السفير رخا أحمد حسن لـ«النبأ»: 4 اعتبارات تحكم موقف مصر من حرب إسرائيل على غزة
هدم معاهدة السلام بين «القاهرة» و«تل أبيب» ليس فى صالح أحد
تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية يتم عن طريق هذه الجهة
وقف الدعم الأعمى من أمريكا لإسرائيل مرهون بتغيير الموقف العربى
العرب لم يفرضوا عقوبات على إسرائيل عندما هددت بضرب غزة بالقنبلة النووية؟
حديث الولايات المتحدة عن إقامة دولة فلسطينية محاولة للتغطية على فشلها فى غزة
مستحيل إقامة دولة فلسطينية فى ظل حكومة نتنياهو وأمريكا وحدها هى التى تستطيع وقف الحرب
القضاء على حماس سيؤدى إلى ظهور أجيال أكثر كراهية وشراسة ضد إسرائيل
ليس فى صالح أمريكا الدخول فى مواجهة عسكرية مع إيران ووكلائها بالمنطقة
إسرائيل شاركت بجهد كبير فى صياغة اتفاقية مكافحة الإبادة الجماعية
إسرائيل أصبحت مدانة أمام العالم بالإبادة الجماعية بغض النظر عن حكم «العدل الدولية»
«جملة» وردت فى صحيفة دعوى جنوب إفريقيا يمكن أن تستغلها تل أبيب لنسف القضية برمتها
سيطرة إسرائيل أمنيا على غزة بعد الحرب «مستحيل» ونقل المعركة إلى داخل تل أبيب أصبح ممكنا
نتنياهو يسعى لتوسيع نطاق الحرب والشعب الإسرائيلى أصبح لا يشعر بالأمان
إسرائيل لا تستطيع حماية نفسها دون أمريكا
لعبة تخويف العرب بـ«فزاعة إيران» انتهت
قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن هناك 4 اعتبارات تحكم موقف مصر من الحرب الإسرائيلية على غزة، على رأسها معاهدة السلام، مشيرا إلى أن القاهرة تقابل استفزازات تل أبيب بشيء من الصبر والدبلوماسية، محذرا من أن هدم اتفاقية السلام لن يكون في صالح المنطقة.
وأضاف «حسن»، في حواره لـ«النبأ»، أن وقف الدعم الأعمى من الولايات المتحدة لإسرائيل مرهون بتغيير الموقف العربي، متسائلا: لماذا لم تقم الدول العربية بفرض عقوبات على إسرائيل عندما هددت بضرب غزة بالقنبلة النووية؟.. وإلى تفاصيل الحوار
في البداية.. كيف ترى الجدل الدائر حول قيام دولة فلسطينية في ظل الرفض الإسرائيلي وتمسك الولايات المتحدة الأمريكية بحل الدولتين؟
الحكومة الإسرائيلية الحالية ضد إقامة الدولة الفلسطينية، وبالتالي في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية من المستحيل إقامة دولة فلسطينية، أما حديث الولايات المتحدة الأمريكية عن إقامة دولة فلسطينية فهو هروب للأمام، ومحاولة للتغطية على موقفها من الحرب على غزة، فهل الأولوية الآن هي وقف الحرب أم الحديث عن إقامة دولة فلسطينية؟، كما أن الحديث عن إقامة دولة فلسطينية ليس جديدا، فأغلب دول العالم تعترف بالدولة الفلسطينية، وهناك قرار التقسيم، واتفاقيات أوسلو، وبالتالي إقامة دولة فلسطينية حقيقة مقررة في الأمم المتحدة، وبالتالي حديث الولايات المتحدة الأمريكية عن إقامة دولة فلسطينية له عدة أهداف منها، إثارة البلبلة وصرف الأنظار عن حرب الإبادة التي تحدث في غزة، ومن المفارقات أن أمريكا التي تدعم إسرائيل سياسيا وعسكريا واقتصاديا، والتي ترفض وقف إطلاق النار في غزة، والتي عطلت وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات لسكان غزة في الأمم المتحدة، هي التي تتحدث الآن عن إقامة دولة فلسطينية، الولايات المتحدة دائما تهرب للأمام، المنطق يقول إنه يجب أولا وقف الحرب ثم يتم الحديث عن إقامة دولة فلسطينية، بايدن يخسر داخليا بسبب التأييد الأعمى لإسرائيل، الولايات المتحدة فقدت مصداقيتها في المنطقة، بايدن افتعل قصة تهديد الملاحة في البحر الأحمر وإقامة دولة فلسطينية للتغطية على فشله في غزة.
