29 مرشحا في 5 انتخابات.:كيف يستفيد المتنافسون على كرسي الحكم من لقب «مرشح رئاسي سابق»؟
عرس ديمقراطي لم تشهده مصر من قبل وضربة قوية لدعاة الفتنة وأصحاب المخططات
مصر ستتحول إلى نمر اقتصادي وتحقق الاكتفاء الذاتي في الولاية الثالثة للرئيس عبد الفتاح السيسي
السنوات القادمة سوف تشهد جني ثمار الاصلاحات الاقتصادية والتنمية الشاملة في عهد الرئيس السيسي
«الشهابي»: البعض يستخدمه بشكل كوميدي يدل على غياب الرؤية والمراهقة السياسية وعدم النضج
«ترك»: غياب الكاريزما السبب الرئيسي لعدم استمرار المرشحين السابقين في العمل السياسي
«النمر»: الغالبية العظمى من المرشحين كانوا غير مؤهلين ولا يملكون برامج حقيقية
الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي باكتساح، والتي شهدت أعلى نسبة مشاركة في تاريخ البلاد، طرحت الكثير من الأسئلة حول مستقبل المرشحين السابقين للرئاسة، والمكاسب السياسية التي سوف تعود على هؤلاء المرشحون بعد حصولهم على لقب «مرشح رئاسي سابق».
شارك في الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر في 2005، 2012، 2014، 2018، و2024 حوالي 29 مرشحا.
بعض هؤلاء المرشحون رحل عن دنيانا في صمت دون أن يشعر به أحد، وبعضهم توارى عن الأنظار، واختفى تماما عن الساحة السياسية، ولم يعد يسمع به أحد، وبعضهم ما زال موجودا على الساحة السياسية ولكن دون أي دور حقيقي أو مؤثر، وبعضهم يستغل هذا اللقب من أجل تحقيق مكاسب سياسية، سواء داخل مصر أو خارجها.
شارك في أول انتخابات رئاسية تعددية جرت في 2005، حوالي 10 مرشحين هم: الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وحصل علي 6316784 صوتا بنسبة 88.571%، وأيمن نور، مرشح مرشح حزب الغد، وحصل على 540405 صوتا بنسبة 7.577%، والدكتور نعمان جمعة مرشح حزب الوفد وحصل على 208891 صوتا بنسبة 2.929%، والدكتور أسامة شلتوت مرشح حزب التكافل الاجتماعي وحصل على 29857 صوتا بنسبة 0.419%، ووحيد الأقصري مرشح حزب مصر العربي الاشتراكي وحصل على 11881 صوتا بنسبة 0.167%، وإبراهيم ترك مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي وحصل على 5831 صوتا بنسبة 0.082%، وممدوح قناوي مرشح الحزب الدستوري الحر وحصل على 5481 صوتا بنسبة 0.077 %، وأحمد الصباحي مرشح حزب الأمة وحصل على 4393 صوتا بنسبة 0.062 %، وفوزي غزال مرشح حزب مصر 2000 وحصل على 4222 صوتا بنسبة 0.059%، والسيد رفعت العجرودي مرشح حزب الوفاق القومي وحصل على 4106 صوتا بنسبة 0.058 %.
وفي الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012 عقب ثورة 25 يناير 2011، شارك فيها 13مرشحا وهم: عمرو موسى، عبد المنعم أبو الفتوح، حمدين صباحى، محمد سليم العوا، هشام البسطويسى، عبد الله الأشعل، محمد فوزى، محمد مرسى، خالد على، أحمد حسام خير الله، محمود حسام جلال، أبو العز الحريرى وأحمد شفيق.
وأسفرت الجولة الأولى من هذه الانتخابات عن حصول محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين على 5 ملايين و764952 صوتا، في المركز الأول.
وجاء الفريق أحمد شفيق في المرتبة الثانية بحصوله على 5 ملايين و505327 صوتا.
