رئيس التحرير
خالد مهران

استشهاد 27 فلسطينيا في الضفة الغربية مع احتدام الحرب في غزة

النبأ

مع إعلان إسرائيل الحرب على حركة المقاومة الإسلامية حماس وقصفها لقطاع غزة عقب الهجوم المباغت الذي شنته حماس، يوم السبت، تزايدت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، مما يهدد بالتصعيد بعد أكثر من عام من التدهور المستمر للأوضاع هناك.

وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية ما لا يقل عن 27 فلسطينيا خلال اشتباكات في الضفة الغربية منذ يوم السبت بعد أن دعت الفصائل الفلسطينية المواطنين في الأراضي الفلسطينية للمشاركة في القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلية ومستوطنين يهودا ملثمين قتلوا يوم الأربعاء ثلاثة فلسطينيين في قرية القصرة بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وذلك بعد قول الجيش الإسرائيلي إنه سيوزع الآلاف من الأسلحة على من يحملون تراخيص حيازتها "لتعزيز أنظمة الدفاع" في أنحاء البلاد.

وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه مستعد للتصعيد في الضفة الغربية وأن قواته في حالة تأهب قصوى وتنفذ اعتقالات وتحبط هجمات محتملة.

وقال الأميرال دانيال هاجاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع "أي شخص سيتحدانا في يهودا والسامرة سنرد عليه بقوة ضارية"، مستخدما الاسم اليهودي للضفة الغربية الوارد في التوراة.

وبحلول يوم الأربعاء، ظلت نقاط التفتيش العسكرية مغلقة وأغلقت الطرقات في عدة أجزاء من الضفة الغربية بأكوام من التراب، مما يقيد الحركة.

وبعد إجبار مئات الآلاف من الفلسطينيين على ترك منازلهم خلال حرب عام 1948 الذي أعلنت فيه قيام دولة إسرائيل، يسعي الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم المستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة.

ويبدو ذلك الاحتمال أبعد من أي وقت مضى في ظل توسع المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة وفصل المجتمعات المحلية عن بعضها بعضا وتوقف المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة.

وقالت جماعات حقوق إنسان إن السلطات الإسرائيلية تقمع الفلسطينيين بشكل ممنهج منذ عقود في سياسات ترقى إلى الفصل العنصري وتفرض منذ 2007 حصارا بريا وجويا وبحريا شديدا على سكان غزة.

 "دولة عدوان واحتلال"

تتزعم حركة فتح، المنافسة لحماس، السلطة الفلسطينية التي تتمتع بحكم محدود في مناطق من الضفة الغربية، وكانت حماس قد أخرجت فتح من غزة عقب حرب أهلية وجيزة في 2006-2007. لكن زعماء السلطة الفلسطينية عبروا عن تعاطفهم مع غزة في حربها مع إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، خلال اجتماع للحكومة يوم الاثنين إن "إسرائيل هي دولة عدوان واحتلال ومن حق شعبنا أن يدافع عن نفسه"، على الرغم من أن العديد من الداعمين الغربيين للسلطة الفلسطينية يفكرون في تعليق المساعدات.

وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، التي دأبت على الإشارة إلى خطر تزايد شن المستوطنين اليهود المسلحين هجمات على الفلسطينيين، من إمداد المستوطنين في الضفة الغربية بمزيد من الأسلحة في ظل تزايد العنف، ووصفته بأنه استفزاز سيؤدي إلى "تفجير الأوضاع في الضفة الغربية".

وقال مسؤولون فلسطينيون إن خمسة قُصّر بين القتلى منذ يوم السبت، مضيفين أن أكثر من 130 فلسطينيا أصيبوا، الكثير منهم في مواجهات مع الجيش في أنحاء الضفة الغربية. وأعلنت جماعة فلسطينية مسلحة أن قتيلا واحدا على الأقل ينتمي إليها.

ومع ازدياد الضبابية حول من سيحل محل الرئيس محمود عباس الذي تخطى الثمانين عاما والذي لا يحظى بالشعبية، تبذل حماس جهودا لبسط نفوذها في الضفة الغربية.

ومنذ شن حركة المقاومة الإسلامية حماس الهجوم الفلسطيني المسلح الأكثر فتكا على إسرائيل في تاريخها الذي يمتد إلى 75 عاما، دأبت الحركة على دعوة الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية إلى المشاركة في مكافحة الاحتلال ومقاومته.

وعلى الرغم من الانقسامات السياسية الراسخة، قالت حركة فتح التي يتزعمها عباس والتي تسيطر على مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إن الفلسطينيين خارج قطاع غزة ينبغي لهم أيضا مقاومة احتلال إسرائيل المستمر منذ عقود ومواجهة الجيش الإسرائيلي.

والعنف في الضفة الغربية في حالة تزايد بالفعل مع تكثيف المداهمات العسكرية الإسرائيلية وهجمات المستوطنين على البلدات الفلسطينية وموجة من الهجمات الفلسطينية التي تستهدف إسرائيليين. وأظهرت سجلات الأمم المتحدة أن حصيلة القتلى الفلسطينيين هذا العام حتى يوم السبت تجاوزت 220 قتيلا وأن 29 إسرائيليا على الأقل لقوا حتفهم.