قلت إنه يستحيل إقامة دولة فلسطينية في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية.. فهل المشكلة في الحكومة الحالية أم في الفكر الإسرائيلي الذي يسعى لإقامة الدولة الكبرى من النيل للفرات؟
إقامة دولة فلسطينية مرهون بموقف الولايات المتحدة الأمريكية، فإذا كانت أمريكا جادة ومخلصة فيمكن ساعتها الحديث عن إقامة دولة فلسطينية، لكن الآن هناك تناقض بين ما تقوله الولايات المتحدة وبين ما تفعله على الأرض، وهي تقدم غطاء لإسرائيل للاستمرار في الحرب على غزة.
هناك أصوات داخل إسرائيل تتحدث الآن عن استحالة القضاء على حركة حماس.. كيف ترى ذلك؟
هذا الكلام قلناه منذ البداية، لأن حماس ليس مجرد أفراد، وإذا تم القضاء على حماس وهذا مستحيل فسوف تخرج أجيال أكثر شراسة وكراهية ضد إسرائيل، لأن هذه الأجيال شهدت القتل والتدمير والتمييز العنصري الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
إذا كانت إسرائيل قد أدركت أن القضاء على حماس أصبح مستحيلا.. فكيف ستنتهي الحرب على غزة؟
بعد انتهاء القتال يبدأ التفكير العملي في إقامة دولة فلسطينية.
الحديث عن إقامة دولة فلسطينة بدأ منذ عام 1948 ولم يحدث حتى الآن.. فهل تعتقد أن الحديث عن ذلك الآن واقعي في ظل رفض إسرائيل وحلمها المعلن في إقامة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات؟
واقعي جدا، تفكير إسرائيل غير واقعي، المشكلة في انقسام العالم العربي وليس في قوة إسرائيل، وعدم دعم العرب للمقاومة الفلسطينية، للأسف أغلب الدول العربية تقف موقف المتفرج مما يحدث في غزة.
وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن قال إنه بمجرد انتهاء الحرب على غزة سوف يتم الشروع في مناقشة 3 ملفات هي التطبيع الإقليمي وإقامة دولة فلسطينية وأمن إسرائيل.. هل تعتقد أن مشروع التطبيع الذي بدأ قبل الحرب على غزة سوف يستمر بعد الحرب على غزة رغم ما حدث من إبادة للشعب الفلسطيني؟
التطبيع مستمر ولم يتوقف، الولايات المتحدة والغرب يدركون أن إسرائيل كيان مزروع في المنطقة والجسم العربي يقاومه، لذلك هم يسعون إلى دمج هذا الكيان في المنطقة من خلال التطبيع، بحيث تصبح إسرائيل دولة مستقرة ويتخلص الغرب من عبئها، لا سيما بعد أن اهتزت صورة الولايات المتحدة في المنطقة وفي العالم وأصبحت مصالحها مهددة من أطراف كثيرة في المنطقة، وتغيير موقف الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل دعما أعمى بلا حدود مرهون بتغيير الموقف العربي من الولايات المتحدة الأمريكية.
هل التطبيع الشعبي مع إسرائيل الذي كان يتم الحديث عنه قبل الحرب على غزة أصبح بعيد المنال الآن بعد الفظائع وجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة؟
قبل الحرب على غزة أكثر من 85٪ من الشعوب العربية كانت تشعر بأن الخطر الحقيقي عليها هو الكيان الصهيوني، الآن هذه النسبة ارتفعت إلى أكثر من 90%، لأن هذه الأجيال شاهدت إسرائيل وهي تدمر غزة دون مبرر، ولأول مرة دولة في المنطقة تهدد صراحة وبشكل مباشر باستخدام السلاح النووي، عندما طالب وزير التراث الإسرائيلي باستخدام القنبلة الذرية ضد غزة، وهذا خطر كبير تجاهله العرب، فأين العرب؟، ولماذا لم تقم الدول العربية بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب هذا التهديد.
كيف ترى ما يحدث بين إسرائيل وإيران وحزب الله؟
إسرائيل تريد جر الولايات المتحدة للدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع حزب الله وإيران والحوثيين، ما تفعله أمريكا في البحر الأحمر هو من أجل إسرائيل وليس من أجل حماية الملاحة في البحر الأحمر.
