كيف تنسى الضغينة وتتخلص من الغضب؟
هل تحمل الضغينة لأحد؟ هل أنت من الأشخاص الذين يتأملون ويفكرون في الخلافات الماضية، ويثورون بسبب الغضب المكبوت والاستياء؟
قد يكون لديك شعور دائم بالغضب تجاه شخص خذلك أو تنمر عليك، وربما استولى شخص ما على الفضل في عملك أو أدلى بتعليق سيء.
لسنوات عديدة عرفنا أن هذا ليس صحيا من منظور نفسي، فالتمسك بحالة الغضب والضغينة يعكر حياة الناس ويؤثر على مزاجهم على المدى الطويل.
الآن تكشف دراسة جديدة أن الضغينة والغضب يمكن أن يكون له أيضا تأثير سلبي على صحتنا الجسدية، حيث وجد العلماء أن نوبات الغضب القصيرة، التي تسببها تذكر تجارب الماضي، تضعف الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
واكتشفوا أن التمسك بالغضب يعكر صفو أحكام الناس ويؤثر على مزاجهم على المدى الطويل.
في المقابل عدم حمل الضغينة يجعل الشخص الآخر يفلت من العقاب بطريقة ما، ولكن مهما شعرنا بالظلم، فإن الحقيقة هي أن السماح لغضبنا بالتفاقم لا يعاقب الشخص الآخر على الإطلاق.
وأظهرت الدراسات أن الضغائن يمكن أن تعزز الشعور بالتفوق الأخلاقي، مما يجعل التخلص منها أكثر صعوبة.
ولا يشعر حامل الضغينة بالتبرير فحسب، بل يشعر أيضًا بالاقتناع بأنه على حق، وبالتالي فهو الشخص الأفضل، ومثل هذا التفكير يضر بصحتنا النفسية على المدى الطويل لأنه لا يسمح لنا بالتعلم مما حدث، أو محاولة فهمه أو حتى التعاطف مع الأشخاص الآخرين المعنيين.
والضغينة ليست حتمية. ومن المثير للاهتمام أن الدراسات أظهرت أن الأشخاص المعرضين للغيرة والحساسية وعدم النضج والسلبية والافتقار إلى التحكم في الدوافع، قد يكونون أكثر عرضة لاحتواء هذه الضغائن.
والشعور بالغضب أو الانزعاج في اللحظة أمر جيد، ولكن عدم معالجته أبدًا من شأنه أن يسبب مشاكل - وليس فقط بالنسبة لك.
كيف تتخلص من الضغينة؟
مجرد الاعتراف بوجود الضغائن يمكن أن يساعد في تقليلها، حيث وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على أشخاص اعترفوا بأنهم يحملون الضغينة أن العديد منهم لم يتذكروا السبب بالكامل. إن قبول ضغائنك ومحاولة تذكر وفهم.
واسأل نفسك لماذا لديك مثل هذه الاستجابة العاطفية القوية لما حدث أو كيف تصرف شخص ما. من المحتمل أن تكون مشاعرك مرتبطة بشيء آخر في حياتك.
على سبيل المثال، نسي شخص ما عيد ميلادك ولكن الألم الذي أثارته هذه المشاعر مرتبط في الواقع بمخاوف أعمق من الوحدة أو الهجر أو الرفض.
فكر في دورك فيما حدث وكيف ستفعل الأشياء الآن بشكل مختلف، وفكر في حدودك وكيف توضحها للآخرين. تذكر أن التخلي عن الضغينة لا يتعلق بالضرورة بالمغفرة، بل يتعلق بالتوقف عن حبس الغضب.
وحاول التعاطف، بدلًا من التسرع في إدانة شخص آخر، فكر في سبب تصرفه بطريقة معينة. هذا لا يعني أنك تعذر سلوكه، لكن فهمه يعني أنه من الأسهل التخلي عنه.