عادل توماس يكتب.. الحركات الصهيونية وتاريخ خطة نقل الفلسطينيين
تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الأخيرة حول تهجير الفلسطينيين ليست وليدة اليوم، فمنذ قيام حزب العمل الإسرائيلي الذي قاد تنظيمه حرب إنشاء إسرائيل عام 1948، ثم قاد حرب إحتلال كامل فلسطين عام 1967، ويقود منذ سنة 1992 المفاوضات المباشرة مع العرب والفلسطينيين، وهى تتردد فى خططهم المستقبلية.
وحزب العمل الاسرائيلي يعقد مؤتمرًا مرة كل أربع سنوات ويجرى انتخاب اعضائه من القاعدة الحزبية، وفي المؤتمر الاخير للحزب عقد تحت شعار "العالم تغير والشرق الاوسط يتغير ونحن يجب أن نتغير".
غير أن الإرهاب اليهودى بالمعنى السائد اليوم تغذى من نظريات زعيم التصحيحين الصهيونيين “جابوتنسكى” والتى وجدت تطبيقها العملى فى فلسطين بالعمليات التى يقودها الآن نتنياهو، وفى السابق قادها إسحق شامير ومناحيم بيجن، والتى وجدت تبريرها الدينى فى أفكار الحاخام كوك الذى توفى فى أواسط الثلاثينات من القرن المنصرم، والذى اكمل مسيرته إبنه "تسفي يهودا كوك" فأسس المدرسة الدينية المعروفة بإسم "ميركاز هاراف" والتي أخرجت الكثير من قيادات المتطرفين اليهود.
وخريطة القوى الأصولية والدينية المتطرفة في إسرائيل تبدو شديدة الحراك، فهناك حركات تولد ولا تلبث أن تموت، واخرى تنحل أو تندمج بغيرها، وبعضها ينشق على الأحزاب الدينية ليتحد مع الأحزاب العلمانية، وهناك فرق بين التيارات الأصولية والتيارات الدينية "الحراديم" والمتطرفة.
وهناك تباين بين تلك التيارات في مواقعها السياسية إلى درجة الحيرة، وهناك أيضًا تيارات دينية شديدة التطرف لكنها تكن عداء لا حد له للحركة الصهيونية، ولدولة إسرائيل مثل "ناطوري كارتا" التى تعنى حراس المدينة والذين يعتبرون قيام إسرائيل شرا يخالف إرادة الله ويؤجل عودة المسيح الموعود، ومثلهم "الليبو فيتش" الذين يصل عددهم إلى حوالي 500 ألف بينهم 100 ألف يعيشون داخل إسرائيل، أما أشهر الحركات التي تتبنى نظرية نقل الفلسطينيين خارج حدود دولة إسرائيل فهي حركة "موليدت" وتعني المواطن، ومنذ فترة وتلك الحركة تنادى بتوجيه ضربة قوية إلى العرب ووجوب العمل من أجل تنفيذ خطة لتبادل السكان بين اسرائيل والعرب، مرددين أن معظم يهود الدول العربية والإسلامية تركوها وهاجروا إلى إسرائيل، ويرون وجوب نقل العرب من الضفة الغربية وغزة إلى الدول العربية، وعملية النقل هذه مقابل اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل من الدول العربية والإسلامية.