى أن مخطط تقسيم مصر تم غزالته من الخريطية الأخيرة كنوع من التخدير، لافتا إلى أن حلم إسرائيل من النيل للفرات ما زال قائما.
وأشار وكيل جهاز المخابرات السابق، إلى أن الرقابة الدولية على الانتخابات الرئاسية شئ عادي ولا يتعارض مع السيادة الوطنية للدول، مؤكدا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما زال يحلم بعودة الخلافة العثمانية، وان الدولة المصرية نجحت تماما في القضاء على فكرة عودة الإخوان للسلطة.. وإلى تفاصيل الحوار
في البداية ما هو تقييمكم لما يحدث في القارة الأفريقية؟
ما يحدث في إفريقيا من انقلابات عسكرية في النيجر والجابون، استطيع أن أطلق عليه «ربيع أفريقي»، وهو ناتج من انتشار التعليم والوعي بين الشعوب الأفريقية، التي تشعر أن ثرواتها تنهب من جانب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وأن حكامها أصبحوا تابعين لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية الذين يعيشون على خيرات إفريقيا، إفريقيا غنية بالثروات الطبيعية مثل الذهب والألماظ واليورانيوم والنحاس والحديد وغيرها من الثروات، 60% من سكان إفريقيا من الشباب، بينهم نسبة كبيرة جدا أصبحوا متعلمين، الشعوب الأفريقية الأن تجنى ثمار التعليم والوعي.
لكن أين الاتحاد الأفريقي من كل ذلك؟
الاتحاد الأفريقي ليس صاحب قرار، التصويت في الاتحاد الأفريقي يكون لصالح أجندات أوروبية معروفة.
لكن البعض يقول أن ما يحدث في إفريقيا هو وباء أو فيروس ضرب القارة السمراء؟
ما يحث في إفريقيا الأن هو منشط وليس وباء أو فيروس، منشط من أجل الاستقلال الوطني وإخراج المحتل القديم، مثلما حدث في ستينيات القرن الماضي ولكن بإسلوب مختلف، الاستعمار الأن أصبح بالريموت كنترول، الدول تنهض بشبابها وبالتعليم، التعليم في إفريقيا يقضي على التطبيل، في إفريقيا أصبح هناك حرية رأي بشكل علني، الشباب اصبحوا ينتقدون الحكام، وبالتالي ما يحدث في إفريقيا الأن هو بسبب انتشار التعليم والوعي وخاصة بين الشباب.
هل تعتقد أن إيكواس سوف تتدخل عسكريا في النيجر؟
لو حدث ذلك سيكون كارثة كبرى، لأن التدخل العسكري سوف يؤدي إلى اشتعال المنطقة، لا سيما بعد انضمام مالي وبوركينافاسو للنيجر، لا سيما وأنه سيكون هناك معارضة شعبية لهذا التدخل بسبب انتشار التعليم والوعي.
ماذا يحدث في السودان وأنت قضيت فترة طويلة في العمل هناك وتعرف الكثير من أسرار هذا البلد العزيز على مصر؟
ما يحدث في السودان هو صراع على نهب الثروات الطبيعية وعلى رأسها الذهب واليورانيوم والصمغ العربي، ما يحدث في السودان هو تنفيذ مخطط فصل الغرب «دارفور»، عن السودان، بعد أن تم فصل جنوب السودان الغني بالنفط عن الوطن الأم، غرب السودان يحتوي على الكثير من الثروات مثل الذهب واليورانيوم والصمع العربي، بخلاف الثروة الحيوانية، الصمغ العربي يستخدم بنسبة 90% في صناعة البيبسي والكولا والسفن آب، فاغنر مع قوات الدعم السريع يسيطرون على مناجم الذهب في غرب السودان، هذه المناجم تنهب وتذهب إلى «س» من الدول التي ترسلها إلى روسيا مقابل بعض الدولارات والأسلحة التي يحصل عليها قائد قوات الدعم السريع«حميدتي»، من أجل الصرف على قواته وشراء المرتزقة.
ما هي الأسباب الحقيقية لاندلاع هذه الحرب من وجهة نظركم؟
السبب الرئيسي في قيام الحرب في السودان، هو رفض حميدتي دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية خلال سنتين، وطلب أن يكون الدمج خلال 10 سنوات، من أجل كسب الوقت وتكوين حصيلة أو خميرة من بيع الذهب لكي يشترى بها مدرعات وطائرات من أجل اسقاط الجيش السوداني والسيطرة على الدولة السودانية، للاستمرار في نهب ثروات الذهب واليورانيوم وبيعها بثمن بخس لبعض الدول، لكن القوات المسلحة السودانية فهمت هذه اللعبة، لذلك حميدتي ومعه بعض الدول المستفيدة من ثروات السودان لا تريد للحرب أن تنتهي، لأن انتهاء الحرب يعني سيطرة القوات المسلحة السودانية على ثروات البلد وبيعها باسعار عالمية لصالح الشعب السوداني، وبالتالي الخاسر الأكبر من وقف الحرب ودمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة «توحيد المؤسسة العسكرية»، هو حميدتي ومن يدعمه.