قبل الحرب على غزة كانت أغلب الشعوب العربية تنظر لإيران وحزب الله والحوثيين على أنهم أخطر عليهم من إسرائيل وكان يتم الحديث عن الخطر الشيعي في المنطقة.. هل الموقف الإيراني مما يحدث في غزة سوف يغير نظرة الشعوب العربية لإيران وحزب الله والحوثيين؟
الوضع تغير بالفعل، هناك تحسن في العلاقات بين إيران والسعودية وأغلب دول الخليج، وبالتالي الفزاعة الأمريكية التي تستخدمها الولايات المتحدة لم يعد لها مفعول، أغلب الدول العربية الآن تتحاور مع إيران، وأصبحت لغة المصالح هي السائدة بين الطرفين، أما مسألة الخلاف بين السنة والشيعة فهذه كانت لعبة في يد الولايات المتحدة الأمريكية تستخدمها للوقيعة بين إيران والدول العربية، لكن المصالح الآن غطت على الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة، وهي خلافات في الفروع وليس في الأصول، ففي النهاية الشيعة مسلمين وليسوا بوذيين.
لكن البعض يقول إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد إضعاف إيران حتى تظل هي الفزاعة للعرب؟
هذا صحيح، أمريكا تريد الحفاظ على إيران قوية وحتى دفعها لامتلاك أسلحة نووية، ولكن إيران قوة إقليمية لا يستهان بها، إيران نجحت في أن تجعل لها وكلاء وأذرع في الكثير من دول المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق والمقاومة الشعبية في سوريا، بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة من المواطنيين في دول الخليج يعتنقون المذهب الشيعي، وهناك عائلات شيعية في دول الخليج وصلت للسلطة، وهذه المجموعات أو الأذرع تحارب لأسباب عقائدية، وهي على استعداد للموت، لأنهم يعتبرون الموت شهادة، وهذا يمنحها قوة معنوية هائلة في مواجهة أي قوة أخرى، عكس الجنود الإسرائيليين، أعداد كبيرة منهم أصيبوا بأمراض نفسية في غزة والكثير منهم يتم علاجهم نفسيا، وبالتالي إيران تحولت من فزاعة للدول العربية إلى منافس لهم، تحولت إلى قوة إقليمية منافسة، وأنا دائما أقول إن ما يربط العالم العربي بإيران وتركيا أكثر مما يفرقهم، وأنه يمكن إقامة علاقات تجارية واقتصادية مع الدولتين بحيث يكون هناك تكامل بينهم وبين العالم العربي بدلا من الصراع، وهذا ما يحدث الآن.
لكن هل سيكون لهذه الحرب الإسرائيلية تأثير على المنطقة؟
سيكون لها تأثير، لكن التأثير العسكري هو أن إسرائيل أدركت أنها لا تستطيع حماية نفسها دون الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وأصبح الدخول في معركة على أرضها أمر غير مستبعد، بعد أن كان ذلك خارج حسابات إسرائيل وكانت دائما ترفع شعار أن الهجوم خير وسيلة للدفاع، وأنها دائما تنقل المعركة خارج أراضيها، وأصبح هناك حديث عن مستقبل إسرائيل بعد الحرب، وحديث نتنياهو عن سيطرة إسرائيل أمنيا على غزة بعد الحرب مستحيل، وإلا فلماذا خرج شارون من غزة في 2005؟.
إسرائيل اتهمت مصر بتهريب الأسلحة للمقاومة في غزة.. تعليقكم؟
الأسلحة كان يتم تهريبها للمقاومة عن طريق البحر ومراكب الصيد وغيرها.
