هشام زكي يكتب: بأي حال عدت يا عيدُ؟
٠ هل عدت لتنشر البهجة في نفوس وقلوب محطمة؟
٠ هل عدت لتذكّرنا بماضي تتحسر عليه الأمة من المحيط إلى الخليج؟
٠ هل عدت لتجلدنا على خيبة الأمل وموت الهمم ؟
٠ هل عدت لتوئنب ضمائرنا التي تولاها الله من زمن بعيد؟
٠ هل عدت لتجعل قلوبنا اكثر حسرة وأعظم حزنًا؟
٠ لماذا عدت ياعيدُ فنحن لم نعد نألفك ولا ننتظرك بلهفتنا المعهودة، فالأحداث الجسام التي تمر بها الأمة قضت على كل اللهفة والشوق للقُياك؟ لم نعد يا عيدُ نفرح بقدومك ونحن نتجرع كأس الهوان والضياع، لم نعد نشتاق لرؤيتك حتى لا تتلمس المهانة والخزي الذي نعيشه. آعدت مسليا ياعيدُ أم معزيًا
في ضمائرنا وكرامتنا، أم عدت لتخرج لنا لسانك ساخرا مما نحن فيه، بعدما فرطنا في كل شيء، بالله عليك أجب بأي حال عدت، ونحن لا نعلم ولا نشعر أأنت العيد حقا؟ أم كذبة من الأكاذيب الكبيرة التي تمرغنا فيها صغارا، وفقنا على حقيقتها كبارا؟ أجئت حقا حاملا الفرحة والسعادة لقلوب أدماها نزيف الدم والدمار والهدم والجوع.
يا عيدُ نسألك بحق الله هل مررت من قبلٌ على قوم أمثالنا، قوم تتقطع أوصالهم وهم في ثبات عميق، هل مررت من قبلُ على قوم أمثالنا لا يميزون بين الأمس واليوم والغد؟ هل ؟ وهل ؟ وهل ؟ فلماذا عدت ياعيدُ بحق السماء، أعدت لتتأكد من نفاذ حديت رسول الله فينا عندما قال صل الله عليه وسلم ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن». فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت»، يا عيدُ هل تحققت أن الأمم تكاثرت علينا وأننا كغثاء السيل؟ وهل تحققت أننا ننعم بما قاله الرسول فأرحل عنا فلم نعد نسعد بقدومك، ولم نعد نفرح بمجيئك بعدما ماتت قلوبنا وانتُرعت كرامتنا.