وحل المرشح حمدين صباحي في المرتبة الثالثة بحصوله على 4 ملايين و820273 صوتا.
واسفرت جولة الإعادة بين محمد مرسي والفريق أحمد شفيق، عن حصول مرسي على 13230131 صوتا، بسنبة 51.73%، فيما حصل منافسه الفريق أحمد شفيق على 12347380 صوتا بنسبة 48.27%.
أما الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2014، بعد ثورة 30 يونيو 2013، فقد شارك فيها مرشحان فقط هما، وزير الدفاع السابق ورئيس الجمهورية الحالي عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي، وأسفرت عن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمنصب رئيس الجمهورية، بعد أن حصل على نسبة 96.91 في المائة، من إجمالي الأصوات الصحيحة، مقابل 3.09 في المائة لمنافسه حمدين صباحي.
أما الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2018، فقد شارك فيها مرشحان أيضا هما، الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب الغد الدكتور موسى مصطفى موسى، وأسفرت عن فوز الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، بعد حصوله على نسبة 97.08 بالمائة من إجمالي الأصوات الصحيحة.
فيما حصل منافسه موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد على 656 ألف صوت بنسبة 2.9 بالمائة من الأصوات الصحيحة.
وقالت الهيئة العليا للانتخابات، إن عدد المصوتين بلغ 24 مليون و254 ألف، بنسبة إقبال بلغت 41 بالمائة، من إجمالي عدد الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية والذي يصل إلى 59 مليون و78 ألف.
وشهدت هذه الانتخابات أكبر نسبة من الأصوات الباطلة في أي انتخابات شهدتها البلاد بمجموع مليون و762 ألف صوتا وبنسبة تتجاوز 7 بالمائة من إجمالي أصوات الحضور.
أما الانتخابات الرئاسية الأخيرة 2024 فقد شارك فيها 3 مرشحين هم، الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، والمهندس حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، وفريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بالإضافة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال المستشار حازم بدوى رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، إن عدد المقيدين فى قاعدة البيانات 67032437 حضر منهم 44777668 ناخبا بنسبة مشاركة 66.8%.
وعدد الأصوات الصحيحة 44288636 صوتا بنسى 98.9% وعدد الأصوات الباطلة 489307 صوتا بنسبة 1.1%.
وحصل المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي على 39702451 صوتا بنسبة 89.6%، وحصل محمد فريد زهران على 1776952 بنسبة 4% وحصل حازم عمر على 1986352 بنسبة 4.5% وحصل عبد السند يمامة على 822606 بنسبة 1.9%.
عرس ديمقراطي لم تشهده مصر من قبل
يقول حسن ترك، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، وشقيق رئيس الحزب السابق إبراهيم ترك، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية في 2005، أن الإنتخابات الرئاسية الحالية جرت في جو من الحرية والديمقراطية والمنافسة الحقيقية لم تشهدها مصر من قبل، شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإضافة إلى ثلاثة مرشحين ينتمون لأحزاب سياسية مختلفة، ليبرالية ويسارية، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات قدمت وجبة دسمة للمواطن للاختيار.
