معارض إريتري: القوى الدولية تتنافس بجيبوتي لموقعها بباب المندب
كشف أبوهاني شمسي، القيادي في حركة 24 مايو الإريترية، أن الزيارة الفرنسية لدولة جيبوتي جاءت لعدد من الأسباب التي جعلتها تتمسك بنفوها في تلك الدولة الصغيرة الواقعة عل ى مضيق باب المندب الآن.
وأكد «شمسي»، أن جيبوتي المستعمرة الفرنسية الوحيدة سابقا في القرن الأفريقي ولا تزال تربطها اتفاقات حماية مع فرنسا، وفرنسا ملتزمة بحماية جيبوتي من أي أطماع من الدول المجاورة، لأن جيبوتي دولة صغيرة يمكن اجتياحها في يوم واحد من أي دولة مجاورة، لكن في الفترة الأخيرة ضعف النفوذ الفرنسي مع تنامي النفوذ الأمريكي في جيبوتي لعلها تأتي ضمن تقوية الوجود الفرنسي كما كان في السابق.
وأضاف القيادي في حركة 24 مايو الارترية، أن الزيارة الفرنسية لدولة جيبوتي لأنها تتمتع بموقع استراتيجي مهم (باب المندب) لذلك التنافس بين القوى الدولية على تعزيز الوجود بات كبير الآن سواء أمريكا والصين وروسيا وغيرها.
وبين شمسي، أن الزيارة الفرنسية لدولة جيبوتي تأتي لأن هناك اتفاقات قديمة مع فرنسا وجود تاريخي فعلى فرنسا أن تعلم أنها لم تعد الحليف الأقوى في جيبوتي، لذلك عليها أن تبذل مشاريع مغرية للجيبوتيين في التنمية والاستثمار بالإضافة القوة الدفاعية.
ولم يستبعد القيادي في حركة 24 مايو الإرترية تكرار تجربة الغرب الإفريقي مرة أخرى مع فرنسا في شرقها، خاصة وأن القبول الذي كانت تتمتع به فرنسا في إفريقيا انتهى والدور الفرنسي اضمحل بلا شك بعد صعود اليسار الأفريقي العسكري إذا جاز التعبير، كما ذكرت في في وسط وغرب إفريقيا فقدت فرنسا نفوذها بل وباتت تمثل العدو الذي يهدد القرار الأفريقي الحر.
وأوضح شمسي، أن تعزيز الوجود الفرنسي لا يحتاج إلى الزيارة الفرنسية لدولة جيبوتي ولكن على فرنسا تغيير آلياتها السابقة بأخرى يشعر فيها المواطن البسيط أنها صديق ودود وداعم لا مستغل وناهب أموال وإرادة أهل البلد، مشيرًا إلى أنه لذلك لا يستبعد أن يطلب من القواعد الفرنسية في يوم من الأيام أن تخلي جيبوتي، فلم يعد مرحب بها في الأراضي الجيبوتية.
وكانت قد توجهت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، ووزير الجيوش الفرنسي سيباستيان ليكورنو، إلى جيبوتي؛ لعقد مباحثات مع رئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيله، ومع نظيريهما الجيبوتيين وزير الخارجية والتعاون الدولي محمود علي يوسف، ووزير الدفاع حسن عمر محمد برهان، حسبما أفاد بيان لوزارة الخارجية الفرنسية.
وتعد هذه الزيارة الفرنسية لدولة جيبوتي فرصة جيدة لمواصلة المفاوضات حول مراجعة معاهدة التعاون الدفاعي (TCMD) وإعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا وجيبوتي، والتي تتميز بالعلاقات الدائمة والاحترام المتبادل والتعاون الوثيق في جميع المجالات.