رئيس التحرير
خالد مهران

موقع عبري: الأردن والسعودية غاضبتان من أحداث باب المندب

الحوثيين
الحوثيين

أكد موقع كالكاليست العبري في تحليل له إن تهديد الحوثيين يمثل مشكلة لمصر والسعودية والأردن، كما يتجلى في الهجمات التي نفذت في اليومين الماضيين، وليس مشكلة إسرائيلية فحسب.

وقال الموقع إن جيران إسرائيل، بما في ذلك الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية، يعانون بالفعل من خسائر اقتصادية بسبب انخفاض النشاط في البحر الأحمر، لكنهم في هذه المرحلة يمتنعون عن التحدث علانية ضد هذا الإرهاب البحري، ويحاولون أيضًا في هذه المرحلة نشر أقل قدر ممكن من البيانات حول نطاق الضرر.

ويشير الموقع إلى أن صمت هذه الدول على خلفية الدعم الشعبي الواسع للفلسطينيين وعدم رغبة حكومات هذه الدول في الظهور على أنها "تحمي" المصلحة الإسرائيلية. وتحت السطح، تجري محادثات بين حكومات المنطقة والولايات المتحدة لإنشاء تحالف دولي لحماية حركة الشحن في مضيق باب المندب بين بحر العرب والبحر الأحمر، كما أنها تجري المحادثات سرًا بسبب تهديد الحوثيين بإلحاق الضرر بأي دولة عربية تستجيب للمبادرة الأميركية.

تراكم خسائر دول المنطقة

في هذه الأثناء، تتراكم خسائر دول المنطقة، حيث أعلنت مصر منذ أيام أنه خلال شهر نوفمبر عبرت 2264 سفينة قناة السويس، مقارنة بـ 2345 سفينة في أكتوبر 2023، وذلك بانخفاض قدره 3.5%. كما أدى انخفاض عدد السفن إلى الإضرار بإيرادات مصر من القناة والتي بلغت 854.7 مليون دولار في نوفمبر، مقابل 880.1 مليون دولار في أكتوبر، بانخفاض نحو 3%. 

وبحسب الموقع، فقد كانت الأضرار في نوفمبر محدودة نسبيًا لأن هجمات الحوثيين لم تبدأ إلا في النصف الثاني من الشهر. ومع التصعيد المسجل منذ بداية الشهر الجاري، يبدو أن الضرر الذي سيلحق بعائدات قناة السويس سيزداد في ديسمبر المقبل. 

كما التزم الأردن الصمت منذ بدء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، رغم أنه يبدو أنه يدفع بالفعل ثمنًا اقتصاديًا باهظًا بسببها، فبحسب البيانات المنشورة هذا الأسبوع في الأردن، انخفض مناولة البضائع في ميناء العقبة بنسبة 16% الشهر الماضي. 

وانخفض عدد السفن القادمة إلى ميناء العقبة، وهو المنفذ الوحيد للأردن على البحر، في ذلك الشهر بنسبة 14%، وكان هناك أيضًا انخفاض بنسبة 33% في السفن المتدحرجة (التي تحمل سيارات). ويأتي هذا التراجع نتيجة مباشرة للوضع الأمني وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر. 

وقد ركز الأردن، الذي يعاني أيضًا من وضع اقتصادي حساس، في السنوات الأخيرة على تطوير ميناء العقبة والمنطقة الاقتصادية المحيطة به كمشروع وطني يمكنه دفع النمو وجذب الاستثمار الأجنبي. وما يحدث منذ بدء هجمات الحوثيين لا يساعد هذه الخطط.

وتابع الموقع العبري: ولا تزال القوة الإقليمية السعودية، التي حاربت الحوثيين لمدة ثماني سنوات، تتأذى من تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر، حيث يقع ميناء جدة السعودي الرائد على شواطئ البحر الأحمر، ورغم أن السعوديين لم ينشروا بعد بيانات حديثة بشأن نشاطه، فمن المرجح أنه يتأثر بالوضع. وبنظرة أطول، يجب أن نتذكر أن منطقة البحر الأحمر تشكل عنصرا هاما ضمن "رؤية 2030" للمملكة العربية السعودية سواء في المجال اللوجستي أو السياحي، وما حدث في الأسابيع الأخيرة لا يساعد الجهود السعودية في هذا الصدد..

وتوقع الموقع في المستقبل أن تحتل خطة المشروع الضخم التي طرحت في سبتمبر الماضي لربط الهند بالبحر الأبيض المتوسط، مرورًا بدول الخليج والأردن وإسرائيل، رغم كل التحديات التي تفرضها، مكانة عالية في أجندة القادة في الأقليم.