اختبار بسيط يكشف عن علامات السرطان مبكرًا
يمكن لاختبار ورقي بسيط اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة، حيث يكون علاجه أسهل، وعلى غرار اختبار الحمل، فهو يقوم بتحليل البول بحثًا عن المركبات المنبهة، حيث يظهر خط داكن على شريط الورق إذا كانت النتيجة إيجابية.
وعلى الرغم من التقدم الهائل في العلاج، فضلًا عن التحسن في معدلات البقاء على قيد الحياة، لا يزال من الصعب اكتشاف بعض أنواع السرطان في وقت مبكر، عندما يكون العلاج أكثر احتمالًا للنجاح.
وتظهر بعض الاختلافات الصارخة في مرضى سرطان الرئة، حيث يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة عام واحد 81% للرجال المصابين بالسرطان في المرحلة الأولى، وينخفض إلى 15 % في المرحلة الرابعة.
وأحد الاحتمالات هو اختبار البروتينات المارقة التي تصنعها الخلايا السرطانية ولكن ليس الخلايا السليمة، ولكن غالبًا ما تكون هذه البروتينات موجودة بمستويات منخفضة في المرض في المراحل المبكرة بحيث يكاد يكون من المستحيل اكتشافها.
وللتغلب على ذلك، لا يحدد الاختبار الجديد البروتينات نفسها، بل يحدد العلامات التي تشير إلى أنها تعمل في الجسم.
عندما تنمو الأورام، فإنها تنتج إنزيمات تسمى البروتياز التي تخترق الأنسجة السليمة، مما يساعد على تمهيد الطريق لنمو السرطان.
تفاصيل الاختبار
الاختبار الورقي، الذي تم الكشف تفاصيله في مجلة Nature Nanotechnology، يخدع هذه الإنزيمات حتى تبدأ العمل وبالتالي تكشف عن وجودها، وكذلك وجود الخلايا السرطانية.
تم تطوير الاختبار من قبل علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، حيث صنعوا خرزات صغيرة (تُعرف بالجسيمات النانوية) وربطوا بها علامات الحمض النووي.
عندما يتم حقن الخرزات (التي تصل إلى 100000 مرة أصغر من شعرة الإنسان وغير مرئية للعين المجردة) في مجرى الدم، يقوم المؤيدون بقطع علامات الحمض النووي خالية من الخرزات.
ثم يتم إطلاقها في مجرى الدم، حيث تشق طريقها في النهاية عبر الكلى إلى البول. يمكن بعد ذلك وضع عينة البول على شريط ورقي المعالج خصيصًا؛ لاكتشاف علامات المرض، فإذا كانت علامات الحمض النووي موجودة، فسيظهر خط داكن، مما يعني وجود السرطان.
ويمكن أن تحمل الخرزات حوالي 50 ملصقًا مختلفًا للحمض النووي، يتم قطع كل منها بواسطة إنزيم مختلف. تنتج أنواع السرطان المختلفة إنزيمات مختلفة، مما يعني أنه قد يكون من الممكن معرفة ليس فقط ما إذا كان السرطان موجودًا، ولكن أيضًا نوعه وأين انتشر.
ومن الناحية النظرية، يمكن تشخيص أنواع مختلفة من السرطان باستخدام هذه التكنولوجيا.
وتمكن الاختبار الورقي، الذي تم استخدامه على الفئران، من التمييز بين سرطان الرئة والأورام التي بدأت في الأمعاء قبل أن تنتشر إلى الرئتين.
وتقول الدكتورة كاثرين بيكورث، مديرة المعلومات العلمية في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "إن اكتشاف السرطان مبكرًا يوفر واحدة من أكبر الفرص المتاحة لإنقاذ الأرواح من المرض".
ويُظهر هذا الاختبار إمكانية الاكتشاف المبكر وفهم المزيد عن سرطان الفرد، مما قد يساعد في توجيه العلاج.