خطة وزارة التعليم لمواجهة ضعف الطلاب فى القراءة والكتابة
بذلت وزارة التربية والتعليم، خلال السنوات القليلة الماضية، مجهودًا كبيرًا في تطوير المناهج التعليمية ولا تزال تستمر في عملية استخدام التكنولوجيا والتحول الرقمي في العملية التعليمية، إلا أن الوزارة صدمت بوجود ضعف في مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية لدى أعداد كبيرة من الطلاب.
وفي محاولة من الوزير الدكتور رضا حجازي للتغلب على هذه المشكلة، أعلن وضع خطة عاجلة لمواجهة الأزمة على المدى قصير ومتوسط الأجل، التي تهدد مستقبل الطلاب، خاصة أن ضعف القراءة والكتابة يعني ضعف قدرة الطلاب على استيعاب المناهج الجديدة، وضعف خريجي المدارس وخريجي التعليم الجامعي أيضًا.
وكشف وزير التربية والتعليم، عن أن دراسة قومية أثبتت أن هناك 30% من الطلاب دون المستوى فى القراءة والكتابة، مشيرا إلى أنه كان من الضروري إجراء عملية تقييم لمعرفة مدى تحقق الأهداف المبتغاة من التطوير، ومعرفة المعوقات التي حالت دون تحقق هذه الأهداف على الوجه الأكمل، فكانت التقييمات الوطنية والدولية للقراءة بعد جائحة كورونا كاشفة لبعض مواطن الضعف في القراءة والكتابة لدى الطلاب في المرحلة الابتدائية وتحديد بعض الفجوات التعليمية ورصد أسبابها ومظاهرها كبداية لوضع خارطة طريق لسد تلك الفجوات، وتحديد خطوات إجرائية للتعامل مع هذه المشكلة.
وأشار «حجازي»، إلى أن قمة التحول في التعليم، أصدرت نتائج حول الفاقد في التعليم على مستوى العالم، والذي يمثل 70% من الدول ذات الدخل المتوسط، من الطلاب الذين لا يجيدون القراءة والكتابة.
وأضاف الوزير، أن ضعف القراءة والكتابة هي أم الصعوبات فالقراءة تؤثر على فهم الطالب لبقية المواد التي يدرسها كما أنها تؤدي إلى التسرب من التعليم، وضعف ثقة الطالب بذاته، بالإضافة إلى ضعف علاقاته الاجتماعية.
رقم صادم
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد رمضان، رئيس المركز القومي للامتحانات، أنه تم إجراء دراسة على عينة قوامها 12314 تلميذا يمثلون 245 مدرسة ومعهد، ممن أنهوا دراسة الصف الرابع الابتدائي وروعى فيها التمثيل التام للمجتمع الأصلى من حيث نوعية التعليم والمدارس والجنس والمستوى الاجتماعي والاقتصادى.
كما طبق الاستبيان على عدد 490 معلما ممن درسوا اللغة العربية والرياضيات لهؤلاء التلاميذ وعدد 245 مديرا ممن يقوم بعملهم فى المدارس، التى شغلتها عملية التطبيق، وكان الغرض من الاستبيان هو جمع بيانات عن السياق التعليمى وتم تحديد 4 مستويات متدرجة تصف الأداء المتوقع من التلاميذ الذين أتموا دراسة الصف الرابع الابتدائي.
وأكد «رمضان»، أنه بالرغم من تطوير المناهج وإشادة خبراء المناهج التعليمية داخل وخارج مصر، إلا أن النتائج جاءت عكس التوقعات، حيث أسفر التطوير عن نتائج جاءت أقل من 2%، وأرجع ذلك لعدة أمور منها عجز المعلمين وعدم تدريبهم التدريب الكافي، وكثافة الفصول المستوى الثقافى والاجتماعى للأسرة.
وأضاف أن النتائج أثبتت أن الإناث أكثر استيعابا وقابلية لتطوير المناهج الجديدة أكثر من الذكور.
