نتيجة الانتخابات تشعل «بيت الأمة»..
المركز الأخير يثير غضب الوفديين وتحركات لسحب الثقة من «يمامة»
أزمة كبيرة يعيشها بيت الأمة بسبب الانتخابات الرئاسية 2024 وحصول مرشح الحزب ورئيسه على المركز الأخير من بين باقي المرشحين، الأمر الذي يعتبره كثيرون داخل حزب الوفد أنه لا يليق بمكانة الحزب العريقة.
وجاء الدكتور عبد السند يمامة، المرشح الرئاسي في الانتخابات الرئاسية 2024، ورئيس حزب الوفد، في المركز الرابع والأخير بين مرشحي الرئاسة، حيث حصد 1.9 % من الأصوات المصرية بالداخل والخارج.
غياب الكتلة التصويتية للوفد
بدوره، قال الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد الأسبق، إن نتيجة الانتخابات الرئاسية 2024؛ ليست حصيلة الكتلة التصويتية لحزب الوفد، معقبا: «لا أستطيع ربط النتيجة التي حصل عليها الدكتور يمامة في الانتخابات؛ بحزب الوفد».
وأشار السيد البدوي، خلال تصريحات إعلامية، إلى إبداء المهندس حسام الخولي نائب رئيس حزب مستقبل وطن الحالي ونائب رئيس حزب الوفد السابق، علامات الاستفهام حول غياب الكتلة التصويتية للوفد بالانتخابات الرئاسية الحالية خلال اتصال هاتفي جمعهما.
وأوضح أن الوفد ليس حزبا بالمفهوم الدارج بل هو تيار قومي يتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد، قائلا: «نحن نعلم الكتلة التصويتية للحزب في كل الانتخابات، المهندس حسام تحدث معي عن غياب كتلة الوفد التي بلغت 3 ملايين صوت في انتخابات 2016».
وكشف الدكتور السيد البدوي، ذهاب الكتلة التصويتية للوفد وبعض أعضاء الحزب إلى خيار الرئيس السيسي، مؤكدا أن كتلة الحزب انتخبت الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهناك أعضاء من الوفد أيضا انتخبوا الرئيس السيسي في السباق الانتخابي الأخير.
وشدد على أن الخطاب السياسي والظهور الإعلامي للدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، لا يرتقي إلى مكانة الجالس على مقعد الزعيم سعد زغلول، وأضاف أنه تعرض للهجوم من أعضاء حزب الوفد في أعقاب إعلانه الذهاب لدعم مرشح الوفد بأحد المؤتمرات الجماهيرية، مطالبا إياه بتقديم استقالته من رئاسة الحزب.
ورد ذلك الهجوم إلى مخالفة رئيس الوفد لائحة الحزب برفض دعوة الهيئة العليا للبت في طلب ترشحه و«عدم احترام دستور الوفد في الترشح على انتخابات الجمهورية»، قائلا: «لم يكن هناك موافقة على الأساس على ترشحه، التوقيعات التي جمعها كانت بدافع الحرج».
تعليق «يمامة» على النتيجة
وقال الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد والمرشح الرئاسي الذي حل في المركز الرابع، إنه يقبل بالنتيجة التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات.
وأضاف «يمامة»، في بيان، أنه يقبل اختيار الشعب المصري بصدر رحب كما يتقبل الخسارة دون أية مشكلة، ويحترم إرادة المصريين.
وتابع: «كنا نتمنى الفوز لكن هذه هي الانتخابات، والكل يجب أن يحترم اختيار المصريين، هذه الانتخابات كانت الأفضل من حيث المشاركة والإقبال من المصريين، وهذه نقطة إيجابية نتمنى الوفد أن يكون هو الفائز لكن لعل الوطن هو الفائز بهذه الانتخابات».
وقبل إعلان النتيجة بشكل نهائي، كانت هناك انتقادات واسعة شنها وفديون ضد الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، بسبب المؤشرات الكارثية للحزب.
حيث تفاجأ البعض بدعوة موجهة من قبل سليمان وهدان، نائب رئيس الوفد، والدكتور هاني سري الدين، بطلب عقد اجتماع طارئ للهيئة العليا للحزب، في خطوة اعتبرها البعض تستهدف سحب الثقة منه من قبل أعضاء الهيئة العليا لبيت الأمة.
