السفير جمال بيومى فى حوار لـ«النبأ»: كامب ديفيد أكبر مقلب شربته إسرائيل.. ومصر لديها جيش تباهى به الأمم
حماس تريد إنشاء إمارة إسلامية ولا يهمها إقامة دولة فلسطينية
حماس أخطأت فى 7 أكتوبر وورطت العرب
لا أرى أى مستقبل لإسرائيل فى المنطقة
على العرب أن يحضروا أنفسهم لمعركة طويلة وألا يستسلموا
الموقف المصري يقاس بالمسطرة والقلم
احتفاظ القاهرة بشعرة معاوية مع تل أبيب لمصلحة الفلسطينيين
العرب ليس لديهم القدرة على وقف الحرب على غزة وأمريكا أكبر من أن نعاديها
غزة مثال للعالم المهترئ المهتز غير العادل
«الصمود الفلسطينى» القنبلة التى يمتلكها العرب
تطبيع العلاقات بين مصر وإيران في «السكة»
الدبلوماسية المصرية «كسبانة على طول الخط» فى عهد الرئيس السيسى
أمريكا تطالب إسرائيل بقتل الفلسطينيين «بس بشويش»
مستقبل نتنياهو السجن أو الهروب
إيران أقوى من إسرائيل لكن البركة فى أمريكا
اليهود كانوا من خيرة أبناء مصر وكانوا يعيشون معنا فى سلام
التطاول على مصر والدول العربية «عيب» وحرب غزة هزت صورة أمريكا
إسرائيل تحكمها أقلية متطرفة جاهلة ولا بديل عن السلام القائم على المصالح
أردوغان بدأ «يعقل».. وما يحدث فى السودان «مصيبة» سببها «النظام القبلى»
تشويه صورة رجال الأعمال والتحريض ضدهم أحد أسباب الأزمة الاقتصادية
مصر على أعتاب مجموعة العشرين وعلينا التخلص من ثقافة الجنائزيات واللطم
مصر تستدين ولكنها لم تغرق والإنتاج هو الحل للأزمة الاقتصادية
قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، المعروف بمهندس العلاقات المصرية الأوروبية في فترة التسعينات، ومستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، ومدير إدارة إسرائيل بوزارة الخارجية المصرية سابقا، والأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب، إنه لا يرى أي مستقبل لإسرائيل في المنطقة، وأنه على العرب أن يحضروا أنفسهم لمعركة طويلة مع إسرائيل وألا يستسلموا، مشيرا إلى أن الموقف المصري يقاس بالمسطرة والقلم، وأن احتفاظ القاهرة بشعرة معاوية مع تل أبيب لمصلحة الفلسطينيين.
وأضاف السفير جمال بيومي، في حواره لـ«النبأ»، أن ما يحدث في غزة مثال للعالم المهترئ المهتز غير العادل وأن «الصمود الفلسطيني» القنبلة التي يمتلكها العرب، مؤكدا أن حركة حماس أخطأت وورطت العرب وتريد إنشاء إمارة إسلامية ولا يهمها إقامة دولة فلسطينية، لافتا إلى أن العرب ليس لديهم القدرة على وقف الحرب على غزة، وأن أمريكا أكبر من أن نعاديها.. وإلى تفاصيل الحوار
في البداية ما تعليقكم على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة؟
ما يحدث في غزة هو تعبير عن حالة العالم المهتز الذي يقوم على عدم العدالة، ومن نوائب الدهر أن الكونجرس الأمريكي يهدد قضاة محكمة العدل الدولية إذا أدانوا إسرائيل، ويدعو نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونجرس، ويقول إن حماس هي المعتدية، فانقلبت المعايير، وبالتالي غزة هي مثال للعالم المهترئ غير العادل، ونحن يجب ألا نقبل ذلك أبدا، وما ضاع حق وراءه مطالب، وأنا معجب بالصمود الفلسطيني، لأن هذا الصمود هو القنبلة التي يمتلكها العرب، وأنا لا أرى أي مستقبل لإسرائيل في المنطقة، حتى أصدقاؤها لا يرون لها مستقبل، إسرائيل عدو لكل جيرانها، وعدو للشعب الفلسطيني.
