أحياء كاملة ابتلعتها المياه.. ماذا فعل إعصار دانيال المدمر في درنة الليبية
أدت الفيضانات الناجمة عن إعصار دانيال المدمر العنيفة إلى انهيار سدين في مدينة درنة التي تقع شرق ليبيا، مما أدى إلى تفاقم آثار الإعصار دانيال، وأصبح الموقف في المدينة خارج السيطرة.
جاء ذلك خلال مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، والذي الضوء على المأساة الإنسانية التي أصابت ليبيا جراء الفيضانات الكارثية التي ضربت شرق البلاد جراء إعصار دانيال المدمر والتي كانت منها مدينة درنة.
وأوضح كاتب المقال باتريك وينتور أن الفيضانات الناجمة عن إعصار دانيال المدمر أدت إلى انهيار إثنين من السدود في مدينة درنة التي تقع شرق البلاد، مشيرا إلى أن سلطات المدينة أكدوا أن الموقف في المدينة أصبح خارج السيطرة.
وقالت جورجيت جاجون منسقة الأمم المتحدة للإغاثة في ليبيا: “أن الأرقام الأولية تشير إلى أن العديد من القرى والمدن في شرق ليبيا تأثرت بشدة جراء الفيضانات والتي أدت إلى تدمير البينة التحتية، وناشدت المسئولة الدولية جميع الشركاء المحليين والدوليين التكاتف من أجل تقديم يد العون للشعب الليبي خلال تلك الكارثة الإنسانية”، وفقا لما ذكره المقال.
وأوضحت المسؤولة الدولية في تدوينة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن حزنها العميق بسبب الخسائر البشرية الكبيرة التي نتجت عن تلك الكارثة التي لحقت بالبلاد.
كما تطرق إلى ما ذكره أحد شهود العيان في مدينة درنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنهم توجهوا إلى الشوارع بعد شروق الشمس في أعقاب الفيضانات من إعصار دانيال المدمر إلى مدينة درنة ولكن لم يكن هناك شوارع.. لم يكن هناك سوى الدمار.
وأضاف المقال في هذا الصدد أن مسؤولي المجلس المحلي في مدينة درنة أكدوا في تدوينات عبر فيس بوك أن الموقف في المدينة كارثي وأصبح خارج السيطرة، مناشدين المجتمع الدولي بمد يد العون لمساعدة العالقين من السكان داخل المدينة نتيجة لانهيار معظم الطرق والشوارع هناك.
كما أشارت تقارير صحفية، إلى نزوح ما يقرب من 20 ألف عائلة من مدينة درنة وبلغ عدد المفقودين 7 آلاف جراء الفيضانات التي ضربت المدينة.
وأفاد رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان في ليبيا، بأن عدد ضحايا إعصار دانيال المدمر في مدينة درنة الليبية قد ارتفع إلى أكثر من ألفي شخص، فيما لا يزال الآلاف من الأشخاص مفقودين.
وأوضح، أن العاصفة تسببت في انهيار جميع الجسور في المدينة، مما جعلها معزولة عن العالم الخارجي. كما تسببت في انقطاع الكهرباء والاتصالات.
وأضاف حماد في مداخلة هاتفية مع قناة “الوسط”، أن المفقودين بالآلاف، متابعًا: “أحياء كاملة في درنة اختفت بسكانها وراحت مع البحر”.
أكدت مصادر في مدينة درنة الليبية وفاة عدد من اللاعبين الليبيين لكرة القدم متأثرين بالعاصفة التي ضربت البلاد.
وأكد رئيس هيئة السلامة الوطنية في مدينة درنة، فتحي الكريمي، أن وحدات من الجيش الليبي وصلت للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإغاثة.
قال وزير الطيران المدني في الحكومة الليبية المعينة من قبل البرلمان وعضو لجنة الطوارئ، هشام شكيوات، الثلاثاء، إن ربع مدينة درنة قد اختفى، بعد إعصار دانيال، الذي تسبب في خسائر كارثية.
وصرّح شكيوات لرويترز عبر الهاتف قائلا إنه لا توجد حصيلة إجمالية للقتلى في درنة، مضيفا "تم انتشال أكثر من ألف جثة في مدينة درنة بعد السيول.. الأمر كارثي للغاية".
وتابع: "عدد القتلى كبير وكبير جدا، والجثث في كل مكان"، مبرزا "لا أبالغ عندما أقول إن 25% من المدينة قد اختفى.. العديد من المباني انهارت".
كما كشف نائب عميد بلدية درنة الليبية، عضو المجلس البلدى، عن تسجيل مئات الضحايا والمفقودين فى المدينة التى تعانى من انهيار شبه كامل فى الجسور والطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة درنة، لافتًا إلى أن الوصول للمدينة يكون من الجنوب عبر طريق بها صعوبات عدة للوصل إلى درنة.
ويُعد إعصار دانيال من أقوى العواصف التي ضربت مدينة درنة في تاريخها. وقد تسبب في كارثة إنسانية كبرى خلّفت الكثير من الضحايا والمصابين والمفقودين.
جدير بالذكر، ان درنة هي مدينة جبلية تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر.
يشطر المدينة مجرى الوادي إلى شطرين وهذا الوادي يسمى وادي درنة وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا، وفي 2011 يبلغ سكان مدينة درنة حوالي 200.000 تقريبًا، واشتهرت المدينة بموقعها وبأحراشها الجبلية حيث تسقى بمياه عذبة تتدفق إليها عبر قنوات الساقية من نبعين غزيرين أحدهما يعرف باسم عين البلاد، والثاني باسم عين بومنصور وهذا تنحدر مياهه من ربوة عالية إلى مسيل الوادي يسمى الشلال أو شلال بومنصور.