"أنقذوني أنا وأطفالي".. قصة مآساوية لشاب مصري يعيش مع أسرته في قطاع غزة (صور)
"كنا عايشين أنا أسرتي وعائلتي الصغيرة، الأب يحمل الجنسية المصرية وولدتي فلسطينية الجنسية، في أمن وأمان إلى حد كبير، بمنطقة خان يونس بقطاع غزة، قبل يوم 7 أكتوبر من العام الماضي 2023، وتحديدا منذ هجوم حركة حماس على الجانب الإسرائيلي، ومنذ هذا التاريخ؛ حياتنا اتقلبت رأسا على عقب ودخل الإحتلال الإسرائيلي قطاع غزة؛ ليحصد خلفه الأخضر واليابس، منازلنا تهدمت على رؤوسنا وسرنا نبحث عن لقمة العيش في صناديق القمامة" ولم نجدها".. بهذه الكلمات الممزوجة بالحزن والأسى؛ بدأ محمد ماضي مصري الجنسية فلسطيني الهوى، استغاثته للمسؤولين بوزارة الخارجية في مصر للسماح له بالعودة إلى وطنه الأم مصر الحبيبه وأسرته، للهروب من ويلات الحرب الدائرة في قطاع غزة بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس.
الشاب محمد ماضي يروي معاناته في غزة
قال محمد ماضي أنه ولد في قطاع غزة سنة 1992 من أب مصري الجنسية من مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وأم فلسطينية الجنسية من قطاع غزة، عاش محمد طفولته وتربى وترعرع في قطاع غزة بفلسطين هو وأسرته الصغيرة والده ووالدته وأشقاءه وتعلم في جماعة غزة، وحصل على بكالوريوس وعمل في شركة اتصالات فلسطين، وتزوج من سيدة فلسطينية الجنسية ولديه من الأبناء ولد وبنت.
واستكمل محمد ماضي: “منذ أن دخل الإحتلال الإسرائيلي قطاع غزة عقب هجوم حركة حماس يوم 7 أكتوبر، والدنيا اتقلبت رأسا على عقب، الإحتلال الإسرائيلي هدم منزلهم الذي كان يأويه هو وأسرته، بعدما تم تهجيرهم لعدة مرات ليستقر بهم الحال داخل المخيمات بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة”.
وأضاف "محمد" لـ "النبأ" أنه تقدم بطلب هو وأسرته عدة مرات للرجوع إلى وطنه الأم مصر، إلا أنه لم يحالفهم الحظ، بينما في المرة الأخيرة تقدم بطلب للحصول تأشيرة الدخول إلى مصر من خلال إحدى الشركات بمصر، وبالفعل تم القبول والموافقة على دخولهم الأراضي المصرية.
وتابع محمد ماضي، أنهم بعد تجهيز حالهم هو وأسرته وعائلته الصغيرة الأب وآلام وأشقاءه وزوجته وطفليه، إلى أن وصلوا إلى معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وهناك تم منع زوجته بحجة أنها تحمل الجنسية الفلسطينية، وأنه لم يتم إدراج اسمه وزوجته في كشف المغادرة من القطاع، بينما تم السماح لوالده ووالدته وأشقاءه بالخروج من القطاع عبر معبر رفح البري.
وأشار محمد إلى أن المسئولين عن المعبر من الجانب الفلسطيني، أكدوا لهم بأنه من الصعب خروج زوجته الفلسطينية من القطاع، وإذا رغب في الخروج فمن الممكن أن يغادر القطاع بمفرده أو بصحبة طفليه فقط.
واستطرد محمد بأنه مع هذا الإجراء رفض ترك قطاع غزة والعودة إلى مصر، تاركا خلفه زوجته وطفليه، مشيرا إلى أنه من المستحيل فعل ذلك وترك طفليه وحيدين مع والدتهما يواجهون مصير مجهول بسبب الأوضاع الأمنية في قطاع غزة.
وسرد محمد واقعة حدثت أمام عينيه كاد أن يفقد حياته لولا تدخل عناية الله، حيث أوضح بأنه قبل شهرين كان ذاهبا لشراء بعض الأغراض لأسرته الموجودة بأحد المخيمات بمحافظة رفح، وأثناء سيره في الشارع سقطت أمامه قذيفة على بعد خطوات بسيطة منه، تلك القذيفة خلفت ورائها عدد من الضحايا ممن تصادف وجودهم بمكان سقوطها.
وأوضح أنه يعيش هو وأسرته في محافظة رفح وممكن في أي وقت يستشهد هو وزوجته وطفليه بسبب الأوضاع الأمنية في القطاع، وما يرتكيه الجانب الإسرائيلي من مجازر في قطاع غزة من أقصاه إلى أدناه.
واستكمل محمد ماضي أنه يبحث كل يوم وكل لحظة وكل ثانية، عن مخرج له وزوجته وطفليه من القطاع بأي ثمن لعيش وسط عائلته في أمن وأمان داخل وطنه الأم مصر.