أبرزها إعادة القضية الفلسطينية للواجهة..
6 تغيرات سياسية خطيرة فى الشرق الأوسط بعد عملية «طوفان الأقصى»
حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إسرائيل من جر مصر إلى الحرب حال تهجيرها لسكان غزة، فيما تتجهز إسرائيل لشن حملة برية ضد قطاع غزة.
وخرج رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ليتحدث عن تغيير خريطة الشرق الأوسط للأبد، مما يفتح باب التساؤلات حول أثر تصاعد الأحداث، مؤخرا، على تغيير الشرق الأوسط، وهل بالفعل سيختلف شكله ما قبل العملية عن ما بعده، وهو ما تحاول «النبأ» كشفه والإجابة عنه خلال السطور التالية.
طوفان داخل إسرائيل
وفي هذا السياق، قال ياسر طنطاوي، الخبير في الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن عملية طوفان الأقصى أظهرت الوضع الإسرائيلي على حقيقته بأنه مجتمع هش سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، كما أظهرت ضعف التحرك الأمني وضعف المخابرات الإسرائيلية التي تتفاخر بها دولة الاحتلال، كما أنه بين أن إسرائيل ليس بها عمق وأن الصواريخ يمكنها أن تصل إلى أي مكان في إسرائيل، وهذا له تأثيره على الجانبين السياسي والاجتماعي.
وأضاف خبير الشؤون الإسرائيلية، أنه على الجانب السياسي تعتبر الحرب نهاية لمسيرة نتنياهو في السياسة الإسرائيلية، معقبًا: «ويدل على ذلك الهجوم الذي شن عليه في الكنيست الإسرائيلي والذي تضمن ألفاظا نابية، بل وقام أهالي أسرى المقاومة بالتظاهر واقتحام منزله».
وقف قطار التطبيع وعودة المفاوضات
وأوضح خبير الشؤون الإسرائيلية، أنه ستظل المفاوضات السياسية هي الطريق الوحيد المفتوح أمام إسرائيل، متابعًا: «على الجانب العربي نجحت المقاومة في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة مرة أخرى ووضعت حدا لبعض الأفكار المرفوضة ومنها وقف قطار التطبيع بين إسرائيل والدول العربية».
وأضاف: «كما أن إسرائيل شعرت أن المقاومة مستمرة وأنها لن تأمن على مواطنيها إلا بالعودة لمفاوضات تفضي إلى دولة فلسطينية».
محور المقاومة
وأشار «طنطاوي»، إلى أن الحرب الأخيرة أظهرت وجود محور ثلاثي يشكل خطرا على إسرائيل ينسق فيما بينه وهو المقاومة الفلسطينية في غزة وحزب الله في لبنان، وسوريا، وإسرائيل تعمل لهذا المثلث الكثير من الحسابات، وسيكون له دور كبير في وقف أي مغامرات إسرائيلية في غزة، لأن إسرائيل لا تستطيع الحرب على أكثر من جبهة، كما أن القبة الحديدية إذا ما وجهت لإسرائيل كمية كبيرة من الصواريخ في وقت واحد لن تستطيع التعامل معها.
عزلة وتحجيم للعلاقات العربية الإسرائيلية
بينما كشفت سارة كيرا، رئيس المركز الأوروبي الشمال إفريقي للدراسات، عن أن عملية طوفان الأقصى والحرب الحالية لها عواقب سياسية كبيرة على إسرائيل، وذلك من ناحية أنها أظهرت القدرات الحقيقية لإسرائيل وفضحتها أمام العالم.
وأكدت «كيرا»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن أول النتائج السياسية لعملية طوفان الأقصى، أنها ستؤدي إلى تراجع عملية التطبيع وذلك لأن العرب يرون أن محاولات إسرائيل في تهجير الفلسطينيين أو تطوير عمليتها داخل قطاع غزة وإفراغه من سكانه تعد تهديد وجودي، وتصفية للقضية الفلسطينية، ولن يقبل العرب بأي توسع جديد لإسرائيل أو ضم أراض من قطاع غزة، ولذلك قامت السعودية بتجميد عملية التطبيع مع إسرائيل.
وأضافت، أنه إذا ما غامرت إسرائيل بعملية برية خاسرة في قطاع غزة فإنها ستخسر معظم حلفاؤها العرب، وهو ما يعيد إسرائيل سنوات إلى الخلف مع الدول العربية، ويمكن أن تعود إسرائيل إلى سابق عهدها في العزلة السياسية كما كان الوضع في سبعينيات القرن الماضي.
تصعيد حزب الله والسياسة اللبنانية
بينما رأت ياسمين الرمال، الصحفية والإعلامية اللبنانية، أنه لا يمكن ربط ما يحدث على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مباشرة على السياسة اللبنانية، ولكنه قد يؤثر على تأخير الانتخابات وتأخير عملية اختيار رئيس للبلاد.
وتابعت: «هناك إجماع من السياسيين اللبنانيين بأنه لا يمكن القبول بالاعتداءات الإسرائيلية، ولكن بعض السياسيين يتحدثون عن ضرورة نأي لبنان عن تلك التطورات وعدم توريط لبنان بأي صراع وهم من المعارضين لحزب الله».
الحوثيون وساحات الصراع الجديدة
وفيما يخص انخراط جماعة الحوثيين والتي تتبع محور المقاومة ودائما ما ترفع شعار الموت لإسرائيل، يرى العميد فؤاد يحيى الموشكي، القيادي في الجيش اليمني، والمحلل العسكري والسياسي، أنه بالفعل دخل الحوثيون إلى المعركة وأطلقوا صواريخ على إحدى المدمرات الأمريكية.
وبين الموشكي، أن جماعة الحوثيين يمكنها استهداف مصالح إسرائيل خاصة في البحر الأحمر وقواعدها به، متابعًا: «نعم هناك مسيرات وصواريخ استراتيجية يمتلكها الجيش اليمني والحوثيين قد تهدد مصالح الكيان الصهيوني خاصة في البحر الأحمر، ومنها القواعد الموجودة في الجزر الإرترية والسفن التي تصل إلى موانئه الجنوبية وتعبر البحر الأحمر».