وأضاف «ترك»، أن المرشحين الثلاثة كانوا يتصرفون بحرية تامة ويتحركون في جميع أنحاء مصر، وعقدوا مؤتمرات في مناطق كثيرة في حماية الأمن المصري، الذي تعامل بحيادية تامة مع كل المرشحين، وكل مرشح عرض برنامجه الانتخابي في منتهى الأريحية والشفافية، لافتا إلى أن مصر شهدت عرس ديمقراطي حقيقي لم تشهده من قبل، موضحا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو المرشح الرابع وانجازاته معروفة للشعب منذ أن تولى الحكم وأنقذ مصر في 30 يونيو 2013 من الغرق، عندما كانت سفينة مصر على وشك الغرق، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قاد مصر لتنمية شاملة، وخاصة الصعيد الذي شهد تنمية شاملة منعت الهجرة الداخلية من الصعيد إلى القاهرة والإسكندرية للبحث عن فرص عمل، كذلك تعمير سيناء التي أصبحت أمنة تماما، مشيرا إلى أن التنمية الشاملة والأمن والاستقرار أهم شئ بالنسبة للدولة، لافتا إلى أن الحوار الوطني جرى في جو من الحرية والديمقراطية، وأحدث زغما في الحياة السياسية، شجع الشباب على المشاركة في الحوار الوطني، بعد أن شعروا بأن هناك شفافية كاملة، وأن جميع وسائل الإعلام العالمية كانت تنقل جلسات الحوار الوطني على الهواء مباشرة، كما أن الكثير من السفراء في مصر أشادوا بالحوار الوطني، وهذا أعطى قوة للأحزاب، مؤكدا أن الحوار الوطني كان يقوم على الرأي والرأي الأخر، ولم يتم حجب أي رأي معارض، وهذا أدى إلى زيادة اقبال الشباب على الأحزاب السياسية.
وقال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، أن الانتخابات الرئاسية التي جرت في جو احتفالي لم تشهده مصر من قبل، والتي أشاد بها الجميع، الأجانب قبل المصريين، كانت نتيجة للزخم الذي أحدثه الحوار الوطني، مؤكدا على أن هذه الانتخابات قطعت الطريق أمام قوى الشر للوقيعة بين الشعب المصري، الذي يدافع عن بلده وقت الحرب والسلم، كما وأدت الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين التي كان يخطط لها قوى الشر، لا سيما وأن مصر هي عمود الخمية بالنسبة للأمة العربية، كما أن هذا العرس الديمقراطي الذي شهدته مصر هو رد عملي على كل الشائعات التي كانت تحاول الوقيعة بين الشعب المصري، وضربة قوية لدعاة الفتنة وأصحاب المخططات، لافتا إلى أن الشعب المصري دائما يقف وراء قيادته وقت الحرب والسلم، مشيرا إلى أن سبب مشاركة الشعب غير المسبوقة في هذه الانتخابات هو الحفاظ على الأمن والاستقرار واستكمال مسيرة البناء والتنمية والحفاظ على مكتسبات ثورة 30 يونيو 2013، مؤكدا على أن كل الشعب المصري نزل وصوت في الانتخابات في عرس ديمقراطي لم تشهده البلاد من قبل.
وأضاف «ترك»، أن أغلب الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية 2005 توفوا، ولم يتبقى سوى أيمن نور الذي ترك البلد بعد أن ثبت أنه إخوان مسلمين، مشيرا إلى أن سبب عدم استمرار الكثير من المرشحين السابقين في العمل السياسي بقوة يعود إلى عدة أسباب منها، غياب الكاريزما، وعدم وجود برنامج انتخابي واضح للنهوض بالبلد، مؤكدا على أن المرشح الرئاسي يحتاج إلى وجود كاريزما، وهذا غير متوافر في الكثير من المرشحين الذين خاضوا انتخابات الرئاسة، مشيرا إلى أن المرشحين الثلاثة الذين خاضوا الانتخابات هذه المرة ينتمون إلى أحزاب سياسية قوية ومعروفة، مثل حزب الوفد الذي كان يضم رموز وطنية كبيرة مثل سعد زغلول ومصطفى النحاس، والذي قاد البلد في فترة من الفترات، ويعرف يعني إيه مؤسسات دولة، أما المرشح حازم عمر فهو رجل أعمال ناجح ومعه مجموعة من رجال الأعمال الذين يمتلكون شركات كبيرة جدا ومؤثرة في الاقتصاد المصري، أم المرشح فريد زهران فهو ينتمي للحزب الديمقراطي الاجتماعي، وهو معارض شرس جدا وله شعبية كبيرة، وبالتالي كل المرشحين في انتخابات الرئاسة ينتمون لأحزاب لها ثقل سياسي في الشارع المصري، وليس مجرد شخصيات مبهمة، لذلك كانت الانتخابات رائعة، لافتا إلى أن أي مرشح للرئاسة يجب أن تتوافر فيه بعض الشروط، من ضمنها أن يكون منتميا لحزب سياسي، مشيرا إلى أن ايمن نور معروف أنه إخوان وأنه ترك البلد ويهاجمها من الخارجي، لافتا إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي يمارس المعارضة المعتدلة وليس المعارضة التي تسعى لهدم البلد، وأنه يقول رأيه في مصر في منتهى الحرية والشفافية، منوها أنهم تخلوا عن الديمقراطية بعض الوقت حتى يتم القضاء على الإرهاب، مشيرا إلى أن الإخوان لعبوا في دماغ الناس، واستغلوا الدين في السياسة.