لكن كيف ستنتهي هذه الحرب من وجهة نظركم؟
هذه الحرب هي بداية فصل غرب السودان، عندما كنت أعمل قنصلا عاما في السودان خلال الفترة من 1997 وحتى 2002، كانت المنظمات الدولية غير الحكومية مثل الصليب الأحمر تهيئ الناس للانفصال، وكان الغرب يلعب لعبة قذرة في غرب السودان ويقوم بعملية إحلال القبائل الأفريقية محل القبائل العربية تمهيدا لعملية فصل غرب السودان «دارفور»، وقد سمعنا عن تطهير عرقي للقبائل العربية وحرق البنات العربيات في دارفور من أجل منع تكاثر القبائل العربية لتحل محلهم القبائل الأفريقية، وأنا لدي فيديوهات بشعة تؤكد ذلك.
ما هي قصة حميدتي وقوات الدعم السريع؟
الرئيس السابق عمر البشير هو الذي قام بانشاء قوات الدعم السريع ووضعها في مناطق استراتيجية جدا في محيط الخرطوم، وأتي بحميدتي وكان راعي غنم ليكون قائدا لها، بعد أن صنع ميليشيا الجنجويد من أجل فرض الأمن في دارفور، وهي القوات التي قامت بالكثير من العمليات الإرهابية ضد القبائل العربية في غرب السودان، السودان الأن يجني ثمار عهود كانت سيئة في تاريخ الدولة السودانية، الناس في دارفور يعيشون بلا مياه أو كهرباء أو تعليم أو صحة، يستخدمون نظام المقايضة لعدم وجود أموال، يعانون من التهميش، لذلك هذه الحرب لن تنتهي على خير، وستنتهي بفصل غرب السودان، السودان بعد الحرب لن تكون كما كانت قبل الحرب، وهذا حدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا، هذه الدول لم تعود كما كانت حتى الأن.
لكن هل ما يحدث في السودان هو حرب بالوكالة كما يحدث في ليبيا وسوريا والعراق؟
طبعا، الحروب كلها أصبحت بالوكالة، وكذلك الثورات، أي دولة فيها رأسين عسكريين تسقط، كما حدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا، ويحدث الأن في السودان.
تقييمك للموقف العربي مما يحدث في السودان؟
الموقف العربي كالعادة منقسم وممزق، وجامعة الدول العربية ضعيفة، ولن يكون لها أي دور في ظل تمزق الدول العربية.
كيف ترى الزيارة التي قام بها الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني للقاهرة ؟
زيارة الفريق عبد الفتاح البرهان لمصر تأتي في اطار، أن السودان دولة شقيقة وجارة وأمن قومي بالنسبة لمصر، وتاريخ البلدين يحتم على أي سوداني وطني أن يلجأ لمصر، وأتوقع أن يكون لهذه الزيارة تأثير ايجابي على الحرب في السودان.
هل إسرائيل لها دور مما يحدث في السودان؟
طبعا، طبعا، الصهيونية تفكر لمائة عام للأمام، إسرائيل متغلغلة في إفريقيا، الإسرائيليون موجودون في كل مكان في العالم.
وماذا عن مخطط دمج إسرائيل في المنطقة؟
مخطط دمج إسرائيل في المنطقة يتم تنفيذه يثبات.
تقييمكم لموقف مصر مما يحدث في إفريقيا وخاصة في السودان؟
موقف مصر مما يحدث في السودان حكيم جدا جدا، عجبتني جدا الدبلوماسية الرئاسية في هذا التدخل، مصر تعتبر ما يحدث في السودان شأن داخلي، مع مراقبة الوضع عن كثب.
تقييمكم للعلاقات المصرية الأفريقية من عصر الرئيس جمال عبد الناصر حتى الأن؟
الرئيس جمال عبد الناصر كان زعيما بحق، كانت علاقاته مع الزعماء والرؤساء الأفارقة علاقات قوية وأسرية، وكان جمال عبد الناصر بالنسبة لإفريقيا مؤله، كان يدعم حركات التحرر الوطني في إفريقيا، وكان جمال عبد الناصر بالنسبة للأفارقة زعيم بحق، صوره موجودة في كل بيت أفريقي، وله تماثيل في الكثير من الدول الأفريقية، واسماء شوارع باسمه في الكثير من الدول الأفريقية.
