كيف يؤدي العمل لساعات طويلة إلى الاكتئاب؟
أظهرت الأبحاث الجديدة أن العمل لساعات طويلة يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بمرض الاكتئاب والأمراض المزمنة، فوفقا لدراسة جديدة، تشير الأبحاث إلى أن العمل في وقت متأخر من الليل والجداول الزمنية المزدحمة عند الشباب يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وضعف الصحة عندما يكونون في منتصف العمر.
وبعد فحص جداول العمل وأنماط النوم لـ 7000 أمريكي لمدة ثلاثة عقود، وجدت الدراسة أن ربع المشاركين فقط عملوا لساعات نهارية منتظمة.
وأُجريت مقابلات مع المشاركين في الدراسة الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و50 عامًا، وكان ثلاثة أرباع عينة الدراسة من العمال الأمريكيين المولودين في الستينيات، وعلى عكس العمال الذين لديهم جداول نهارية، فإن العمال الذين لديهم ساعات ليلية أو نوبات عمل طويلة عندما كانوا أصغر سنا يعانون من صعوبة في النوم وكانوا أكثر عرضة للتعرض لضعف الصحة والاكتئاب في سن الخمسين، وهو ما يعني أن العمل لساعات طويلة يمكن أن يؤثر على الصحة على المدى الطويل.
أهمية الدراسة الجديدة
وترجع أهمية الدراسة إلى قدرتها على توفير دعم للناس ليعيشوا حياة سعيدة وصحية عندما يكونون مرهقين جسديًا ومستنزفين عاطفيًا بسبب عملهم.
ويمكننا القول إنهم يريدون العمل لساعات طويلة طوعًا، لكن في الواقع، لا يتعلق الأمر بالعمل طوعًا لساعات طويلة، حيث إنهم يشعرون أن ثقافة عملهم تتطلب منهم العمل لساعات طويلة، وإلا قد يتعرضون للعقوبات.
وخلال البحث وجد الباحثون أن أولئك الذين ضحوا بالراحة المناسبة من أجل العمل كانوا أكثر عرضة إحصائيًا للإصابة بـ الاكتئاب أو مشاكل صحية سيئة، فعندما يصبح عملنا مصدر ضغط يومي، فإن هذا هو نوع العواقب الصحية التي قد تتوقع رؤيتها بعد 30 عامًا.
ربما تكون الدراسة قد ربطت بين ليالي العمل ونوبات العمل السيئة وضعف الصحة، لكنها لم تتمكن من العثور على دليل ملموس على أن أحدهما يسبب الآخر بشكل مباشر.
ومع ذلك، تشير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن عدم كفاية النوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب والسمنة.