وأوضح رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، أنه ثبت أن تسليح الجيش المصري كان قرارا صائبا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن الجيش المصري أصبح القوة العاشرة على العالم، وهذا يؤكد مقولة الرئيس محمد أنور السادات، بأنه لا بد للسلام من قوة تحميه، وهذه المقولة طبقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذا أعطى للبلد أمن واستقرار لم نكن نحلم به، مشيرا إلى أن الجاليات السودانية واليمنية والسورية في مصر بيحسدونا على الأمن والاستقرار، ويحلموا بأن يعيشوا ربع الأمن والاستقرار الذي تنعم به مصر، وهناك بعض المواطنين من الدول المستقرة مثل تونس والمغرب والجزائر جاءوا إلى مصر من أجل البحث عن فرصة عمل أو فرصة استثمار، ويريدون الاستقرار في مصر، مشيرا إلى أن الأمن والاستقرار سلعة غالية لا بد من الحفاظ عليها، موضحا أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر هي في الأساس أزمة عالمية، بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، لافتا إلى أن مصر كانت رقم واحد في حوادث الطرق في العالم، وكانت دون تنمية لمدة 30 عاما، منوها أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أقام شبكة من الطرق والموانئ في كل المحافظات غيرت وجه الحياة في مصر، لافتا إلى أن الفترة الماضية شهدت مصر تنمية شاملة وإنشاء بنية تحتية حديثة في كل انحاء البلاد، والسياحة عادت كما كانت، والاشغالات في شرم الشيخ والغردقة أصبحت 100%، وتم تنمية الساحل الشمالي، وتم الاهتمام بالسياحة العلاجية، وتشغيل المصانع من خلال مبادرة أبدأ، وتم ربط سيناء بمصر عن طريق ىشبكة من الأنفاق، وتم تعمير وتنمية سيناء واستصلاح ألاف الأفدنة فيها من خلال محطة بحر البقر، كما تم عمل تنمية شاملة في سيناء حتى لا تكون مطمع لأحد، كل ذلك هيأ المناخ لأي رئيس قادم، مؤكدا على أن السنوات القادمة سوف تشهد جني ثمار الاصلاحات الاقتصادية والتنمية الشاملة التي حدثت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي عبر بمصر إلى بر الأمان ولم يقوم بوقف التنمية بسبب الأزمات العالمية، متوقعا أن تنتهي مشكلة الدولار، وأن يصبح الجنيه المصري أقوى من الدولار الفترة القادمة.