ما تقييمكم للموقف المصري من الحرب على غزة؟
الموقف المصري تحكمه عدة اعتبارات، الأول هو اعتبار استراتيجي وهو أن فلسطين جزء من الأمن القومي المصري، وبالتالي هي بوابة مصر الشرقية، ولا بد وأن يكون هناك تواصل بين مصر والسلطة الفلسطينية وغزة، الاعتبار الثاني هو أن مصر تتضامن مع الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الاختلاف مع حركة حماس أو عدم الاتفاق معها، لأن حماس تحارب من أجل الاستقلال، ولو تحقق الاستقلال فلن تكون هناك حرب، وهذا هدف مشروع وفقا للقانون الدولي والأمم المتحدة، الاعتبار الثالث وهو أن هناك معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، وهناك حرص من مصر على ألا يؤدي التهور الإسرائيلي والانتقام الأعمى من الفلسطينيين إلى هدم عملية السلام برمتها، لأن ذلك سيكون خسارة لمصر وإسرائيل والمنطقة كلها، لأن السلام هو المسار الوحيد لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي مهما طالت الحرب، لذلك مصر تقابل الاستفزازات الإسرائيلية بشيء من الصبر والدبلوماسية، مصر رفضت المشاركة في حكم غزة، مصر رفضت التهجير القسري لسكان غزة، مصر رفضت توطين الفلسطينيين في سيناء، الاعتبار الرابع هو أن مصر تريد الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنها ترى أن أمريكا منحازة لإسرائيل، وخاصة وأن الولايات المتحدة تتحكم في المؤسسات المالية الدولية، لا سيما صندوق النقد الدولي، فكل هذه الاعتبارات هي التي تحكم القرار المصري، وهو ثابت على ضرورة وقف إطلاق النار ووقف التهجير القسري وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ما تقييمكم لموقف جنوب إفريقيا وهل القضية التي رفعتها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية سيكون لها جدوى وستؤدي إلى إدانة إسرائيل ومحاكمة نتنياهو؟
الخطوة التي قامت بها جنوب إفريقيا والدول المتضامنة معها في غاية الأهمية والخطورة بالنسبة لإسرائيل، خاصة وأن المفكرين والساسة الإسرائيليين ساهموا بجهد كبير جدا في صياغة اتفاقية مكافحة الإبادة الجماعية، وإسرائيل الآن تخرق هذه الاتفاقية.
لكن هل سيتم إدانة إسرائيل في هذه القضية في ظل سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على المنظمات الدولية والقرار الدولي؟
بغض النظر عن الشق القانوني للقضية وعن الحكم الذي سوف يصدر من المحكمة، هناك الشق السياسي والإعلامي وهو أن إسرائيل أصبحت مدانة الآن أمام الرأي العام العالمي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية، وهذه الجرائم موثقة بشهادة المسئولين الإسرائيليين أنفسهم وبشهادة المنظمات الدولية، حكم المحكمة يحتوي على شقين، الشق المستعجل، وهو يتعلق بضرورة وقف القتال ورفع الحصار وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار، وهذا الحكم يجب أن تصدره المحكمة قبل 6 فبراير القادم، أما الحكم الخاص بإدانة إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية فلن يصدر قبل عام أو عامين، وخاصة أن بعض الجمل التي وردت في عريضة الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا، مثل أنه كان لدى المسئولين الإسرائيليين النية لارتكاب الإبادة الجماعية، وهذه ثغرة من الممكن أن تستغلها إسرائيل للهروب من المسئولية، وتعتبرها مجرد نية ولكن لم يتم تنفيذها، وإذا صدر الحكم المستعجل الذي يلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات للشعب الفلسطيني، فتنفيذ هذا الحكم يحتاج إلى موافقة من مجلس الأمن، فهل تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية وتستخدم حق القيتو ضد هذا القرار؟، البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة الأمريكية بعد يوم من تقديم الشكوى ضد إسرائيل، والذي قالت فيه، إن عريضة الاتهام التي قدمتها جنوب إفريقيا لا تستند إلى وقائع حقيقية، وهذا مؤشر على وجود نية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدام حق النقض «الفيتو»، ضد أي قرار يصدر من محكمة العدل الدولية، لكن في كل الأحوال مجرد صدور هذا القرار هو إدانة لإسرائيل، خاصة في العالم الغربي الذي شاهد حجم الدمار والقتل وصور الأطفال البشعة، وبالتالي إسرائيل أصبحت في نظر العالم دولة عدوانية تنتهك كل القوانين وحقوق الإنسان.
لكن البعض يتساءل ما الذي دفع جنوب إفريقيا بالتحديد لرفع هذه الدعوى ضد إسرائيل ولماذا لم تقم دولة عربية بذلك؟
جنوب إفريقيا عانت من التفرقة العنصرية والاضطهاد والظلم تحت حكم الأقلية البيضاء، وكانت إسرائيل من أشد المؤيدين للأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا والتعاون معها في المجال النووي، ولا ننسى أن المكسيك وتشيلي قدما دعوى ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية، وهذا لم تفعله أي دولة عربية.
