التايم الأمريكية: الولايات المتحدة الخاسر الأكبر من العدوان على غزة
تناولت صحيفة التايم الأمريكية، تغير موقف الولايات المتحدة النسبي من إسرائيل منذ بدء فترة الحرب في السابع من أكتوبر وحتى الآن، مع بدء العدوان كانت الولايات المتحدة تدافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن مع تواصل العدوان، وانقطاع المياه والغذاء والدواء والوقود، واتجاه القطاع نحو أزمة إنسانية، بدأت المواقف الأمريكية تتغير.
وتروى صحيفة التايم قصة لقاء بلينكين الثانية مع نتنياهو عقب تغير الموقف الأمريكي حيث نقل حالة الغضب الذي سمعه من القادة الإقليميين وحثه على السماح بدخول المساعدات إلى غزة. وفي اجتماع متوتر تخللته صفارة الإنذار للغارة الجوية، كان نتنياهو صعب المنال. وقال مسؤول كبير في الإدارة إن إسرائيل لن تتسامح مع "قطرة ماء واحدة، ولا أوقية واحدة من الوقود" عبر الحدود.
ومع حلول الظلام، تبع بلينكن ومساعدوه نتنياهو من كيريا، النسخة الإسرائيلية من البنتاجون، إلى مركز القيادة تحت الأرض. وتجمع الفريق الأمريكي حول جهازي كمبيوتر محمول وطابعة محمولة، في غرفة صغيرة لا توجد بها خدمة خلوية، تبادل المقترحات مع مجلس الوزراء الإسرائيلي المجاور، عاد نتنياهو مع تعديلات مكتوبة بخط يده.
وأخيرًا، جلس رئيس الوزراء الإسرائيلي وكبير الدبلوماسيين في الولايات المتحدة بمفردهما. وقال بلينكن لنتنياهو إنه إذا كانت إسرائيل ستمضي قدما في مهمتها لتدمير حماس، فعليها أن تسمح بوصول المساعدات إلى المدنيين. وأوضح أيضًا ما هو معلق في الميزان: زيارة الرئيس جو بايدن، التي تسربت احتمالاتها إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية ولكن لم يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها بعد.
وتمثل زيارة بايدن لفتة دعم حاسمة – ونفوذًا كبيرًا. وفي الساعة الثالثة صباحًا، ظهر بلينكن أمام الكاميرات ليعلن أن بايدن سيزور البلاد خلال يومين لإعادة تأكيد “التزامه الصارم” بأمنها – وأن إسرائيل وافقت على السماح بوصول الإمدادات الغذائية والطبية إلى المدنيين في غزة، وبعد خمسة أيام، وصلت أول 20 شاحنة.
وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، قاد وزير الخارجية جهود الإدارة لإقناع المسؤولين الإسرائيليين بضبط النفس، في حين دعم علنًا الحرب التي يقول المسؤولون في غزة إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 22 ألف فلسطيني.
وكما يوضحها، تبدو انتصارات بلينكن ضئيلة أمام حجم الدمار: أكثر من 100 شاحنة من المساعدات الإنسانية تدخل غزة في يوم واحد. إطلاق سراح أربعة رهائن أمريكيين. توقف إنساني لمدة أربع ساعات. ويقول بلينكن إن الأرقام "غير كافية على الإطلاق فيما يتعلق بما هو مطلوب بالفعل".
القوة الأمريكية في الميزان
وهذا تشبيه مناسب على نحو غير مريح للقوة الأميركية في عام 2024، فقد وعد بايدن باستعادة القيادة الأميركية على المسرح العالمي بعد الفوضى التي شهدتها سنوات ترامب، ولكن فترة ولايته لم تشر إلى ذلك، فهناك انسحاب أميركا الكارثي من أفغانستان؛ والحرب المتوقفة في أوكرانيا؛ والتحدي من الصين الصاعدة؛ والصراع في غزة الذي يهدد بإشعال حريق إقليمي لأنه يقسم الحزب الديمقراطي ويضعف احتمالات إعادة انتخاب بايدن.