وطالب الموقعون على الخطاب، بمناقشة نتائج مرشح الوفد في الانتخابات الرئاسية في اجتماعها الطارئ في ظل رغبتهم بحضور القيادات الوفدية: عمرو موسى، وبهاء أبو شقة، والسيد البدوي، ومنير فخري عبد النور.
وأفاد الخطاب الذي وقع عليه أكثر من 30 عضوًا بالهيئة العليا للوفد، بأن الاجتماع العاجل يستهدف أيضًا وضع خارطة طريق تفصيلية محددة الخطوات والبرنامج الزمني، وبمشاركة قيادات وقواعد الوفد في كافة محافظات مصر لإعادة تنظيم البيت الوفدي، وحماية تراثه الوطني وتاريخه السياسي.
وفي هذا السياق، قال عادل التوني، عضو الهيئة العليا للوفد، إن هناك دعوة للهيئة العليا بناء على رغبة الوفديين، بشأن مناقشة نتائج الانتخابات، مشيرا إلى أن هناك حالة غضب تجاه الظهور الإعلامي لممثل حزب الوفد.
وأوضح «التوني»، في تصريح خاص لـ«النبأ»، أنه منذ البداية كانت هناك لائحة تحدد شروط وضوابط الترشح لرئاسة الجمهورية من الوفد بشكل كامل، ولكن للأسف لم يكن هناك التزاما بها.
وتابع عضو الهيئة العليا: «نحن ندرس حاليًا ماذا حدث بالانتخابات؟، وسيكون هناك مراجعة بشكل كامل وما وصلنا إليه، خاصة أن الكتلة التصويتية الثابتة لا تقل بأي شكل من الأشكال عن 3 ملايين صوت انتخابي، وهو ما يعني أن الوفديين لم يكونوا حاضرين في المشهد، بسبب حالة غضبهم الشديدة».
ولفت إلى أن أعضاء الهيئة العليا لن يستبعدوا خيار المطالبة بسحب الثقة من الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، معقبا الأمر في غاية الصعوبة وما أفرزته الانتخابات من نتائج لا يعبر عن تاريخ الحزب.
في حين قال علاء الشوالي، حفيد سعد زغلول، إنه لا يوجد مبرر لحالة الثورة الحالية ضد الدكتور عبد السند يمامة، مشيرا إلى أن الحالة كانت أمامهم متردية منذ سنوات، ولديهم معلومة أنه ستكون هناك انتخابات منذ 2018 فلماذا لم يستعدوا لها؟.
وأضاف «الشوالي»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»: «جاي قبل الانتخابات بشهور وقررت أنك ستخوض الانتخابات.. أنت كنت فين، كما أن عبد السند يمامة ليس وحده المسؤول بصرف النظر عن كونه قوي أو ضعيف».
وتابع أن هناك بعض أعضاء هيئة عليا، عزمها في مطعم ووافقوا على ترشحه على الانتخابات، هما اللي وافقوا وأطاحوا باللائحة، معقبا: «ما يحدث بالحزب لا يستحق المتابعة لأنه مثير للغثيان».
وانتقد علاء الشوالي، دعوات الإطاحة بالدكتور عبد السند يمامة، مشيرا إلى أن ما يحدث خصومات سياسية تحركها مجموعة لصالح أشخاص بعينها، مضيفا أن ليس الحل في استقالة يمامة، لأن من سيخلفه سيكون من نفس الصندوق، ولن يأتي الحزب برئيس جديد.
وواصل: «كل من له دور إداري داخل الحزب مسؤول ويجب محاسبته، وحديثي ليس دفاعا عن الرئيس الحالي للوفد ولكن نحن نتحدث عن فساد منظومة كاملة تحتاج إلى إصلاح».
وتابع: «الأرقام كانت متوقعة ونتيجة طبيعة للانهيار الذي نشهده، وحل الأزمة بالحزب والنظام السياسي بشكل عام، هو أن تقتنع الدولة بحاجتها لوجود معارضة حقيقية وقوية، بالقضاء على المال السياسي داخل الحزب، ووضع لائحة جديدة للحزب ونسف الحالية، بحيث يكون من يحمل عضوية الوفد له حق الترشح بشروط معينة».
واستطرد علاء الشوالي: «لو طبقنا هذه الشروط لن يكون هناك وجود لكثير من الوجوه، قاعدين بفلوسهم وأعضاء سابقين بالحزب الوطني».