انتخابات الرئاسة الإيرانية..جولة الإعادة بين الإصلاحي والمحافظ
اسفرت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، عن تأهل كل من، مسعود بزشكيان مرشح الإصلاحيين، وسعيد جليلي مرشح المحافظين، إلى جولة الإعادة المقرر لها يوم الجمعة المقبل، حيث حصل بزشكيان على 10 ملايين و14 ألفا و991 صوت بنسبة 42% من عدد الأصوات، فيما حصل منافسه جليلي 9 مليون و470 ألف صوت، بنسبة 38%.
وفي هذه الجولة من الانتخابات، شارك 40⁒ فقط من بين 61 مليون ناخب مؤهلين للتصويت في الانتخابات الرئاسية، مما يعد أدنى نسبة مشاركة طوال فترة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وستدور المواجهة بين مرشحين مختلفين تماما في توجهاتهما وبرامجهما، وسيكون لهما تأثيرعلى توجه البلاد، بالرغم من الصلاحيات المحدودة الممنوحة للرئيس.
الشهيد الحي
-سعيد جليلي، من مواليد مدينة مشهد في سبتمبر 1965، هو سياسي ودبلوماسي إيراني محافظ.
جليلي، الملقب بـ "الشهيد الحي"، نظرا للإصابة التي لحقت به خلال مشاركته جنديا بالحرس الثوري في الحرب العراقية الإيرانية، حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، ويقوم بتدريس "الدبلوماسية النبوية" في جامعة الإمام الصادق، يتقن اللغتين العربية والإنكليزية إلى جانب الفارسية، وهو يعد واحدا من أكثر 500 شخصية تأثيرا في العالم الإسلامي.
كان أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي من عام 2007 إلى عام 2013. وهو حاليا عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، ويعد من أبرز المفاوضين على الملف النووي الإيراني.
شغل جليلي سابقا منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأمريكية، حيث بدأ عمله في وزارة الخارجية في عام 1989.
ترشح جليلي في الانتخابات الرئاسية عام 2013، حيث احتل المركز الثالث. كما ترشح في انتخابات 2021 لكنه انسحب لصالح إبراهيم رئيسي قبل الانتخابات.
يوصف جليلي بأنه مفاوض صارم "يؤمن إيمانا قويا بالبرنامج النووي الإيراني وحقوقها السيادية. وليس من النوع الذي يقدم تنازلات كبيرة".
يؤيد سعيد جليلي (58 عاما) اعتماد نهج متصلب بوجه الغرب، وهو أثبت ذلك خلال السنوات الست التي قاد فيها المفاوضات حول الملف النووي الإيراني بين 2007 و2013.
ويحظى جليلي بثقة المرشد الأعلى، ما مكنه من شغل مناصب كبرى في الجمهورية الإسلامية. وهو حاليا أحد ممثلي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي.
مسعود بزشكيان
من مواليد سبتمبر 1954 في مهاباد، لأب إيراني أذربيجاني وأم إيرانية كردية.
هو طبيب جراحة قلبية، وعضو أكاديمي في جامعة تبريز للعلوم الطبية، وسياسي إصلاحي إيراني يمثل حاليا مقاطعة تبريز وأوسكو وأزهر شهر في البرلمان الإيراني ويشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب منذ 29 مايو 2016.
بدأت رحلة بزشكيان السياسية عندما انضم إلى إدارة محمد خاتمي كنائب لوزير الصحة في عام 1997، ومن ثم شغل منصب وزير الصحة في إيران بين عامي 2001-2005.
ترشح في الانتخابات الرئاسية لعام 2013، لكنه انسحب، وترشح مرة أخرى في انتخابات عام 2021، لكنه رفض.
بزشكيان، المعروف بتأييده القوي للحرس الثوري الإيراني، هو مدرس قرآن، وقارئ لنهج البلاغة، وعضو فاعل في جمعية الصداقة الإيرانية التركية.
فقد بزشكيان زوجته وأحد أطفاله عام 1993 في حادث سيارة، فقام بتربية أبنائه الثلاثة بمفرده ولم يتزوج مرة أخرى أبدا.
ومن غير المتوقع أن يحدث الرئيس المقبل فارقا كبيرا في سياسة إيران بشأن البرنامج النووي أو دعم الجماعات المسلحة في أنحاء الشرق الأوسط، إذ إن خامنئي هو من يمسك بخيوط الشؤون العليا للدولة ويتخذ القرارات الخاصة بها.
إلا أن الرئيس هو من يدير المهام اليومية للحكومة، ويمكن أن يكون له تأثير على نهج بلاده فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية.