بعد حوار «السيسي» مع صاحبها أثناء افتتاح أحد المشروعات..
بالمستندات.. تورط شركة السعداء للمقاولات فى الاستلاء على 21 فدانًا من أراضى «البحوث الزراعية»
تعرض مركز البحوث الزراعية، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، لعمليات فساد خطيرة نتج عنها اغتصاب مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية التابعة له بلغ جملة ما أمكن حصره منها نحو 21 فدانا، بخلاف تعرض جزء آخر من أراضي المركز لعمليات إتلاف نتج عنها خسائر بلغت نحو 38 مليون جنيه.
تلك الوقائع الخطيرة التي تعرض لها مركز البحوث الزراعية كان فاعلها الأساسي، شركة السعداء للمقاولات المملوكة للمهندس سعيد محمود الذي ذكره الرئيس السيسي وتحدث معه في افتتاح أحد مشروعات الصعيد، والتي أسندت لها الحكومة إنشاء طريق شبرا بنها الحر، حيث إنها أثناء تنفيذ الطريق اغتصبت 21 فدانا من مزرعة مركز البحوث الزراعية في بهتيم، حيث قامت بالتعدي على الأرض بالتبوير والتخريب وإقامة الأسوار وتشوين الآلات والمعدات، بالإضافة إلى إتلاف الزراعة وردمها؛ ما أسفر عن خسائر مادية مالية كبيرة.
ومما يثير الغرابة والدهشة وقوف إدارة الشئون القانونية بمركز البحوث الزراعية لفترة طويلة مكتوفة الأيدي أمام مخالفات وتعديات شركة السعداء للمقاولات، لما تردد عن تواطؤ بعض الموظفين في الإدارة القانونية بالمركز مع الشركة؛ بهدف تحقيق مصالح شخصية على حساب المال العام، حسب مستندات وتقارير صادرة في هذا الشأن حصلت «النبأ» على نسخة منها.
وكشفت مذكرة مقدمة من وكيل مركز البحوث الزراعية إلى النيابة الإدارية، عن بداية واقعة تعدي شركة السعداء للمقاولات على أراضي المركز، حيث قالت المذكرة إن شركة السعداء للمقاولات المسند إليها إنشاء طريق شبرا بنها الحر قامت بالتعدي باغتصاب مساحة 21 فدانًا بأرض مزرعة بحوث بهتيم التابعة للإدارة المركزية لشئون محطات البحوث والتجارب الزراعية بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة.
وأضافت المذكرة، أن شركة السعداء قامت بتبوير هذه المساحة بإلقاء مخلفات الأتربة والركام والحفر عليها وسد المراوي والمصارف العمومية، وبعد انتهاء الشركة من أعمالها بطريق شبرا بنها الحر قام البحوث الزراعية بمطالبتها بإزالة التعدي أكثر من مرة لكن دون جدوى.
وأشارت المذكرة، إلى أن المركز اتخذ الإجراءات للمحافظة على أملاكه فتم عرض الأمر على وزير الزراعة الذي أصدر قرارًا وزاريًا بإزالة التعديات والإشغالات على نفقة المخالفين وبالقوة الجبرية، لكن لم يتم وضع القرار الوزاري موضع التنفيذ.
وأوضحت المذكرة، أن مركز البحوث الزراعية له الأحقية في مبلغ 38 مليونا و164 ألفا و200 جنيه قيمة حق انتفاع لمساحة 21 فدانًا لمدة 4 سنوات، علاوة على قيمة رفع الركام والأتربة والمخلفات المتسببة بها شركة السعداء للمقاولات.
وبخلاف مساحة الـ21 فدانًا التي اغتصبتها شركة السعداء للمقاولات من مركز البحوث الزراعية، هناك مخالفات أخرى قامت بها الشركة على باقي أراضي محطة البحوث الزراعية في بهتيم، وتم تشكيل لجنة لحصر الخسائر مكونة من «مدير محطة بحوث بهتيم، ومدير الشئون الهندسية بالإدارة المركزية للمحطات، وعضو بالإدارة العامة للشئون الهندسية بمركز البحوث الزراعية، ومدير الشئون المالية والإدارية بالمحطة الإقليمية، ومدير إدارة المزارع بالمحطة الإقليمية، ومدير مزرعة بهتيم، ووكيل مزرعة محطة بحوث بهتيم، و2 من مهندسي الحوض بمزرعة محطة بحوث بهتيم».