أما الرئيس محمد أنور السادات، فقد جنى ثمار علاقة جمال عبد الناصر بإفريقيا، في حرب 1973 كل الدول الأفريقية قاطعت إسرائيل، وكان لذلك تأثير كبير جدا على المستوى الدولي والعالمي.
الرئيس محمد حسني مبارك، وجه كل اهتمامه للشمال، وهذا كان مقصودا، من أجل ابعاد مصر عن القارة الأفريقية، بسبب وقوف إفريقيا مع مصر ضد إسرائيل، وكان نتيجة ذلك أن فقدت مصر علاقتها بإفريقيا، وكنا في جهاز المخابرات نقوم برفع تقارير للرئيس مبارك نوصي فيها بضرورة القيام بجولات أكثر للدول الأفريقية، حتى جاءت محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا، فاسدت نفسه تجاه إفريقيا، وتم قطع الزيارات، وتولى بطرس غالي ملف إفريقيا بالكامل، وهذا أثر بالسلب على العلاقات المصرية الأفريقية.
مصر في عهد الرئيس محمد حسني مبارك ابتعدت عن إفريقيا، ودفعت الثمن، بعد أن حلت محلها إسرائيل وتركيا وإيران وبعض الدول العربية وفي مقدمتها قطر.
اما العلاقات المصرية الأفريقية الأن في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي فقد شهدت طفرة كبيرة جدا جدا، فلأول مرة نرى رئيس مصري يقوم بزيارة 5 دول أفريقية وويبيت في هذه الدول، حسني مبارك كان يروح ويرجع في نفس اليوم، وأول مرة في تاريخ مصر يتم انشاء لجنة للشئون الأفريقية داخل البرلمان، وأنا كنت أول رئيس لجنة للشئون الأفريقية ينادي بأن يكون هناك وزير دولة للشئون الأفريقية، مثل الدول الأوربية التي لديها وزير دولة للشئون الأفريقية لنهب الثروات.
مصر بدأت الأن تعود لإفريقيا، ولكن الموضوع يحتاج إلى تركيز أكبر من اجل إعادة العصر الذهبي في العلاقات المصرية الأفريقية الذي كان في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
كيف ترى التطورات الأخيرة في ملف أزمة سد النهضة.. وكيف ستنتهي هذه الأزمة؟
إثيوبيا استغلت ما حدث في 2011، واستغلت وجود الإخوان في هذه الفترة، وكلنا رأينا اللقاء الذي تم على الهواء، مصر تدفع ثمن ما حدث في 2011 وسياسة الإخوان في ملف سد النهضة، كل هذه الأحداث عملت على تقوية الموقف الأثيوبي، وجعلته يتجرأ على مصر، وكذلك زيارة وفد المعارضة لإثيوبيا كانت مؤسفة، وأكيد هم نادمين على هذه الزيارة، الأن الزمن تغير، أي طلقة سوف تطلقها على السد كأنك ضربتها على إفريقيا كلها، الموقف الأفريقي غير مضمون للوقوف بجانب مصر، مصر الأن منغمسة في مشاكلها الداخلية وفي الديون، إفريقيا تحتاج إلى دعم مصر في التعليم والصحة، ومصر تحتاج إلى تطوير التعليم.
هل السيناريو العسكري ما زال على الطاولة؟
الخيار العسكري ما زال مطروحا، في البداية كان هناك 4 خيارات، أخرهم الخيار العسكري، وهذا الخيار مستبعد لأنه سوف يتسبب في مشاكل كثيرة جدا في المنطقة كلها، وهذا الخيار العسكري غير مستحب من معظم الدول العربية والأفريقية، ويجسب للقيادة السياسية أنها لم تنجر للتدخل عسكريا في المناطق المشتعلة في العالم العربي مثل اليمن وليبيا وملف سد النهضة والأن في السودان، رغم محاولات التسخين التي تعرضت لها.
هل ما زال حلم إسرائيل للحصول على مياه النيل قائما؟
أول شئ يتعلمه الطفل الإسرائيلي في المدرسة هو، «دولتك يا إسرائيل من النيل للفرات»، والشيطان يكمن في التفاصيل.
