هل الصيام آمن على الحامل؟
استشاري أمراض نساء يوضح الروشتة الصحية للحامل في رمضان.. والحالات الممنوعة
ترغب كل امرأة في صيام شهر رمضان، ولكن هناك عدة أعذار تمنعها عن الصوم؛ وهي فترة الحيض والمرض، وفي حالة الحمل يختلف الأمر؛ حيث تحتاج في أشهر حملها إلى الكثير من الأطعمة والسعرات الحرارية التي تمد جسمها بالطاقة والحيوية، ومع الصيام والإقلال من الأطعمة والسوائل تتعرض حياتها وحياة الجنين للخطر؛ حيث يقل تدفق الدم إلى الجنين، ولهذا هناك أطباء يرفضون صيام الحامل خاصة في الشهور الأولى، ومنهم من يؤيد صوم الحامل في الأشهر الأولى، ولكن بعد وضع عدد من المحظورات.
صيام الحامل في رمضان
يدور الحديث دائمًا عند حلول شهر رمضان المعظم عن أثر الصيام على الحامل ومدى إمكانية الصيام لها، وما هي المحاذير والشروط الواجب توافرها قبل الإقدام على الصوم في هذا الشهر الفضيل، وبداية نود أنه يمكن أن تصوم السيدة الحامل في رمضان، ولكن بمحاذير وشروط خاصة وبعد استشارة الطبيب أو الطبيبة المتابعة لحالتها وحالة الجنين الصحية.
يوضح الدكتور محمود حسام الدين زعتر، استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم الباحث بقسم الصحة الإنجابية، أن معظم السيدات الحوامل حتى اللاتي لا يصمن في رمضان تتغير عاداتهن الغذائية في هذا الشهر من حيث عدد ونوعية الغذاء المتناول؛ حيث إنه من المعروف أن الإنسان يتناول وجبتين فقط في رمضان، وكثير من السيدات الحوامل لا يأكلن إلا مرتين فقط حتى المفطرات منهن، كما تكثر الحلويات والنشويات والعادات الغذائية غير الصحية على الإطلاق لكل الناس، وبالأخص للمرأة الحامل.
التغذية الصحية للحامل أثناء الصيام
ويؤكد زعتر، أنه يمكن أن يسمح بالصيام للمرأة الحامل في الشهور الستة الأخيرة من الحمل، إذا لم تكن تعاني من أي مشاكل صحية تمنعها من أداء هذه الفريضة الإسلامية التي يحرص كل الناس على الوفاء بها في ميعادها، على أن تتناول السيدة في الإفطار ما تحتاجه من بروتينات ونشويات ودهون بكمية كافية.
وتابع: “الإكثار من تناول الفاكهة والسلطة الخضراء لما تحتويه على العديد من الأملاح والفيتامينات، فالجنين يتناول ما يحتاجه من مواد أولية مثل السكريات، والأحماض الأمينية، والفيتامينات وخلافه عن طريق الحبل السرى والمشيمة، وذلك مما يتوافر في دم الأم، كما أن الجنين لا يتغذى طوال الوقت، ولكنه مثل الشخص البالغ له أوقات ومواعيد للأكل، ولكنها على فترات متقاربة ومتعددة”.
وأضاف: “وإذا لم يجد الجنين الغذاء الكافي له فإنه يتأثر بذلك، فيبدأ أولا في التوقف عن الحركة للمحافظة على كمية الطاقة المخزونة لديه لتوفيرها للأعضاء الأساسية بالجسم، مثل المخ والقلب والغدة فوق الكلوية، وإذا طالت فترة حرمان الجنين من الغذاء لعدة أسابيع، يبدأ في حرق كمية الدهون الموجودة بالكبد والعضلات، وهنا يتعرض لنقص النمو ويعاني من اختلال في التمثيل الغذائي ويولد طفل قليل الوزن له مشاكل صحية كثيرة”.
واستكمل: “وبالرغم من عدم توافر الغذاء المطلوب للجنين بعد أربع ساعات من الصيام فإنه يتم إمداد الجنين من المخزون المتوافر بجسم المرأة، ولكن ستلاحظ الأم قلة أو عدم حركة الجنين طوال النهار وعند موعد الإفطار، وبدأ سريان المواد الغذائية، وخصوصًا السكريات إلى دم الأم، ومنها إلى المشيمة ثم الجنين، يبدأ في الحركة بعدها مباشرة، ولذلك فلا ينصح بالصيام لمن تعانى من الأنيميا الحادة، أو نقص السكر، أو التعرض لحالات الإغماء المتكررة،”.
وأكد في تصريحاته أنه يمكن للأم الصيام دون التخوف من أن يتأثر الجنين من جراء الصيام، ولكن أحب أن أضيف أن هذا الكلام ينطبق فقط على السيدات الحوامل الآتي لا يعانين من أي مشاكل صحية أثناء الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم، أو سكر الحمل، وأيضًا نمو الجنين قبل البدء في الصيام مثاليًا، والمشيمة لا تعانى من تقلصات أو ضمور.
وأشار إلى أنه يجب أن تقوم السيدة الحامل في وجبة الإفطار بتناول التمر؛ لما يحتويه من سكريات سهلة الهضم، ومعادن يكون الجسم في أمس الحاجة إليها بعد ساعات الصيام، ثم تبدأ في تناول الشوربة، ومعها بعض الفطائر الطازجة ثم تتوقف عن الطعام وتقوم لأداء صلاة المغرب، وهذا لأن هذا يعطى الفرصة للمعدة للبدء في العمل بعد ساعات الكسل الطويلة، ويمنع الشعور بالتعب والإحساس بعدم القدرة على التركيز، وانتفاخ، وحرقان المعدة والقولون بعد تناول الإفطار الثقيل مرة واحدة، وهو ما تشكو منه معظم السيدات الحوامل اللاتي قمن بالصيام ثم أفطرن مرة واحدة.
وتابع: “بعد صلاة المغرب تبدأ السيدة في تناول السلطة الخضراء، والكثير من البروتينات مثل اللحم أو الفراخ أو الأسماك وخلافه، مع تناول أي صنف من الخضراوات والإقلال من العيش والأرز والمكرونة، ثم بعد نصف ساعة يمكن للمرأة من تناول قطعة أو قطعتين من الحلوى، مع تعاطى الأدوية والفيتامينات التي أوصى بها الطبيب المباشر لحالتها مع تناول كوب كبير من اللبن”.
وختم حديه قائلا: "يجب أن تتناول الحامل فى الساعة الحادية عشرة مساء "ساندويتش" من الجبن مع طبق سلطة كبير، أما في السحور فلا بد من تناول ملعقتي عسل أبيض، وبيضة مسلوقة مع كوب زبادي على الأقل، مع وجبة السحور التي لا بد أن تأخير موعدها حتى آخر وقت ممكن قبل موعد الإمساك مباشرة مع شرب حوالي "2-3" لترات من المياه والسوائل أثناء فترة الإفطار، مع كوب لبن كبير أيضًا لمنع الحموضة أثناء فترة الصيام".