كيف ترى نهاية هذه الحرب؟
لا بد وأن نحضر أنفسنا لمعركة طويلة الأمد، أطراف كثيرة جدا تشارك في هذه الحرب، ومن مصلحتها استمرار القتال، وأولهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فالحرب هي ملاذه للهروب من المحاكمة ودخول السجن، الرئيس الأمريكي جو بايدن في موسم انتخابات وهو يغازل اللوبي الصهيوني ويسعى للحصول على تأييد يهود أمريكا لإعادة انتخابه، الكونجرس الأمريكي خاضع أيضا للوبي الصهيوني، البنتاجون ووزارة الخارجية يتحدثون بشكل عقلاني بعض الشيء لأنهم يعلمون أن ما يجرى حاليا ليس في صالح الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لا بد وأن نحضر أنفسنا لمعركة طويلة الأمد، لا ننهزم فيها ولا نسلم أبدا.
وماذا عن الموقف الأمريكي في هذه الحرب؟
موقف منافق ذو وجهين، الجانب الأمريكي له مصلحة استراتيجية في زرع إسرائيل، نابليون بونابرت عندما جاء إلى المنطقة قال، إنه لا بد من زرع دولة يهودية في هذه المنطقة لمنع اتصال المغرب العربي بالمشرق العربي، ولتكن هي عسكري المرور في المنطقة لتنفيذ رغبات الغرب وحلف الأطلنطي، وهذا سبب انحياز أمريكا والغرب المطلق لإسرائيل، ولكن تحت ضغوط جمعيات حقوق الإنسان والرأي العام الأمريكي والغربي الرافض للقتل المستمر للنساء والأطفال ولمن لا يحملون السلاح، تطالب أمريكا من حين لآخر بقتل الفلسطينيين «بس بشويش».
كيف تقيم الموقف المصري مما يحدث؟
هناك حالة من الغضب في الشارع المصري ضد سلوك إسرائيل، وهذا مفهوم ومقدر، ولكن مصر دائما تقيس موقفها بالمسطرة والقلم، مصر كانت قادرة على طرد السفير الإسرائيلي وإعلان الحرب ضد إسرائيل، ولكن مصر لم تفعل ذلك لأنها تريد أن تحتفظ بشعرة معاوية مع إسرائيل؛ من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني، ولولا ذلك ما استطاعت أن تقوم بإسقاط المساعدات بالطائرات الحربية على أهالي غزة، ولا الحصول على هدنة لوقف القتال لمدة أسبوع، نحن نراهن على أن السلام هو الخيار الأفضل، ونأمل أن يكون هناك عقلاء داخل إسرائيل يقتنعون بذلك، لكن هناك فئة قليلة جدا في إسرائيل مقتنعة بالسلام، وإسرائيل نقدت اتفاقية السلام بالسيطرة على رفح بالكامل وإعادة احتلال محور فيلادلفيا ولكن مصر ردت على ذلك بإرسال قوات للحدود.
كيف ترى الداخل الإسرائيلي؟
إسرائيل تتكون من 72 جنسية يتحدثون 55 لغة، كلهم لقطاء جاءوا من كل حدب وصوب، إسرائيل ليست شعب واحد مثلما كان في عهد سيدنا موسى عليه السلام في عهد اليهود المصريين، ومنذ نشأة إسرائيل في عام 1947 حتى الآن لم يحصل حزب في إسرائيل على 50% في أي انتخابات، ولذلك دائما إسرائيل تحكم عن طريق ائتلاف مكون من حزبين أو أكثر، والحزبين الرئيسيين هما حزب العمل، وحزب الليكود، وبالتالي إسرائيل تحكم بشراذم من الأحزاب شديدة الصغر دون وجود قوى شعبية تساندها، إسرائيل تحكم بأقلية متطرفة وجاهلة، أناس لا يفقهون شيئا في القانون الدولي ولا في أصول الحكم ولا في نظم الحكم، إسرائيل ضربت عرض الحائط بكل المواثيق الدولية، ونتنياهو مصيره السجن أو الهرب للخارج إن شاء الله طال الأمر أو قصر.
وماذا عن مصير قطاع غزة من وجهة نظرك؟
هناك مشكلتان في غزة، الأولى أن إسرائيل مصممة على القضاء على حماس، الثانية هي أن حركة حماس وصلت لحكم غزة بطريقة غير شرعية، بعد أن قامت بعمل انقلاب على السلطة الفلسطينية، وكما يقول بعض الفلسطينيين إن حماس لا تسعى إلى إقامة دولة فلسطينية ولكنها تريد إقامة إمارة إسلامية في غزة، والحل الوحيد هو إجراء انتخابات تشريعية سليمة يختار فيها الشعب الفلسطيني ممثليه بحرية، ولا شك أن حماس أخطأت في 7 أكتوبر، وورطت العرب في هذا الصراع.
