استعدادات وزارة الصحة لمواجهة انتشار متحور كورونا الجديد
سيطرت حالة من الخوف والقلق بين المواطنين من عودة وباء كورونا مجددًا، خاصة بعد إعلان وزارة الصحة رسميا عن ثبوت حالتين إصابة بالمتحور الجديد «JN.1»، وتحذيرات الصحة العالمية المستمرة من المتحورات الجديدة من فيروس كورونا، لعل آخرها العثور على متحور جديد، المسمى طبيًا بـ«JN.1»، والتي تعتبر السلالة الأسرع انتشارًا من الفيروس.
المتحور الجديد ينتشر بصورة كبيرة
وفي نفس السياق، قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن منظمة الصحة العالمية اعتبرت أن جائحة كورونا لم تعد طارئا صحيا عالميا وأصبح أحد الفيروسات التنفسية مثل الإنفلونزا.
وأضاف «عبدالغفار»، أن الوزارة تتابع بدقة التقارير الواردة من منظمة الصحة العالمية ومركز التحكم في الأمراض والوقاية الأمريكي ومن السلطات الصحية في بعض الدول على مستوى العالم عن اكتشاف سلالة فرعية من المتحور المثير للاهتمام أوميكرون، والذي تمت تسميته بالمتحور «JN.1»، مشيرا إلى أنه طبقًا للتقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية بلغت نسبة انتشار المتحور 2.86.BA وسلالاته المنحدرة، بما في ذلك «1.JN»، نحو 37% من إجمالي العينات المبلغة على مستوى العالم، في حين كان أكثر من نصفها من المتحور الجديد.
وأكد: «نتابع في الوزارة كل التقارير والمعلومات التي ترد عن وجود أية إصابات من أي نوع من الفيروسات التنفسية في الـ27 محافظة»، مضيفا أن الدولة تتحرك وفق الأدلة العلمية ووفق التوصيات المبنية على الدليل لرصد أية فيروسات واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأوضح أن قطاعات الوزارة جميعها مستعدة لأى طوارئ، لافتًا إلى أن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية تنسق فيما بينها على أعلى المستويات للتعرف على المستجدات المختلفة بشأن فيروس كورونا.
وتابع، أن المتحور JN.1 ينتشر بصورة كبيرة، وله قدرة على إصابة الحالات التي سبق تطعيمها بالتطعيمات القديمة ضد فيروس كورونا المستجد، والتي تم استخدامها قبل العام 2023، ومع ذلك فإنه حتى الجرعات الأولية من لقاح «كوفيد» من المحتمل أن تساعد في الحماية ضد المتغير الفرعي الجديد JN.1.
وأردف أن معظم حالات الإصابة الناتجة عن هذا المتحور بسيطة كما أنه لا توجد أعراض إكلينيكية مميزة أو مختلفة عن الأعراض السابقة للمتحور أو ميكرون للأشخاص المصابين بهذا المتحور، موضحا أن المخاطر الصحية العامة المتوقعة لهذا المتغير، بما في ذلك فرعه 1 IN لا تزال منخفضة، مؤكدا أنه تم اكتشاف حالتين فقط مصابة بالمتحور 1.IN حتى الآن ولا داعي للقلق فحالتهما الصحية مستقرة.
واستكمل: «الدولة المصرية وفرت اللقاحات في الوحدات الصحية لمن يرغب في الحصول على اللقاح، ولا يوجد أي توصيات طبية باتخاذ أي إجراءات احترازية مختلفة عن سائر الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي».
ونصح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، المواطنين بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية كالتطهير المستمر للأيدي والأسطح، واستخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة سيئة التهوية، والبقاء في المنزل في حال الإصابة بأعراض تنفسية.
متغيرات كورونا
ومن جانبه، قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، أن متحور فيروس كورونا الجديد «IN.1»، مثل جميع المتحورات السابقة، مشيرا إلى أن اللقاحات أضعفت فيروس كورونا، لكنها لم تنهه.
