رئيس التحرير
خالد مهران

منهم عسكريون وسياسيون وفنانون ولاعبو كرة..

قائمة بمشاهير السودان اللاجئين فى مصر بعد اندلاع الحرب

وضع السودانين في
وضع السودانين في مصر

تستضيف مصر عددا كبيرا من أبناء السودان الفارين من ويلات الحرب المشتعلة في البلاد، الذين لم يجدوا أكثر أمانًا من المحروسة ليستقروا بها حتى تضع الحرب أوزارها، ولم يتوقف من استضافتهم مصر على الأفراد العاديين ولكن العديد من الأسماء البارزة من القيادات السياسية والعسكرية وحتى الأكاديمية والرياضية لم يجدوا أفضل من أخواتهم الشماليين على ضفاف النيل ليحتضنوهم في الأزمة الحالية.

تبدأ تلك الشخصيات الهامة التي تقطن العاصمة المصرية بالسيد جعفر الميرغني كما يحب أن يلقبه أتباعه وهو نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، ورئيس كتلة الحرية والتغيير الجبهة الديمقراطية المناصرة للحكومة السودانية، والتي انشقت عن الحرية والتغيير المجلس المركزي التي تولت الحكم مناصفة مع العسكريين بعد ثورة ديسمبر، ويعد الحزب الاتحادي من أهم الأحزاب السودانية وأكبرها في عدد المنتمين، حيث يعتمد في قاعدته الشعبية على الطريقة الختمية، وإليه ينتمي إسماعيل الأزهري أول رئيس وزراء منتخب في السودان.

ويسكن جعفر الميرغني في الفيلا الخاصة بوالده القاطنة في منطقة مصر الجديدة، والتي ظل بها رئيس الحزب عثمان الميرغني طيلة فترة بقائه الطويلة في القاهرة قبل أن يعود إلى السودان قبيل توقيع الاتفاق الإطاري، ويعتبر بيت الميرغني في القاهرة  ملتقى للكثير من السياسيين، ومعقل للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وشهد، مؤخرًا، اللقاء الذي دار بين جعفر ميرغني والرئيس الإرتري أسياس أفورقي وحفل استقبال السلطان سعد بحر الدين سلطان المساليت.

وتعد مريم الصادق المهدي من الشخصيات الهامة التي وصلت مصر بعد الحرب الأخيرة، والتي شغلت منصب وزيرة الخارجية السودانية خلال الفترة الانتقالية وابنة رئيس وزراء السودان السابق الصادق المهدي، وهو رئيس حزب الأمة وإمام الأنصار في السودان، حيث أكدت مصادر سودانية وجودها بالقاهرة، وظهورها في عزاء أحد أفراد الأسرة في مسجد هشام بركات في مصر الجديدة، حيث انتقلت إلى مصر بعد الحرب الأخيرة واستقرت بها.

كما وصل إلى القاهرة، خلال الأيام الماضية، السلطان سعد بحر الدين سلطان قبيلة المساليت، وهي القبيلة التي قامت محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق في قيام قوات الدعم السريع بجرائم تطهير عرقي ضدها في الحرب السودانية الحالية في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، نتج عنها فرار معظم أبناء القبيلة إلى معسكرات النزوح بدولة تشاد.

وأكد «سعد الدين»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه زار عقب مجيئه إلى مصر دار رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي عثمان الميرغني بدعوة من ولديه جعفر الميرغني رئيس كتلة الحرية والتغيير الجبهة الديمقراطية، وعبد الله الميرغني ليشرح للرأي العام الجرائم المرتكبة في حق قبيلة المساليت.

كما يتواجد في القاهرة زعيم ومؤسس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، وهو رجل أعمال سوداني أسس الحزب وكان أكثر من طبق الديمقراطية داخل حزبه حين تنحى طواعية بعد أن ترأس الحزب طواعية عن منصب الرئاسة لرئيس منتخب آخر، وهي تجربة قليلًا ما تحدث في السودان البلد الذي يتشبث معظم سياسيه بمناصبهم الحزبية حتى الممات.

وجاء إلى القاهرة قيادات عسكرية بارزة كان لها دور هام في الجيش السوداني، مثل الفريق محمد ميرغني القائد السابق لسلاح الجو السوداني، وأحد أعضاء المجلس العسكري الذي حكم السودان عقب الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس جعفر نميري.

وأوضح «ميرغني»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن مصر لها دور وثقل هام بالنسبة لمصر، والقاهرة لها أدوار هامة مع السودان خاصة في محنته الأخيرة واستقبالها آلاف السودانيين الفارين من الحرب.

وانتقلت الكثير من العائلات للقاهرة عقب الحرب، ولكن أبرز تلك العائلات هي أسرة والي غرب دارفور خميس أبكر، رئيس التحالف السوداني، وهو الوالي الذي قتلته قوات الدعم السريع في دارفور ويعد أبرز مسئول قتل خلال الحرب، -حسب رحاب الشريف عضو اتحاد محامي دارفور-.

وأكدت «الشريف»، أن أسرة الوالي المقتول تتضمن زوجتيه وعددا من أبنائه والذين يعيشون في القاهرة، منذ فترة قبل الأحداث الأخيرة التي قتل فيها الوالي، واستقبلوا الخبر الصادم باغتياله أثناء وجودهم بالقاهرة.

لا يزال يوجد في القاهرة وزير الخارجية السوداني السابق البروفيسور إبراهيم غندور، وهو من شغل المنصب في عصر الرئيس المعزول عمر البشير، وخاض معظم معاركه الدبلوماسية ضد مصر، ويتميز «غندور» بأنه ينحدر من قبيلة تمتد بين مصر والسودان، حسب مصادر سودانية.