لكن البعض يقول أن مشروع تعمير سيناء أفشل مخطط مشروع إسرائيل من النيل للفرات.. رأيكم؟
تعمير سيناء كان يجب أن يتم قبل ذلك، المنطقة في حاجة إلى استثمارات روسية وصينية ضخمة جدا جدا.
ماذا عن الملف الليبي؟
الملف الليبي معقد جدا جدا، وخاصة في ظل التدخلات الخارجية التي تسعى لنهب خيرات وثروات ليبيا الطبيعية، وعلى رأسها النفط والغاز.
من وجهة نظري السيناريو الوحيد لنهاية الأزمة الليبية هو التقسيم.. إلى أي مدى تتفقون معي؟
اتفق معك تماما، تقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة مخطط موجود منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكان مستهدف تقسيم مصر إلى 3 دول، في الخريطة الأخيرة تم استثناء مصر من هذا التقسيم، وفي رأيي هذا نوع من التخدير، وهناك محاولات لجرجرة مصر في أي معارك عسكرية حتى يكون هناك فرصة للتدخل، لذلك هم يلعبون في ليبيا والسودان، هناك أصابع في كل مكان تلعب حول مصر من أجل جرجرتها لمعارك عسكرية، لذلك أنا أرى أن الدبلوماسية الرئاسية في هذا الملف حكيمة جدا، فهي لم تتدخل عسكريا في سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا أو السودان، رغم أن السودان بالنسبة لمصر أمن قومي، ورغم قدرة مصر على التدخل عسكريا، لكن هذا سيؤدي إلى جرجرة مصر في حرب هي في غنى عنها وخاصة في الوقت الحالي.
كيف ترى الحديث عن عودة العلاقات المصرية الإيرانية؟
العلاقات المصرية الإيرانية كانت قوية جدا أيام حكم الشاه، وكانت إيران داعمه لمصر، لكن بعد الثورة الإيرانية حدث تغير سلبي كبير جدا في العلاقات، في الوقت الحالي أرى أن الظروف السياسية تتطلب أن يكون لمصر علاقات محدودة ومدروسة مع إيران، ومصر كانت الدرع الواقي للدول الخليجية ضد إيران، لكن بعد تطبيع العلاقات بين إيران ودول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية أصبح اتخاذ موقف معادي من إيران غير مطلوب.
هل ذلك يعني أن عودة العلاقات بين مصر وإيران كان مرهونا بتطبيع العلاقات بين إيران ودول الخليج؟
بالإضافة لذلك كان هناك أسباب أخرى مثل قضية السنة والشيعة، وموقف الأزهر.
لكن هل تتوقع عودة العلاقات كاملة بين مصر وإيران في القريب العاجل؟
لا بد من دراسة هذا الملف بتأني وفي حدود.
كيف ترى التقارب الأخير الذي حدث في العلاقات المصرية التركية وهل ما زال أردوغان يحلم بعودة الخلافة العثمانية؟
حلم أردوغان بعودة الخلافة العثمانية زاد بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وطموحه أصبح أقوى، ورغم حدوث تحسن في العلاقات بين مصر وتركيا في الفترة الأخيرة إلا أن أردوغان لم يقوم بتنفيذ طلب واحد من المطالب التي تقدمت بها مصر للمصالحة، لكن مصر نجحت في القضاء تماما على فكرة عودة الإخوان للسلطة، وأردوغان كان له دور مكشوف وواضح في دعم الإخوان، كما أن الموقف القطري أصبح كارت محروق، وعودة العلاقات كاملة بين مصر وتركيا مرهون بتنفيذ أردوغان للمطالب التي تقدمت بها مصر، رغم أن هناك زيارات متبادلة سواء على المستوى السياسي أو الأمني.
ما هي السيناريوهات المتوقعة لنهاية الحرب الروسية الأوكرانية وهل تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع في الفخ الأمريكي وورط روسيا في المستنقع الأوكراني؟
من وجهة نظري أنه حدث تسرع في الموقف الروسي تجاه الحرب، وفي نفس الوقت أوكرانيا تدفع ثمن اختيارها لممثل كوميدي، ومن وجهة نظري هو رئيس عميل، مثلما كان مرسي، وروسيا تستطيع حسم المعركة بالقوة العسكرية لكنها لا تريد تصعيد الموقف، لأن التصعيد يعني نشوب حرب عالمية شاملة في المنطقة.
لكن هل يمكن أن ينتهي هذا الصراع بحرب نووية كما يعتقد البعض؟
استبعد سيناريو الحرب النووية، ولكن الصراع سيستمر حتى يحدث تغيير في السياسة الدولية، وتشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، وما يحدث في أمريكا داخليا ينبأ بأنها أصبحت غير مستقرة.