وما تقييمكم للموقف العربي من هذه الأزمة؟
أنا حزين من الهجوم على الدول العربية وجامعة الدول العربية، الجامعة العربية كيان سياسي لا تمتلك جيش، البعض يقارن بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، وهذه مقارنة ظالمة، ميزانية الجامعة العربية تقدر بنحو 50 مليون دولار في العام، أما ميزانية الاتحاد الأوروبي فتقدر بمليارات الدولارات سنويا، كما أن العالم العربي ليس بصحة جيدة، سوريا محتلة من قبل تركيا وبها 4 جيوش أجنبية، لبنان 3 سنوات دون رئيس، ليبيا ثرواتها تسرق، الجيش السوداني منقسم على نفسه، العراق محتل من تركيا ومنقسم بين سني وشيعي وكردي، والحوثيون في اليمن يهددون الأمن القومي العربي بضرب السفن التي تسير في البحر الأحمر، الدول العربية التي تقف على أقدام ثابتة في العالم العربي الآن هي مصر ودول الخليج والمغرب والجزائر، ومصر السند والمعين للأمن القومي العربي.
كيف تقيمون ما يحدث بين إيران وإسرائيل؟
هي حرب بالوكالة، لكن إسرائيل ليست في قوة إيران، إيران أقوى من إسرائيل بكثير بالنسبة للإمكانيات المادية والعسكرية، إسرائيل لديها مشكلة وهي عدم قدرتها على تعبئة الجيش لمدة طويلة، لو استمرت الحرب بين إسرائيل وأي دولة أكثر من أسبوع تتعرض إسرائيل لخسائر فادحة، لكن البركة في أمريكا.
كيف ترى مستقبل القضية الفلسطينية الآن؟
ما زال هناك بعض العقلاء ومنهم بعض الأمريكان بدأوا يتحدثون عن حل الدولتين، حل الدولة الواحدة ليس في صالح إسرائيل، لأن عدد العرب في هذه الدولة، خلال سنوات قليلة، سيكون أكثر من اليهود، وبالتالي يتحول العرب إلى أغلبية، لذلك بعض العقلاء في إسرائيل يتحدثون عن حل الدولتين، والكل متفق أنه لا مستقبل لإسرائيل بوضعها الراهن، وهي في وضع اعتداء دائم يستنزف قدراتها، إسرائيل من الممكن أن تعيش وسط العرب في سلام، كما كان يعيش اليهود في مصر، وكانوا من خيرة أبناء مصر.
رغم ما يحدث في غزة الولايات المتحدة تتحدث عن صفقة للتطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية؟
ماذا ستستفيد إسرائيل من التطبيع مع السعودية؟، المكسب الوحيد لإسرائيل من التطبيع مع السعودية هو اعتراف دولة عربية بها، كما حدث مع مصر والأردن، وهذا يكفي.
البعض يزعم أن اتفاقية كامب ديفيد عزلت مصر عن العرب.. تعليقكم؟
بالعكس العرب هم الذين عزلوا أنفسهم عن مصر، كل من خالف سياسة مصر الخارجية بعد سنوات ندم واتبعها، عندما قرر الرئيس جمال عبد الناصر انضمام مصر لمنظمة التجارة العالمية «الجات» في عام 1968، غضب منا الروس وعاتبونا وقالوا كيف تنضمون لمنظمة استعمارية، دخلوها بعدنا بـ43 سنة، الأمريكان عاتبوا عبد الناصر والغرب، فرنسا وإسرائيل وبريطانيا، اعتدوا على مصر في عدوان 1956 لأنها اعترفت بالصين، الصين الآن أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، الأمريكان عابوا على عبد الناصر علاقته بكوبا، فجاء أوباما واعترف بكوبا، ما مصير الدول والرؤساء الذين عارضوا سياسة مصر الخارجية، مثل رؤساء، العراق وسوريا وليبيا واليمن، صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي وعلى عبد الله صالح، أو ما كان يسمى بجبهة الصمود والتصدي، إسرائيل لا زالت تحتل الجولان، ليبيا منقسمة على نفسها، العراق محتل من تركيا، اليمن «متنيل على عينه»، لذلك دائما أقول إن مصر اتولدت ثم كتب التاريخ، مواقف مصر ثابتة، اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية بدأ عام ألفين قبل الميلاد، عندما ذهب الجيش المصري بقيادة أحمس قائد مصر العظيم لتحرير اللاذقية من غزو الهكسوس، وصلاح الدين الأيوبي قام بطرد الصليبيين من فلسطين.