لا يملكون برامج انتخابية حقيقية
ويقول المهندس محمد النمر، رئيس الحزب الناصري الديمقراطي، أنه في كل الانتخابات الرئاسية التي جرت لم يتم الوصول إلى الضمانات الكاملة للعملية الانتخابية حسب ما ينص الدستور والقانون، مثل حرية الترشح، وحماية المرشح أثناء العملية الانتخابية، وعدم التدخل من أجهزة الدولة في الانتخابات، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية في 2012 تميزت بالزخم والحركة والتفاعل، وكان فيها منافسة وحراك وطني، لكن نتائجها جاءت مخيبة للأمال، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الذين خاضوا الانتخابات الرئاسية كانوا غير مؤهلين لهذه العملية، والقليل منهم كانوا مؤهلين مثل حمدين صباحي والفريق أحمد شفيق، والكثير منهم لا يملكون برامج انتخابية حقيقية، وأغلبهم غير معروف في الشارع، بالإضافة إلى غياب الرؤية لدى الكثير من هؤلاء المرشحين، وكذلك في الكثير من الاستحقاقات الانتخابية كانت النتيجة محسومة لصالح رئيس الدولة، مشيرا إلى أن أن لقب مرشح سابق للرئاسة يكون له أثار سلبية على المرشح في الكثير من الأحيان، وأحيانا كثيرة يقل في نظر الناس، بالاضافة إلى أن المرشحين السابقين للرئاسة لا يتم الاستفادة من برامجهم، مؤكدا على أن هذا اللقب لم يضيف شيئا لأيمن نور بسبب ارتباطه بالخارج.
ولفت إلى أنه لا يتفق مع أيمن نور، وأنه يفضل أن تكون المعارضة من الداخل، مشيرا إلى أنه هو شخصيا يعيش في مصر ويعارض ويقول ما يريد، وهناك فرق بين الاختلاف مع الحكومة والنظام وبين الاختلاف مع البلد، موضحا أن البلد هي العباءة التي تجمع الجميع ولا يجوز الاختلاف معها، مشيرا إلى أنه في أي بلد ديمقراطي يكون هناك معارضة وموالاة، الكل يصارع من أجل مصلحة البلد، متمنيا أن تشهد الفترة القادمة عصرا جديدا من الانفتاح والحرية وايجاد حلول للمشاكل الاقتصادية.
شعبية الرئيس كانت كاسحة
ويقول ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن كل الانتخابات الرئاسية التي شهدتها مصر كانت انتخابات تعددية، لكن مع اختلاف المناخ الحاكم لكل انتخابات، مشيرا إلى أن المناخ الذي حكم انتخابات 2005 كان يميل إلى الاستقرار وتجديد الثقة بالرئيس مبارك، أما في 2012 فكانت انتخابات تنافسية حقيقية تحت إشراف قضائي وفيها منافسة حقيقية، وكان الفائز فيها هو الفريق أحمد شفيق، ولكن بسبب الضغط الأمريكي تم إعلان نجاح مرسي، أما انتخابات 2014و 2018، فكانت انتخابات تعددية ولكنها هادئة، لأن شعبية الرئيس السيسي كانت كاسحة.
وأضاف «الشهابي»، أن المناخ الحاكم لانتخابات 2024 مختلف، مشيرا إلى أن الإصلاح الاقتصادي أثر في شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن موقفه القومي والقوي والشجاع من الحرب على غزة وفضحه للمخطط الصهيوأمريكي الغربي الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، أعاد لمصر موقعها القيادي للأمة العربية، وجعل الشعب المصري يلتف حوله مرة ثانية، وجعل شعبيته تعود إلى ما كانت عليه في 2013 و2014، لذلك رغم أن الانتخابات كانت تنافسية إلا أنه كان هناك اجماع شعبي على الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن هذه المعركة تختلف عن المعارك الانتخابية السابقة في عدة أشياء، أولا أنه كان هناك إعلام مصري محايد، لافتا إلى أن الشركة المتحدة منحت كل مرشح 100 دقيقة مجانية، وكانت تقوم بنقل كل فاعليات المرشحين الأربعة بحيدة ونزاهة وتساوي، وأن الأحزاب التي كانت مؤيدة للرئيس السيسي كثيرة، وكان على رأسها حزب الجيل الديمقراطي، الذي قام بتنظيم حوالي 12 مؤتمر حاشد، ثانيا كانت معركة حزبية حقيقية، الأحزاب التي ينتمي لها المرشحون، الشعب الجمهوري، والمصري الديمقراطي، والوفد، والرئيس السيسي كان يؤيده الكثير من الأحزاب، كما أن الأحزاب السياسية كان لها دور مع الإعلام في حث الناخبين على المشاركة والتصويت، لذلك كنت نسبة المشاركة غير مسبوقة، كما أن التحديات التي تواجه الوطن جعلت المواطنين يرتفعون إلى مستوى الطموحات والأحلام التي يتطلبها الحفاظ على حدود البلاد ومنع تصفية القضية الفلسطينية، كما أن هذه الانتخابات أكدت للعالم على أن الشعب المصري يقف وراء قيادته ودولته ومع كل الاجراءات التي اتخذتها من أجل الحفاظ على القضية الفلسطينية والأمن القومي المصري.