في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر وجزء كبير منها ناتج من ظروف عالمية.. كيف ترى انضمام مصر لتجمع «بريكس»؟
مصر تحاول أن تتعلق بأي أمل ينجيها من الأزمة الحالية.
كيف تراقب الجدل الدائر حول الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
أنا أرى عدم وجود بديل للرئيس عبد الفتاح السيسي في حكم مصر الأن.
لكن هل تتوقع عدم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه الانتخابات كما يطالب البعض؟
كما قلت لا يوجد من المرشحين المحتملين بديل مقنع للشعب المصري يمكن أن يحل محل الرئيس عبد الفتاح السيسي.
أنت تبوأت الكثير من المواقع الدبلوماسية في السفارات المصرية في الخارج ونحن نرى أن هناك دور دبلوماسي للمخابرات المصرية في الكثير من الملفات الساخنة في المنطقة.. ما هي العلاقة بين الدبلوماسية وبين جهاز المخابرات العامة؟
لا غنى للدبلوماسية عن المخابرات، رغم أن الدبلوماسية المصرية عريقة وتاريخية منذ عهد الفراعنة، لكن جهاز المخابرات لا بد وأن يلعب دور دبلوماسي لكي يستطيع القيام بعمله، وبالتالي شق من عمل جهاز المخابرات يقوم على العمل الدبلوماسي.
لكن هل يتم التنسيق بين وزارة الخارجية وجهاز المخابرات في هذه الملفات؟
بالتأكيد، هناك تنسيق وتقسيم أدوار بين الطرفين، والخارجية في كل قراراتها ترجع لجهاز المخابرات حتى تكون قراراتها صحيحة، وهذا يحدث في العالم كله، وخاصة في مصر، لأن مصر تقع في منطقة ساخنة، ومصر على مر العصور والأزمنة مهددة بسبب موقعها الاستراتيجي، وهذا يتطلب أن يكون لمصر جيش قوي وجهاز مخابرات قوي.
البعض بدأ ينادي برقابة دولية على الانتخابات الرئاسية القادمة.. كيف ترى ذلك؟
الرقابة الدولية على الانتخابات موجودة في كل الدول، مصر تراقب الانتخابات في الكثير من الدول الأفريقية، وهذا أمر طبيعي وعادي.
لكن البعض يقول أنها ضد السيادة الوطنية وتدخل في الشئون الداخلية؟
كل الانتخابات التي جرت في مصر في الفترات السابقة كان عليها رقابة دولية ولم نسمع أي اعتراضات أو مشاكل.
هل أنت ما زلت في حزب المصريين الأحرار؟
نعم، ولكن النشاط ضعيف الأن.
لماذا لا يوجد دور للحزب في الحياة السياسية المصرية في الفترة الأخيرة؟
حزب المصريين الأحرار بدأ كحزب معارض لوجود الإخوان، والأن لا يوجد ما يستدعي أن يكون حزب معارض، وأصبح حزب عادي جدا، ولم يحصل في البرلمان الحالي ولا في مجلس الشيوخ على أي مقعد بعد أن حصل في البرلمان الماضي على الأغلبية، وهذا أساء كثيرا للحزب وأثار الكثير من علامات الاستفهام.
رجل الأعمال نجيب ساويرس دائما ينتقد الحزب ويدعي أن أخذ منه؟
نجيب ساويرس هو الذي أسس الحزب، لكن الحزب أخذ منه لأنه كان حاد جدا في سياسته، والمعارضة لها حدود، ولكن الحزب تعرض لهزة بعد أن تركه نجيب ساويرس، بسبب توقف الدعم المادي عنه، وبدأ عدد الأعضاء يقل.
ما هو مشروعكم السياسي القادم؟
الأن أراقب من بعيد، ولم اتخذ قرار حتى الأن.
ما سبب عدم ترشحكم في الانتخابات البرلمانية الماضية؟
شعرت أن تجربة المصريين الأحرار أصبحت غير محبذة، وشعرت أنني لن استطيع أن أضيف شيئا جديدا.
كلمة أخيرة؟
أعمدة الدولة المصرية في الفترة القادمة هم الشباب، الاهتمام بالشباب واحتوائهم بالتعليم والوعي هو سلاح مصر الفترة القادمة، وهذا يتطلب النهوض بالتعليم والبحث العلمي، وأقترح أن يتم عمل «إنترفيو» للطلاب الملتحقين بكليات التربية لا يقل عن «اإنترفيو» الطلاب الملتحقين بالكلية الحربية وكلية الشرطة.