بسبب رفض مخطط تهجير الفلسطينيين..
كواليس المخطط الأمريكى لـ«تركيع مصر» وإغلاق قناة السويس
يشتد حاليًا التصعيد المتبادل بين الحوثيين والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما حول مضيق باب المندب إلى منطقة عسكرية مغلقة ومكان خطير أمام عبور السفن، خاصة مع الهجمات المتكررة للحوثيين ضد السفن، وتحولها من مهاجمة السفن القادمة إلى إسرائيل إلى مهاجمة جميع السفن الأمريكية والغربية المارة بالمضيق؛ مما يؤثر بالسلب على قناة السويس، ويضطر السفن إلى اتخاذ طرق أخرى بديلة، منها طريق رأس الرجاء الصالح، وهو ما يكشف حجم المؤامرة التي لم تبدأ مع اشتعال أحداث غزة فقط بل تم نسجها عام 2017 أي بعد توقيع اتفاقية ستوكهولم.
ومن جانبه، يرى أيمن جرمش، مدير المديرية الحالي باليمن، ومسؤول التوجيه المعنوي في المقاومة التهامية، أن المؤامرة لم تكن وليدة اليوم وإنما بدأت منذ اتفاق ستوكهولم المشئوم في عام 2017، وذلك بعد أن قامت القوات التهامية بتحرير الخوخة في عدد من الساعات وكان هناك فيتو دولي بعدم تحريرها، وهنا تدخل المجتمع الدولي لعدم تحرير الحديدة، وكان ممثلو الحكومة الشرعية في اتفاق ستوكهولم من الإخوان المسلمين وهو حزب الإصلاح والموالين له؛ مما أوقف تقدم التحالف لتحرير المدينة ورسم الوضع الدولي لها وبقاء الحوثيين داخلها.
وأضاف «جرمش»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن ما يوضح التآمر الدولي لصالح الحوثيين وتجهيز ساحة المشهد بالسماح لقوات الحوثي بالقيام بخروقات تحدث يوميًا من قصف على المديريات المحررة مثل مديريات حيس والتحتيا تصيب أماكن تواجد المدنيين، وذلك وسط سمع وبصر القوات الدولية، والذين يمتنعون عن تسجيل تلك الخروقات، بينما لا يتورع في تسجيل أي شيء كخرق من طرف الشرعية، وهو السبب الرئيسي فيما حدث تلك الأيام.
بينما كشف اللواء صالح البكري، وكيل أول محافظة لحج اليمنية، عن أنه لأول مرة في تاريخ الحروب والضربات الجوية يتم تحديد الأماكن التي سوف تستهدفها الضربات الجوية، وكذلك تحديد نوعية الأهداف التي سوف يتم استهدافها، وتحديد الزمان والمكان، وذلك عبر تنسيق متبادل بين الحوثيين وواشنطن.
وأضاف «البكري»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ» متسائلًا: «هل نحن أمام مسرحية هزلية أو أمام إخراج جديد لمسرحية قديمة، بعد أن حددت المحافظات التي سوف تستهدف الحوثيين فيها وكذلك نوعية الأسلحة التي سوف تستهدف، الحوثي وضع أهداف وهمية من المواد الخردة القابلة للاشتعال السريع ومن الأهداف البلاستيكية التي ينتج عنها دوي انفجارات بعد استهدافها، من أجل الكذب على الشعوب العربية وحبك التمثيلية حتى يوهم العالم أننا نفذنا الواجب».
وأضاف وكيل أول محافظة لحج، أن وزارة الخارجية الأمريكية تقول الضربة انتهت وإن عاد الحوثي عدنا وأنها أدبت ابنها العاق الأدب الناعم ولم تكسر عظما ولم تخدش جرحا ولم تلو ذراعا وتوهم أبناء الجيران أنها فعلت الواجب لحمايتهم من أذى الحوثي الولد الأمريكي البار.
وبين «البكري»، أن هذه التمثيلية هي ضغوطات على مصر، وما فعله وسيفعله الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب هو عبارة عن ضغط من أمريكا على مصر؛ من أجل القبول بتهجير سكان غزة إلى سيناء، وذلك بعد أن رفضت مصر التهجير، وقالت بالفم المليان أمام العالم أجمع إن التهجير من غزة إلى سيناء خط أحمر ولا جدال ولا نقاش فيه.
وأوضح وكيل أول محافظة لحج، أنه بعد أن عجزت أمريكا وأوروبا بإقناع مصر بكل الوسائل والضغوط؛ إلا أن مصر العروبة قالت لا، ووضعت خطا أحمر حول ذلك حفاظًا على فلسطين وقضيتها من هذا المنطلق، اضطرت أمريكا للاستعانة بحلفائها بتكليف الحوثيين باختلاق أزمة في البحر الأحمر.
وأردف «البكري»، أن الهدف من ذلك ليس نصرة فلسطين وإنما إغلاق الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس لكي تفقد مصر إيراداتها؛ بسبب عدم مرور السفن عبر قناة السويس التي تعتبرعصب الاقتصاد المصري وبالفعل تحقق الهدف وتغير طريق الملاحة والتجارة، وصارت السفن تمر عبر ملاحة رأس الرجاء الصالح، وذلك لأن البحر الأحمر المؤدي إلى قناة السويس لم يعد آمنا للسفن بسبب ضربات الحوثي وبهذا تكون أمريكا شكلت أقوى نقطة ضغط على مصر.
وأشار وكيل أول محافظة لحج، إلى أن أمريكا وإسرائيل لديهما تحالف وتنسيق مسبق من تحت الطاولة مع إيران وأذنابها لتنفيذ مخططاتهم من أجل القضاء على القضية الفلسطينية، وهي أعمال سخيفة تقودها أمريكا وهذا يدل على غباء قادة هذه الدول -على حد قوله-، معقبًا: «ويجب على العرب جميعا أن يدركوا هذا السيناريو جيدًا».