بايدن يحذر إيران من استهداف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط
قال البيت الأبيض، يوم الخميس، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أوصل رسالة نادرة إلى الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي للتحذير من استهداف الجنود الأمريكيين في الشرق الأوسط، وذلك بعد تعرض قوات أمريكية لهجمات في المنطقة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في إفادة صحفية "نُقلت الرسالة مباشرة". ولم يتطرق لتفاصيل.
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة بعد على طلب للتعليق.
ويريد مسؤولون أمريكيون تفادي اتساع الصراع في الشرق الأوسط عقب هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن نحو 900 جندي أمريكي إضافي يتوجهون إلى الشرق الأوسط أو وصلوا إلى هناك في الآونة الأخيرة لتعزيز الدفاعات الجوية من أجل حماية الأفراد الأمريكيين وسط تزايد هجمات جماعات على صلة بإيران في المنطقة.
وأضافت أن القوات الأمريكية تعرضت للهجوم 12 مرة على الأقل في العراق وأربع مرات في سوريا خلال الأسبوع المنصرم.
وقال الرئيس بايدن يوم الأربعاء إنه حذر خامنئي من أن الولايات المتحدة سترد إذا استمر استهداف القوات الأمريكية لكنه لم يحدد كيف أوصل الرسالة.
وصرح الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي قائلا "تحذيري إلى آية الله هو أنه إذا واصلوا التحرك ضد تلك القوات، سنرد، وعليه أن يستعد. ليس للأمر علاقة بإسرائيل".
وفي تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن يتحدث كيربي، شكك محمد جمشيدي أحد مساعدي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حديث بايدن.
وقال "الرسائل الأمريكية لم تكن موجهة إلى زعيم الثورة الإسلامية ولم تكن سوى طلبات من الجانب الإيراني. إذا كان بايدن يعتقد أنه حذر إيران، فعليه أن يطلب من فريقه أن يطلعه على نص الرسائل".
وبشكل منفصل، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن مصدر لم تذكر اسمه قوله إن الولايات المتحدة بعثت لإيران، وكذلك لبعض حلفائها مثل جماعة حزب الله اللبنانية، رسائل مفادها أنها لا تسعى لتوسيع نطاق الحرب وتحثهم على ضبط النفس.
وأضافت الوكالة نقلا عن المصدر أن "الولايات المتحدة لا يمكنها إرسال معدات عسكرية إلى النظام الإسرائيلي وتولي مسؤولية إدارة الحرب بإحدى يديها، بينما تصدر رسائل سياسية باليد الأخرى وتتحدث عن معارضتها لتوسيع نطاق الحرب". وقال المصدر إن حلفاء إيران "يتصرفون بشكل مستقل ولا يخضعون لأوامر طهران".
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي تحكم قطاع غزة ردا على هجوم هذا الشهر والذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1400 واحتجزت خلاله حماس نحو 200 رهينة. وقصفت إسرائيل غزة وفرضت حصارا عليها وتستعد لاجتياح بري.
وتقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من سبعة آلاف قُتلوا، إلا أن بايدن شكك في تلك الأرقام.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من عدد القتلى.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم الخميس في الأمم المتحدة إنه إذا لم تتوقف هجمات إسرائيل على حماس في قطاع غزة، فإن الولايات المتحدة "لن تسلم من هذه النار".
وذكر في اجتماع حول الشرق الأوسط في الجمعية العامة للمنظمة الدولية "أقول بصراحة للساسة الأمريكيين الذين يديرون الآن الإبادة الجماعية في فلسطين أننا لا نرحب بتوسيع نطاق الحرب في المنطقة. لكن إذا استمرت الإبادة الجماعية في غزة فلن يسلموا من هذه النار".
ومن إحدى السبل التي تظهر بها إيران قوتها تسليح جماعات مسلحة وتمويلها، مثل حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة والحوثي في اليمن وجماعات مسلحة شيعية في العراق.
وفي أحدث رد معروف من الولايات المتحدة، نفذ الجيش الأمريكي عدة ضربات جوية في سوريا في 23 مارس آذار على جماعات متحالفة مع إيران ينحي عليها الجيش باللائمة في هجوم بطائرات مسيرة أودى بحياة متعاقد أمريكي وأصاب آخر بالإضافة إلى خمسة جنود أمريكيين.