وتابع «الحداد»، أن متغيرات كورونا الأخيرة ضعيفة من حيث الخطورة، لكن لها قدرة على الانتشار، وتكون أعراضها ما بين ضعيفة ومتوسطة الشدة ونادرًا ما تكون الأعراض خطيرة تصل إلى دخول المستشفى، وكوضع وبائي لم يتم رصد شيء عالمي يؤكد أنه ما زال في خطورته.
وأكد أن الفيروسات المنتشرة في الوقت الحالي في مصر هي فيروسات البرد العادية مع دخول فصل الشتاء، والإنفلونزا الموسمية وكورونا بمتحوراته والفيروس المخلوي، وتتمثل أعراضهم في ارتفاع الحرارة، كحة، صداع، تكسير العظام، ومشاكل في التنفس.
وأشار استشاري الحساسية والمناعة، إلى أن فيروس الإنفلونزا هذا العام أكثر قسوة من فيروس كورونا، مشددا على ضرورة ارتداء الكمامة وعزل الأطفال في حالة ظهور أي أعراض، ويوصي الأمهات بمنع تقبيل أطفالهم، ويجب أيضا أخذ الاحتياطات خاصة لكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، والمصابين بالحساسية.
رفع درجة الاستعدادات في المطارات والموانئ
ومن جانبها، قالت الدكتورة أمنية على، أخصائي أمراض الجهاز التنفسي ومدير إدارة الطب الوقائي، إن جميع المستشفيات تم تزويدها بأدوية البرتوكول العلاجي الخاصة بعلاج كورونا، لافتة إلى أنه تم رفع درجة الاستعدادات في المطارات والموانئ لاستقبال وفحص القادمين من الخارج للتأكد من عدم إصابتهم بأعراض المتحور الجديد.
وأضافت «علي»، أن المتحور الجديد «1.JN» ذو معدل انتشار كبير وله قدرة على إصابة الحالات التي سبق تطعيمها بالتطعيمات القديمة ضد فيروس كورونا المستجد والتي تم استخدامها قبل العام 2023، ومع ذلك فإنه حتى الجرعات الأولية من لقاح «كوفيد» من المحتمل أن تساعد في الحماية ضد المتغير الفرعي الجديد.
وتابعت أن معظم حالات الإصابة الناتجة عن هذا المتحور بسيطة، كما أنه لا يوجد أعراض إكلينيكية مميزة أو مختلفة عن الأعراض السابقة للمتحور أو ميكرون للأشخاص المصابين بهذا المتحور المخاطر الصحية العامة المتوقعة لهذا المتغير، بما في ذلك فرعه «1 IN» ما تزال منخفضة.
وأكدت أن المتحورات الجديدة لا تختلف كثيرا عن المتحورات السابقة وطبيعة الفيروسات التحور الدائم لتتكيف مع الظروف الجديدة ولا داعى للقلق، متابعة: «وإنما علينا اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية الكاملة منعا للعدوى من خلال التطهير المستمر للأيدي والأسطح، بالإضافة إلى استخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة سيئة التهوية فضلا عن البقاء في المنزل في حال الإصابة بأعراض تنفسية»، لافتة إلى أن اللقاح هام للغاية في مواجهة العدوى وكذلك مضاعفاتها حال حدوثها.
وأشارت أخصائي أمراض الجهاز التنفسي، إلى أن البرتوكول العلاجي الحديث صالح للعلاج وبقوة ولا يوجد به مشكلة نهائيا ويساعد إلى حد كبير في التعافي لذا يجب الحصول على اللقاح، وهناك عمليات ترصد على أعلى مستوى للتنبؤ بوجود الفيروس من عدمه والتعامل مع المصاب أيا كان المتحور المعدي، كما أن مستشفيات الصدر بالجمهورية تعمل بأحدث برتوكول علاجي لعلاج الأمراض التنفسية بالمجان، مؤكدة أن وزارة الصحة على أتم استعداد وهناك تعليمات مشددة لجميع المستشفيات والطب الوقائي للمتابعة المستمرة ولا داع للقلق.