بسبب فلسطين.. إلغاء المهرجانات الفنية يشعل الخلاف بين صناع السينما
تضامنًا مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، من هجمات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، قرر عدد كبير من القائمون على المهرجانات الفنية، تأجيل دورات هذا العام، إلى أجل غير مسمى، وهو ما خلق حالة واسعة من الجدل داخل الوسط الفني.
انقسم الكثيرون من صناع السينما والدراما إلى فريقين؛ الأول يؤيد تأجيل بل وإلغاء هذه المهرجانات تمامًا، مراعاة للوضع الصعب الذي يمر به أهل غزة، والثاني يرفض التأجيل، ويرى أن الأفضل استمرار الفعاليات الفنية كما هي، على أن يتم استغلالها في كشف حقيقة الاحتلال، وتوجيه أنظار العالم للقضية الفلسطينية.
البداية كانت مع مهرجان الجونة السينمائي، والذي أصدرت إدارته بيانًا، أعلنت فيه تأجيل الدورة السادسة، موضحة أن شعار المهرجان «سينما من أجل الإنسانية» يجب أن يكون حقيقيًا.
كذلك أعلن الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن إلغاء الدورة الـ45، مشيرًا إلى أن المهرجان يعد مهرجانًا دوليًا، وله موعد محدد، ولا يمكن تغييره، معربًا عن آسفه الشديد جراء الأحداث التي تشهدها فلسطين خلال الآونة الأخيرة.
ولم يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لمهرجان قرطاج السينمائي، إذ أعلنت وزارة الثقافة التونسية عن إلغاء الدورة الـ34، على الرغم من رفض عدد كبير من العاملين وصناع السينما هناك.
في سياق متصل، تصدر اسم الفنان محمد سلام قائمة محرك البحث «جوجل»، عقب اعتذاره عن عدم المشاركة في مسرحية «زواج اصطناعي» ضمن فعاليات موسم الرياض بالمملكة العربية السعودية.
وقال، في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على موقع الصور الشهير «انستجرام»، إنه لن يستطيع أن يقدم مسرحية كوميدية، أو أن يضحك ويرقص ويغني، وأشقائنا في فلسطين يتعرضون للموت في كل لحظة.
وحصل «سلام» على تأييد البعض، وهجوم البعض الآخر؛ ورأى الداعمون له، أن هذا القرار ليس سهلًا، ويحتاج شخصًا قويًا وشجاعًا، وأنه أقل شىء يمكن فعله من أجل الشعب الفلسطيني، بينما رأى المعارضون أن اعتذاره لن يفيد بشىء، لا سيما أن الفنان محمد أنور، نجم فريق «مسرح مصر»، حل بديلًا له.
وتبنى أصحاب الفريق الأخير، فكرة أن استمرار محمد سلام في المسرحية، وتبرعه بأجره لشعب فلسطين، على سبيل المثال، أفيد من انسحابه منها.
من ناحيتها، أبدت الناقدة ماجدة خير الله، دعمها لفكرة إلغاء المهرجانات السينمائية، مؤكدة أن أغلب النجوم العالميين، الذين يشاركون في هذه المهرجانات، اعتذروا عنها، بسبب الظروف الحالية.
وأضافت، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الوضع لا يحتمل إقامة أية فعاليات فنية، وأن التوعية بالقضية الفلسطينية يمكن أن يكون في أي وقت، تحت رعاية وزارة الثقافة، بعيدًا عن المهرجانات و«البهرجة»، التي أصبحت تسيطر عليها. _على حد وصفها_
على الجانب الآخر، جاء رأي الناقد طارق الشناوي، الذي قال إن تأجيل المهرجانات، هو أضعف وآخر الحلول التي كان من الممكن اللجوء إليها، مشيرًا إلى أنه لن يفيد القضية الفلسطينية بشىء.
وتابع، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن إيقاف المهرجانات والفعاليات، وتوقف الفن بشكل عام، هو ما يريده أي احتلال، لافتًا إلى أنه من الأفضل استمرار المهرجانات، واستغلالها في دعم القضية الفلسطينية؛ بتقديم أغنية مثلًا، أو أفلام، أو عروض تحكي قصة الاحتلال، وتوضح حقيقته العالم الغربي.
واتفقت المخرجة هالة خليل في الرأي مع «الشناوي»، وأوضحت أن المهرجانات، ليست حفلات افتتاح وختام وسجادة حمراء فقط، وإنما هي ورش فنية وندوات ومؤتمرات ثقافية مهمة، منوهة بأنها تكون فرصًا جيدة لتبادل وجهات النظر، وعرض الآراء المختلفة، وتوصيل الرسائل القيمة للعالم كله.