كيف ترى التحركات المصرية لإجهاض الاتفاق الذي وقعته أرض الصومال الانفصالية وغير المعترف بها دوليا مع إثيوبيا والذي بموجبه يتم منح أديس أبابا منفذا بحريا على البحر الأحمر.. وهل يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث نزاع مسلح بين مصر وإثيوبيا؟
النزاع المسلح بين مصر وإثيوبيا مستبعد لاعتبارات كثيرة، مصر تتضامن مع الصومال للحفاظ على وحدة أراضيها، الهدف من هذا الاتفاق هو أن يكون لإثيوبيا قاعدة عسكرية وميناء وأسطول بحري في البحر الأحمر مقابل أن تعترف أديس أبابا بدولة أرض الصومال، وهذا يعتبر اعتداء على السيادة الصومالية، لا سيما وأن إقليم أرض الصومال غير معترف به دوليا، ولم تقره الحكومة الفيدرالية الصومالية، ومصر كان لها علاقات قوية جدا مع الصومال وكان هناك نفوذ كبير لمصر هناك، ثم حولته الولايات المتحدة إلى دولة فاشلة.
ما تقييمكم للموقف الروسي مما يحدث في الشرق الأوسط وهل بوتين يستغل ما يحدث في غزة لصالح الحرب مع أوكرانيا والغرب؟
أولا موقف روسيا مؤيد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 4 يونيو 1967، وفي نفس الوقت روسيا لها علاقات مع إسرائيل، وحوالي 11% من اليهود في إسرائيل جاءوا من دول الاتحاد السوفيتي السابق، والحرب في غزة وضعت الحرب الروسية الأوكرانية في الظل، وجعلت بوتين يفعل ما يشاء في أوكرانيا، وبالتالي الحرب الإسرائيلية على غزة خدمت روسيا في حربها ضد أوكرانيا بطريقة غير مباشرة، أمريكا تريد أن تفعل نفس الشيء الآن، من خلال إثارة مشاكل فرعية مع إيران والحوثيين وحزب الله من أجل صرف الأنظار عما يحدث في غزة، لكن ليس هناك أي تأثير سياسي لروسيا على إسرائيل.
إسرائيل قامت بعملية عسكرية داخل سوريا وبجوار القصر الرئاسي في دمشق وقتلت عددا من المستشارين في الحرس الثوري الإيراني.. كيف تعلقون على ذلك؟
الهدف من هذه العملية هو استفزاز إيران، نتنياهو يسعى لتوسيع نطاق الحرب للتغطية على فشله في غزة ومشاكله الداخلية، أغلب الشعب الإسرائيلي يطالب الآن باستمرار الحرب لأنه لا يشعر بالأمان.
هل تتوقع توسيع نطاق الحرب بين إيران وإسرائيل الفترة القادمة؟
دخول حزب الله الحرب سيكون في منتهى الخطورة، ويتطلب تدخلًا مباشرا من الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما وأن قوة حزب الله تفوق عشرة أضعاف قوة المقاومة الفلسطينية، ولديه دعم عسكري مفتوح من إيران، ويمكن إطلاق الصواريخ من الجماعات الموالية لإيران في سوريا ولبنان واليمن على إسرائيل، وتوجيه ضربات للمصالح الأمريكية في العراق والخليج من جانب الجماعات الموالية لإيران، والولايات المتحدة تدرك أن ذلك سيضر بالمصالح الأمريكية وسيضر بإسرائيل، لذلك هي لا تريد توسيع نطاق الحرب والدخول في حرب مفتوحة مع إيران وأذرعها في المنطقة، وهي تدرك أن إسرائيل تسعى لجرها لهذه المواجهة، من أجل فتح جبهة مع إيران وحزب الله، بهدف تحقيق نصر وهمي لم تستطع تحقيقه في غزة.
هل هوية الرئيس الأمريكي القادم ستغير من الموقف الأمريكي في الشرق الأوسط؟
الاستراتيجية الأمريكية قائمة على أن إسرائيل هي ذراع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وموقف الرئيس القادم يتوقف على نتائج الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي من المتوقع أن تركز على توفير الأمن لإسرائيل، الحديث عن مستقبل إسرائيل والقضية الفلسطينية والشرق الأوسط يبدأ بعد وقف الحرب على غزة، ووقف الحرب مرهون بموقف الولايات المتحدة الأمريكية، أمريكا وحدها هي التي تستطيع وقف الحرب.