هل أطماع إسرائيل في سيناء ما زالت قائمة من وجهة نظركم؟
عدد اليهود داخل وخارج إسرائيل نحو 11 مليون نسمة، المستعمرات الإسرائيلية في فلسطين تحولت إلى أشباح لعدم وجود سكان، إذا من أين ستأتي إسرائيل بسكان لملء المساحة من النيل للفرات؟، عندما زرت إسرائيل سألتهم في الكنيست عن اللافتة المكتوب عليها «إسرائيل من النيل للفرات»، ضحكوا وقالوا لي، إنه لا يوجد لافتة تقول هذا الكلام، وأن البعض يردد هذا الكلام داخل إسرائيل كما يردد البعض في مصر مقولة الرئيس جمال عبد الناصر «سنلقي إسرائيل في البحر»، فهل تم إلقاء إسرائيل في البحر؟، مساحة سيناء أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل؟، من أين ستأتي لها إسرائيل بسكان؟
إذا لماذا احتلت إسرائيل سيناء وخرجت منها بالحرب؟
هذه كانت حرب، هناك من يردد أن وجود سفارة إسرائيل على النيل جزء من تنفيذ مخطط إقامة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات!، مصر لديها جيش تباهي به الأمم، مصر تعمل على بناء قوتها الاقتصادية في صمت، أكبر مقلب شربته إسرائيل في حياتها هو اتفاقية السلام مع مصر، إسرائيل دولة لا تعيش إلا بالحرب.
ماتقييمكم لدور الدبلوماسية المصرية خلال السنوات العشر الأخيرة؟
في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي نشطت دبلوماسية القمة أو دبلوماسية الرئاسة، والرئيس عبد الفتاح السيسي يقوم بدور عظيم في السياسة الخارجية، وفي عهده أصبحت السياسة الخارجية المصرية كسبانة على طول الخط، وبارك الله في سامح شكري وشركاه.
هل أنت مع فكرة السلام الاقتصادي مع إسرائيل؟
طبعا، وأقول للإسرائيليين تعالوا نعمل لكم مصالح اقتصادية تكسبوا منها أكثر من قتل الناس وبناء المستعمرات التي لا يسكنها أحد، والتي تحولت إلى بيوت للأشباح، أعلم أن هناك رفضا شعبيا لإسرائيل في المنطقة ولكن أنا دائمًا مع السلام الذي يقوم على تبادل المصالح.
لماذا لم تطبع مصر حتى الآن العلاقات مع إيران؟
في السكة، الدبلوماسية الإيرانية من أرقي الدبلوماسيات في العالم، دبلوماسية رفيعة المقام منذ أيام الملك، مصر دائما ترسل أفضل السفراء لإيران تحت مسمى «القائم بالأعمال ورعاية المصالح»، وآخرهم السفير علاء يوسف، مستشار الرئيس عبد الفتاح السيسي للأمن القومي، أنا أعتز بالدبلوماسية التركية والإيرانية، وأعتبرها إضافة لي في عملي الدبلوماسي وليست خصم.
لكن هناك تخوف في مصر من نشر المذهب الشيعي وتصدير الثورة الإيرانية؟
هذا تخوف طبيعي، هناك تخوفات أمنية مشروعة، ولكن العلاقات سوف تعود قريبا.
كيف تقيم العلاقات المصرية التركية؟
مصر لم تقطع علاقتها مع تركيا رغم سحب السفير، والاستثمارات التركية في مصر لم تنقص مليما واحدا، العلاقة بين مصر وتركيا علاقات شعبية، لدينا مصريون كثيرون من أصول تركية، في عهد الرئيس جمال عبد الناصر تم طرد السفير التركي من مصر، وفي 1961 تركيا كانت أول دولة تعترف بالانقلاب على عبد الناصر في سوريا فقطع عبد الناصر العلاقات معها، أردوغان جن جنونه بعد اكتشافات الغاز الضخمة في شرق المتوسط وإنشاء منتدى البحر المتوسط للغاز ومقره القاهرة، فاخترع مقولة إن مصر وليبيا كانا جزءا من الإمبراطورية العثمانية، وقام بدخول ليبيا وجلب المرتزقة للحصول على جزء من الغاز، لكنه بدأ يعقل ويرجع العلاقات، مشكلة أردوغان أنه ما زال يحلم بعودة الإمبراطورية العثمانية.
كيف ترى نهاية الحرب الروسية الأوكرانية؟
ستنتهي عندما يقوم الطرفان بتقديم تنازلات كبيرة، عندما تتخلى روسيا عن فكرة ضم أجزاء من الأراضي الأوكرانية، وعندما تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام لحلف الأطلنطي، وتصبح دولة محايدة.