وأشار «رمضان»، إلى أن الدراسة أثبتت أن أكثر من 80% من طلاب محافظتي المنيا وقنا دون المستوى، مرجحة أن ذلك بسبب المستوى الاجتماعى.
خطة للمواجهة
من جانبه، أكد الدكتور أكرم حسن، رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج، على ضرورة وضع خطة عمل قصيرة إلى متوسطة الأجل؛ لتقديم حلول لتقليل مشكلة ضعف القراءة والكتابة لدى طلاب المدارس.
وأضاف أن الخطة تتضمن تشكيل لجنة من الخبراء المعنيين متعددة مع الاستعانة بالخبرات الدولية، مؤكدًا أنه لا بد أن تقوم اللجنة بدراسة جميع التجارب والجلسات لتحقيق النتائج، وكذلك دراسة أدوات التقييم المختلفة كأدوات تشخيصية بمدى ضعف حجم اللغة العربية واختبار أنسب الأدوات من حيث التطبيق.
وأشار «حسن»، إلى ضرورة تجريب هذه الأدوات بداية من الفصل الدراسي الثاني بالاشتراك مع المركز القومي للامتحانات، مشيرًا إلى أهمية عمل اختبار مسحي لمهارات اللغة العربية بداية من العام الدراسي المقبل 2024/2025 لطلاب المرحلة الابتدائية بجميع الصفوف، مع تدريب المعلمين على هذا التطبيق.
وتابع: «ثم بعد ذلك نحصل على الاختبار المسحي لتكون كاشفة لمعرفة خلل القراءة والكتابة بين الطلاب، والنتائج ستكون على مستوى للمديريات، وتطبيق هذه الأدوات من خلال البرامج بكافة أنواعها مثل البرنامج الإثرائية واتخاذ قرار استخدام اللغة الفصحى في المدارس».
أسباب الكارثة
ومن جانبه، كشف الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، والخبير التربوي، لـ«النبأ»، عن أسباب ضعف مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب وسبل علاج هذا الضعف.
وقال «شوقي»، إن مهارات القراءة والكتابة من المهارات الدراسية الأساسية التي يجب أن يمتلكها الطلاب منذ الصفوف الأولى من التعليم باعتبارها حجر الأساس في تعلم الأطفال بكفاءة في جميع المواد الدراسية، وترتبط بمجموعة من السمات الشخصية الأخرى مثل التعاطف والتسامح وتقبل الآخر من الثقافات الأخرى عند القراءة عن هذه الثقافات فضلا عن دورها في تنمية الثقة بالنفس وتحسين صورة الذات، وارتفاع تحصيل الطالب وحصوله على درجات مرتفعة فى مختلف المواد الدراسية.
وتابع: «وبالرغم من الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم في تنمية قدرات الطلاب على القراءة والكتابة إلا أن الدراسات العلمية تكشف عن عدم تمكن حوالي 30% من الأطفال في الصفوف الأولى من مهارات القراءة والكتابة».
ويرى «شوقي»، أن سبل علاج ضعف مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال، يتمثل في 7 خطوات مهمة، وهي: نشر الوعي لدى أولياء الأمور بأهمية تعليم اللغة العربية لأولادهم، وتخصيص وقت يومي لكي تقرأ الأم لأطفالها في مرحلة ما قبل المدرسة قصة قصيرة أو أكثر مما ينمي لديهم شغف القراءة.
وتابع: «ومنها تقليل استخدام الأطفال لأجهزة المحمول وتعويدهم على استخدام القلم والقراءة والكتابة، وإعداد المعلمين في كافة المواد في اللغة العربية وحثهم على الشرح بها، ومحاسبة التلاميذ على أخطائهم اللغوية في إجاباتهم على الأسئلة في الامتحانات المختلفة مما يحثهم على الاهتمام بالقراءة والكتابة».
واختتم حديثه لـ«النبأ»، قائلًا: «بالإضافة إلى التدقيق في اختيار المعلمين، لا بد من أن تضع مناهج اللغة العربية بطريقة جذابة تجذب انتباه الطلاب والبعد عن التعقيد».