وأوضح رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن الكثير من المرشحين السابقين للرئاسة كان لهم دور سياسي بعد الانتخابات مثل، حمدين صباحي، وموسى مصطفى موسى، كما أن المرشحين في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك استمروا في عملهم كرؤساء للأحزاب، وأغلب المرشحين المتنافسين في الانتخابات الرئاسية السابقة استمروا في المشهد السياسي بشكل أو بأخر، مؤكدا على أنه لا يوجد فائز في الانتخابات يستعين ببرنامج مرشح أو حزب أخر، مشيرا إلى أن الناجح في الانتخابات يقوم بتنفيذ برنامجه الذي خاض به الانتخابات، وهذه قاعدة موجودة في العالم كله، لافتا إلى أن الانتخابات الرئاسية الحالية جاءت جاءت بعد الحوار الوطني الذي فتح المجال العام، منوها أن الإعلام المصري قام بدور ذكي وأكثر من رائع، متوقعا أن يستمر للقيام بهذا الدور.
ولفت «الشهابي»، إلى أن البعض يستخدم لقب، مرشح سابق لرئاسة الجمهورية، بشكل كوميدي، مشيرا إلى أن بعض المرشحين يكتبون في الكارت الشخصي الخاص بهم، مرشح سابق لرئاسة الجمهورية، كنوع من التباهي، وهذا يدل على غياب الرؤية والمراهقة السياسية وعدم وجود نضج سياسي، لافتا إلى أن المرشح يقوم بوضع مرشح رئاسي سابق في الكارت الشخصي من أجل أن يعطي للأخرين ايحاء بأنه رجل مهم، وأنه يستمد أهميته من رئيس الدولة الحالي الذي ترشح أمامه، وهذه مراهقة سياسية وحزبية أن الأوان أن نتخلص منها، مؤكدا على أن هذا اللقب لا يضيف للمرشح شيئا ولا يعطي له مزايا على المستوى الرسمي، وأن صفته كرئيس لحزب أقوى من هذا اللقب، مطالبا المرشحين الحاليين ألا يفعلوا ذلك، موضحا أنه يمكن وضع هذا اللقب في السيرة الذاتية للمرشح السابق، وهذا يعطي له ثقل سياسي على المستوى الدولي، متوقعا أن تتحول مصر الفترة القادمة من حكم الرئيس السيسي إلى نمر اقتصادي حقيقي، وأن يكون هناك سيطرة على السوق ومواجهة مثلث الفساد والاحتكار وجشع التجار، كما توقع أن يكون هناك اهتمام بالصناعة والزراعة، وأن يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية، وتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، وأن يتم رد الاعتبار للجنيه المصري، وألا يتم تعويم الجنيه المصري، وألا يتم التعامل مع صندوق النقد الدولي، أما على المستوى السياسي فقد توقع أن يكون هناك انفتاح على الأحزاب السياسية، وأن يتم الإفراج عن المزيد من سجناء الرأي، ومنح المزيد من الحرية لوسائل الإعلام، كما توقع استمرار الحوار الوطني.