كما يوجد بمصر شقيقه عبد الرازق غندور رئيس نادي رجال الأعمال السودانيين بالقاهرة، وهو من كبار رجال الأعمال السودانيين بمصر، وكان له دور في توزيع إغاثة وكراتين غذائية على السودانيين العالقين في مصر وقت حظر كورونا بالسودان.

كان للبروفيسور غندور الكثير من التصريحات المسيئة لمصر، حيث اتهم القاهرة أنها تأخذ حصة السودان من مياه النيل، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان بأن تدفع مصر ما عليها من استحقاق وتحصل السودان على حصتها كاملة دون نقص مع مصر، كما أعلن أنه يريد أن يستعيد مثلث حلايب وشلاتين من مصر وكان صاحب المقولة الشهيرة: «نحن والمصريون حبايب إلى أن نأخذ حلايب».

ويعتبر أكثر الشخصيات المثيرة للجدل بالقاهرة هو مدير المخابرات السوداني السابق صلاح قوش، كان مدير المخابرات في عصر البشير، حيث تولى رئاسة الجهاز مرتين كما تعرض أيضًا للحبس في عصر البشير.

وكشف بكري عبد العزيز، رئيس شبكة الصحفيين السودانيين المستقلين، أن صلاح قوش لا يزال يوجد في القاهرة رغم أنه من عناصر النظام السابق للبشير، ومن الشخصيات التي هاجمت مصر بل وكان له دور كبير في الإضرار بمصالحها مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين المتمثل في الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني.

وأكد «عبد العزيز»، أن قوش من الشخصيات التي صدر بحقها أحكام قضائية بسبب الثراء غير المشروع، ولكن مصر رفضت تسليمه للسودان، وهو الموقف نفسه الذي انتهجته تركيا بحق رموز الجماعة الموجودين على أراضيها.

كما يوجد في القاهرة الوزير حاتم السر المحافظ السوداني السابق لمديرية النيل الأبيض، والقيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وهو أيضًا كان مرشحا للانتخابات الرئاسية السودانية في مواجهة الرئيس المعزول عمر البشير، ويعتبر من القيادات الفاعلة في كتلة الحرية والتغيير الجبهة الديمقراطية.

كما وصل إلى مصر بعد الحرب المستعرة في السودان، حاليًا، عدد من الأكاديميين السودانيين، سواء من أساتذة الجامعات وحتى عمداء بعض الكليات الهامة من الخرطوم.

وكشف إسماعيل حسن، رئيس قسم التلوين بكلية الفنون الجميلة جامعة الخرطوم، عن انتقال عدد من أساتذة الكلية بعد ما حدث بالعاصمة المثلثة السودانية من تدمير إلى القاهرة، أبرزهم عميد كلية الفنون الجميلة والتصميم في جامعة الخرطوم الدكتور خالد محمد، وهو أستاذ التصميم الداخلي.

وأكد «حسن»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه يوجد عدد من الأساتذة الرئيسيين للكلية الذين اختاروا الذهاب للقاهرة بعد اندلاع الحرب في الخرطوم مثل رئيس قسم التصميم الداخلي الدكتور هيثم صالح.

لم تقتصر مصر على احتضان السياسيين ولكنها احتضنت لاعبي كرة القدم السودانية، وخاصة لاعبي فريق المريخ، حيث وصل إلى أسوان الجهاز الفني للمريخ بقيادة البرازيلي هيرون ريكاردو وطاقمه المعاون، بالإضافة إلى اللاعبين أليكس دا سيلفا وباولو سيرجيو وماتيو كوتيلو وسيرجيو رافائيل وبرايان إدينسون وإريك كمبالي وسليمانو فاتاو.

كما قام القطب الكروي الآخر فريق الهلال السوداني باختيار القاهرة؛ لكي تكون مقرا لمبارياته الرسمية بعد اندلاع الأحداث في الخرطوم.

وكشفت أسماء الحسيني، الخبيرة المتخصصة في الشأن السوداني، أن الحرب في السودان أدت إلى مئات الآلاف من النازحين لدول الجوار ومنها مصر، كما امتدت في 8 ولايات سودانية ومتوقع أن تصل إلى ولايات جديدة، مع العثور على أسلحة هربتها قوات الدعم السريع إلى بعض الولايات الآمنة مثل شرق السودان وولاية الجزيرة.

وأكدت «الحسيني»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن مصر دائمًا على مسافة واحدة من جميع الأطراف السودانية بل إن القيادة السياسية المصرية أعلنت أنها على مسافة واحدة من طرفي الأزمة سواء الجيش السوداني والدعم السريع، وهي ليست جزءا من الأزمة ولكن تبحث عن حل لها.

وأضافت الخبيرة المتخصصة في الشأن السوداني، أن مصر استضافت بعد الحرب اجتماع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، على أرض مصر وهو يعد خطوة هامة وحيوية بالنسبة لمصر والسودان، خاصة أنه الاجتماع الأول لتلك القوى منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع، لا سيما وأن الأحداث في السودان دخلت في منعطف خطير وينذر بتدخل دولي في السودان وتداعيات إقليمية لا يحمد عقباها.

 

جعفر ميرغني

 

الوزيرة مريم الصادق المهدي
السلطان سعد بحر الدين 
إبراهيم الشيخ
الفريق محمد ميرغني
أسرة والي غرب دارفور خميس  أبكر
إبراهيم غندور
صلاح قوش
الوزير حاتم السر
لاعبي المريخ
لاعبي الهلال