وقامت اللجنة بالمرور على مواقع أراضي محطة البحوث الزراعية ببهتيم الواقع عليها الضرر من شركة السعداء للمقاولات، وأصدرت اللجنة تقريرًا مفصلًا عن الخسائر التي تكبدها مركز البحوث الزراعية في هذا الشأن سواء بالأراضي الزراعية أو بالأعمال المدنية التي تمت عليها.
بالنسبة لخسائر الأراضي الزراعية، قال تقرير لجنة حصر خسائر تعديات شركة السعداء للمقاولات على أراضي محطة البحوث الزراعية في بهتيم، إن شركة السعداء تسببت في كسر سحارة الصرف المغطى، مما أدى إلى ارتفاع منسوب الماء بالأراضي وسوء حالة الصرف التي تزيد من ملوحة التربة في مساحة 130 فدانًا، ما نجم عنه خسائر بنحو 1.560 مليون جنيه.
وأضاف التقرير، أن شركة السعداء للمقاولات تسببت -أيضًا- في انخفاض محصول بنجر السكر في مساحة 13 فدانا، حيث إن إنتاجية الفدان كانت 1.5 طن من محصول البنجر، والمتوسط المحدد من قبل الشركة المتعاقدة من 25 طنا إلى 30 طنا للفدان، وبالتالي تقدر تكلفة الخسائر نحو 130 ألف جنيه.
وأشار التقرير، إلى أن الشركة تسببت في تبوير مساحة 4.3 فدان وأصبحت هذه المساحة غير صالحة للزراعة نتيجة عمل طريق ترابي ورملي على مساحة 2.5 فدان منها، وانقطاع مصدر الري والصرف على مساحة 1.8 فدان، ما نتج عنه خسائر بنحو 993.300 جنيه في السنة الواحدة، بإجمالي خسائر خلال 4 سنوات بنحو 3 ملايين و973 ألفا و200 جنيه.
ولفت القرير، إلى أن الشركة تسببت كذلك في تبوير 9 أفدنة أخرى نتيجة إلقاء مخلفات الحفر بها، مما ترتب عليها خسائر في السنة الواحدة بنحو 2 مليون و79 ألف جنيه بواقع 231 ألف جنيه للفدان الواحد، وعليه تكون الخسائر الإجمالية خلال الـ4 سنوات نحو 8.316 مليون جنيه.
وأوضح التقرير، أن إجمالي الخسائر التي تعرضت لها الأراضي الزراعية بسبب كسر سحارة الصرف الصحي الخاصة بمساحة 130 فدانًا، وانخفاض إنتاجية محصول بنجر السكر لمساحة 13 فدانًا، وتحويل 4.3 لأرض غير صالحة للزراعة، وإلقاء مخلفات الحفر في 9 أفدنة، بلغت جملتها نحو 13 مليونا و979 ألفا و200 جنيه.
أما بالنسبة لخسائر الأعمال المدنية، قال تقرير لجنة حصر خسائر تعديات شركة السعداء للمقاولات على أراضي محطة البحوث الزراعية في بهتيم، إن الشركة قامت بأعمال ردم بارتفاع 6 أمتار على مساحة 18 فدانًا بإجمالي أعمال ردم 453600 متر مكعب، علمًا بأن تكلفة رفع ونقل المخلفات 50 جنيهًا للمتر، مما ترتب عليه خسائر بنحو 22 مليونا و680 ألف جنيه.
وأضاف التقرير، أنه بالنسبة لأعمال الصرف المغطى الذي تسببت شركة السعداء في كسره، فإن سعر تكلفة إصلاح المتر الطولي 500 جنيه، علمًا بأن المساحة المتضررة بطول 300 متر، مما ترتب عليه خسائر بنحو 150 ألف جنيه.
وأشار التقرير، إلى أن الخسائر الناجمة من إنشاء السور الخراساني بطول 385 مترًا بلغت نحو 1.155 مليون جنيه، بالإضافة إلى خسائر أخرى نتيجة إنشاء حمامات على الأرض بلغت نحو 200 ألف جنيه، وبذلك تكون جملة الخسائر عن الأعمال المدنية والهندسية بلغت 24.185 مليون جنيه.
واختتم التقرير، بأن جملة الخسائر للأراضي الزراعية والأعمال المدنية التي قامت بها شركة السعداء للمقاولات على أراضي محطة البحوث الزراعية في بهتيم 38 مليونا و164 ألفا و200 جنيه.