كيف ترى نتيجة الانتخابات الأمريكية؟.. وهل تتغير السياسة الأمريكية بتغير الرؤساء؟
أتوقع ظهور شخصية جديدة، ترامب يعاني من مشاكل قانونية، وبايدن لديه مشاكل صحية، والسياسة الأمريكية ثابتة، ولكن الوسائل مختلفة، الهدف هو الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي، ترامب هو من قام بنقل السفارة الأمريكية للقدس.
وكيف ترى رهان العرب على أمريكا.. وهل عدم نجاحنا في وقف الحرب دليل على الضعف وقلة الحيلة أم تخاذل وتواطؤ كما يزعم البعض؟
أمريكا أكبر من أن نعاديها، والعرب ليس لديهم القدرة على هزيمة إسرائيل وأمريكا، وهذا ليس عيبا.
كيف ترى ما يحدث في السودان؟
ما يحدث في السودان مصيبة المصائب، مشكلة السودان أنه قائم على النظام القبلي، والنظام القبلي أدى إلى انقسام الجيش السوداني على نفسه، والنظام القبلي هو السبب الرئيسي في تقسيم السودان وانفصاله عن مصر، وهذه مشكلة إفريقيا كلها.
وما تقييمكم للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر الآن؟ وأين يكمن الحل في رأيك؟
أزمة مصر الاقتصادية هي أزمة عالمية، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، والصراع الروسي الأمريكي، وحرب العملات بين أمريكا والصين، مشكلة مصر الاقتصادية تتمثل في عدم كفاية الإنتاج الزراعي ونقص المياه والزيادة السكانية وغياب ثقافة الإنتاج، الكل يريد العمل موظف في الحكومة، غياب ثقافة المشروعات الصغيرة، عدم وضوح النظام الاقتصادي، هل هو اشتراكي أم رأسمالي؟، ترهل الجهاز الإداري للدولة، يوجد أكثر من 50 ألف موظف في ماسبيرو، 6 آلاف إداري يخدمون أقل من ألف دبلوماسي في الخارج، التحريض على رجال الأعمال واستعداء الناس عليهم وتشويه صورتهم في الإعلام والأعمال الفنية، وإظهار رجل الأعمال على أنه حرامي ولص وغير شريف، تخوف بعض رجال الأعمال من التأميم جعل بعضهم يستثمر جزءا من أمواله في الخارج، يوجد ثقافة مضادة لرأس المال. ليس أمامنا سوى الإنتاج أو الاستدانة، نحن الآن نستدين ولكننا لم نغرق، مصر تمتلك الآن أكبر احتياطي نقدي في تاريخها الحديث، 46 مليار دولار، علينا أن نخفف من ثقافة الجنائزيات واللطم.
يردد البعض أن مصر على أعتاب الدخول في مجموعة العشرين الكبار.. تعليقكم؟
هذا حقيقي، نحن الآن في المركز 23 عالميا من حيث حجم الناتج القومي، وبالتالي نحن على أطراف مجموعة العشرين الكبار، الرئيس عبد الفتاح السيسي تم دعوته أكثر من مرة لحضور اجتماع مجموعة العشرين، وهذا دليل على مكانة مصر.
وما تعليقكم على تكليف الدكتور مصطفى مدبولي بتشكيل الحكومة الجديدة؟
أريد شخصيات في قيمة عبد القادر حاتم وعمرو موسى، أريد وزراء محترفين وليس هواه، أريد سياسيين يملئون العين، أريد وزير إعلام مثل صفوت الشريف وممدوح البلتاجي، سامح شكري أفضل من يتحدث اللغة الإنجليزية لكنه لا يتحدث كثيرا باللغة العربية.
كلمة أخيرة؟
نحتاج لطول نفس وثقة في أنفسنا، التطاول على مصر والدول العربية والجامعة العربية «عيب»، قلت لوزير الدفاع البريطاني وكان في زيارة لمصر، «ما أنتم إلا مجموعة من اللصوص على مر التاريخ، سرقتم ثروات الشعوب دون مقابل، تحت شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير المصير»، الحرب الإسرائيلية على غزة كشفت عورة أمريكا وأكدت أن ما ترفعه من شعارات تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان ما هي إلا أكذوبة كبرى ووسيلة للسيطرة على شعوب المنطقة، كما أنها هزت صورة أمريكا في العالم والتي تقدم نفسها أنها حامية لحقوق الإنسان والديمقراطية، مصر ليست وسيطا في الملف الفلسطيني ولكنها ممثل للفلسطينيين، ولها دلالة على إسرائيل يجعلها تتفاهم معهم.