التحرش وختان الإناث والعنف الأسري.. القضايا الإنسانية تكسب في المسلسلات الجديدة
«الفن رسالة أخلاقية، لا تنتمي إلى الإبداع أو إلى الأدب»، هذه الكلمات المعدودة للكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن، أوضحت دور الفن الأساسي بالمجتمع، والذي يجب أن يعتمد على نشر الأخلاق الحميدة، ليكون رسالة سامية حقيقية، والدراما عبارة عن محاكاة لفعل الإنسان، لذا، فـلابد أن تخرج من وسط همومه ومشاكله.
وعلى ما يبدو أن صناع الأعمال الفنية بدأوا، خلال الفترة الأخيرة، يلتفتون إلى الكلام السابق؛ إذ بدأوا في التركيز على هذه النوعية من المسلسلات، التي تنشغل بالقضايا الإنسانية المهمة، بعد فترة طويلة، لم يكن هناك، صوتًا أعلى من صوت مشاهد القتل والعنف والأكشن، بالمسلسلات والأفلام بشكل عام.
مسلسل «زينهم»، الذي يعرض، حاليًا، على شبكة قنوات ON، هو الأحدث، إذ يناقش عدة قضايا إنسانية واجتماعية، خلال الأحداث، مثل: تأثير غياب الأب على الابن، وهو ما ظهر في علاقة «زينهم»، وهو أحمد داود، مع والده «زكريا»، وهو محمد أبو داود، إذ يتحدث معه ويراه، في خياله، بعد وفاته في حادث، قبل 20 عامًا.
كما تكشف الحلقات عن الحالة النفسية السيئة التي تعيشها «جميلة»، وهي سلمى أبو ضيف، ناحية شقيقتها «سلمى»، بسبب تمييز والديها بينهما في المعاملة منذ الصغر.
ويشارك في المسلسل كل من: كريم قاسم، وهناء الشوربجي، وسلوى محمد علي، ونسمة بهي، ورحاب عرفة، وعماد رشاد، ومحمد الصاوي، ومحمد أبو داود، وهو تأليف محمد سليمان عبد المالك، وإخراج يحيى إسماعيل.
كذلك ناقش مسلسل «صوت وصورة»، مجموعة من المشكلات الاجتماعية والإنسانية؛ كالتحرش الجنسي، وسلبيات التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي.
وعرض المسلسل هذه المشكلات، عن طريق خطوط درامية متشابكة، من خلال «رضوى»، وهي سيدة بسيطة، متزوجة، ولديها طفلة واحدة، تضطرها الظروف للعمل بعيادة أحد الأطباء المشهورين، لكنها تتعرض للتحرش على يده، وتنقلب حياتها رأسًا على عقب، حينما تنتقل حكايتها إلى «السوشيال ميديا»، وتتحول من صاحبة حق، إلى «تريند»، يسعى الكثيرون لاستغلاله، لتحقيق مصالحه.
المسلسل من بطولة: حنان مطاوع، ووليد فواز، ومراد مكرم، وفدوى عابد، وصدقي صخر، وعمرو وهبة، وهاجر الشرنوبي، وتأليف محمد سليمان عبد المالك، وإخراج محمد عبد التواب.
وعلى مدار 45 حلقة، سلط مسلسل «ورق التوت» الضوء على عدة قضايا مهمة بالمجتمع، وحرص على نشر رسائل توعية إيجابية، وتوضيح خطورة بعض العادات والتصرفات الخاطئة؛ مثل: ختان الإناث، والهجرة غير الشرعية، والعنف الأسري، وزواج القاصرات.
وهو بطولة: شريف سلامة، وثراء جبيل، وأسماء جلال، ومصطفى منصور، وخالد كمال، وصفاء جلال، وسلوى عثمان، ورضوى جودة، وتقى حسام، وهو تأليف حسام علي، وإخراج محمد فوزي عبد الرحيم.
في سياق متصل، ناقشت الحكاية الأولى من مسلسل «55 مشكلة حب»، والتي كانت بعنوان «ألفريدو»، قسوة مرض ألزهايمر، من خلال «ثريا»، وهي الفنانة إلهام شاهين، التي تصاب بالمرض، ويؤثر على حياتها، للدرجة التي تدفع بعض أبناء شقيقها، والتي تولت تربيتهم في صغرهم، يسعون للسيطرة على أموالها وممتلكاتها، باستثناء «فريد»، وهو أحمد فهمي، إذ كان يراعاها، ويهتم بها.
وهو بطولة: ندى موسى، ومحمد شاهين، وروان الغابة، ومحمد فريد، وعابد عنان، وهو تأليف عمرو محمود ياسين، وإخراج عصام نصار، كما أنه مأخوذ عن كتاب الدكتور الراحل مصطفى محمود، والذي يحمل الاسم نفسه.
وبنفس المسلسل، عرضت الحكاية الثالثة «عيشها بفرحة»، مشاكل متحدي الإعاقة، ونظرة البعض إليهم، من خلال «يسر»، وهي هبة مجدي، والتي كانت تعاني من إعاقة، وتعتمد على كرسي متحرك في تنقلاتها.
وهو بطولة: هاني عادل، ونور إيهاب، وحسن أبو الروس، ورانيا منصور، وإبراهيم السمان.
من ناحيته، قال الناقد رامي العقاد، إن الهدف الأساسي من الفن، لا بد أن يكون مرتبطًا بالإنسان وبمشاكله البسيطة، موضحًا أن الجمهور مل من الأعمال الفنية المليئة بالعنف، والضرب، والألفاظ الخارجة، والمشاهد الجريئة، وأنه أصبح يميل إلى الدراما الاجتماعية، التي تناقش همومه وأفكاره.
وتابع، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن القضايا التي تعرض في الدراما أو السينما، وتنبع من المجتمع، تتمتع بدرجة عالية من المصداقية والواقعية، مشيرًا إلى أن بعضها يكون مأخوذا عن قصص حدثت بالفعل، وأن ذلك يكون سببًا في جعلها تلمس قلوب وعقول المشاهدين بسهولة، وبالتالي تحقق نجاحًا أكبر.